روي أبو زيد

المئوية الثانية لولادة المعلّم بطرس البستاني

27 أيلول 2019

11 : 13

افتتحت الجامعة اللبنانية الأميركية برنامج "مركز التراث اللبناني" للموسم الجامعي 2019 -2020 بإحيائها المئوية الثانية لولادة المعلم بطرس البستاني، بإصدار كتاب "المعلم بطرس البستاني بقلمه" للدكتور هيام جورج ملاط. تمّ إطلاق الكتاب في لقاء إعلامي من قلب الجامعة في بيروت، بحضور رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا ومدير المركز الشاعر هنري زغيب والمؤلف هيام جورج ملاط. حضر اللقاء رئيس جمعية المعلم بطرس البستاني النائب فريد البستاني وأمين سر الجمعية حبيب البستاني وحشد من الأساتذة والأدباء والمفكرين والإعلاميين.

واشار زغيب في حديث لـ"نداء الوطن" الى أنّ "البستاني نادى منذ أكثر من مئتي عام بحقوق المرأة وشدّد على ضرورة فصل الدين عن الدولة"، مضيفاً أنّه "بعد إِطلاق المركز أَنشطة المئَوية الأُولى لإِعلان دولة لبنان الكبير في العدد الخاص من مجلة "مرايا التراث"، يستذكر الـمئَوية الثانية لولادة الـمعلِّم بطرس البستاني بإِطلاق كتاب "الـمعلِّم بطرس البستاني بقلمه" كما جمع آثارَه الدكتور هيام ملاط، وأَغنانا بطبعاتها الأَصلية من القرن التاسع عشر غانـماً إِياها من مكتبة جدِّه "شاعر الأَرز" واقتطف منها صفحات من تلك الطبعات الأُولى، بما يتعذَّر الحصول عليها كما صدَرت أيامئذ بإشراف الـمعلم بطرس".

وتوجّه جبرا الى زغيب بالقول: "عزيزي هنري، نشاطُك يُتعبُنا لغزارة نتاجه، إلّا أنه يشعرنا بالفخر: أولاً لأننا لبنانيون، وثانياً لأنك جزء عزيز وفاعل من هذه الـمؤسسة التي هي الجامعة اللبنانية الأميركية"، وأضاف: "ما سيقدمّه زغيب إلينا هذا العام يكرّس هذا الالتزام الذي يجاهرُ هو به، فإذا ببرنامجه يصير ضوءاً كشّافاً ينير لـمحاتٍ من مجدِ هذا اللبنان الذي لـم يكن في التاريخ إلا شعلة إنسانية حضارية متَّقدَة. وإلَّا كيف يمكن تفسيرُ إطلاقِهِ كتاب الـمعلـم بطرس البستاني، ونحن في خِضَمّ احتفالات الـمئوية الثانية لولادته، أو إطلاق كتاب الأب لامنس عن آثار هذا الوطن العظيم؟".



أما ملاط فلفت الى أنّ "الكتاب يشكّل مراجعة موثَّقة لمؤلفات المعلم بطرس البستاني تكشف لنا ميزات فريدة جسّدها في القرن التاسع عشر جعلت منه مشروعاً ثقافياً:

1. الإفادة من مخزون تربوي وثقافي اكتسبه من دراسته في مدرسة عين ورقة البطريركية في غوسطا (كسروان) كانت تدعى "سوربون الشرق".

2. من ثقافة وتربية اكتسبهما تيّقظَ بطرس البستاني إلى مقتضيات الحداثة، فالتزم بها في تآليفه ومزاولاته المهنية والصحافية والتربوية.

3. التزامه التسامح وحب الوطن.

4. انفتاحه على تحديات العصر خصوصاً مناصرة المرأة بمنحها التربية اللازمة لرفع مستوى العائلة والمجتمع هي المؤتمنة على الاستمرارية وشرف المجتمع.

5. التزامه الحرية الفكرية أساس تطوّر المجتمع".

وشدّد ملاط على أنّ "البستاني صاحب مشروع ثقافي طليعي رائد شامل متكامل هدف من اعتماده إلى رفع مستوى الثقافة والتربية لدى المجتمع اللبناني والعربي في القرن التاسع عشر، بالتطرق إلى جميع أبواب الفكر والثقافة والصحافة المعروفة، واكتشاف آفاق جديدة جعلته صاحب مدرسة فكرية تميزت بالحداثة وحب التسامح والوطن".

كما أشاد جبرا وزغيب وملاط بدعم رئيس الجمعية النائب البستاني "كل النشاطات الفكرية والثقافية والأكاديمية"، ووصفوه بأنه "أبو الاحتفالية بالمئوية الثانية لولادة المعلم بطرس البستاني، وأنه أزاح الغبار عن المعلم وإرثه الثقافي والحضاري وأفكاره النهضوية، وله الفضل الأكبر في إعادة إحياء فكره وتعاليمه".

MISS 3