15 عاماً على محاولة اغتياله

مروان حمادة لـ"نداء الوطن": القاتل معروف بمحكمة وبلا محكمة

00 : 33

حمادة لم يساوم على مبادئه رغم محاولة اغتياله (رمزي الحاج)

اليوم هو الأول من تشرين الأول، تاريخ يحفر في ذاكرة اللبنانيين الأحرار جيداً، يوم تعرّض النائب والوزير السابق مروان حمادة لمحاولة اغتيال، بسيارة مفخّخة انفجرت بُعيد مغادرته منزله ونجا منها. شكّل هذا اليوم منعطفاً مفصلياً في تاريخ لبنان ومساره ومصيره حيث انطلق مسلسل الاغتيالات وطاول رموزاً في "ثورة الأرز"، في محاولة لبعث رسائل أمنية دموية سورية إلى من يعنيهم الأمر.

وعشية الذكرى الأليمة، بعد 15 سنة على محاولة الاغتيال، حاورت "نداء الوطن" الشهيد الحي، وهو القريب من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وخال الشهيد جبران تويني:

* ماذا يعني لك هذا اليوم كمروان حمادة الانسان الذي كاد أن يستشهد في لحظة كهذه؟

ـ يعنيني، خصوصاً بما حدث للآخرين من رفاق في ثورة الارز إلى مجموعة كبيرة من المواطنين الذين قضوا فقط لأنهم صودف وجودهم في المكان. أحياناً كثيرة أتساءل إن لم تكن الشهادة الكاملة أكثر رحمة بالنسبة لمن بقي حياً مما نشهده اليوم من مسار ومنحدر تحطمت فيهما الآمال والأحلام بلبنان مستقل ديموقراطي ومزدهر.

* هل تعتبر موضوع المحكمة الدولية هو إجراء قانوني بينما مروان حمادة واثق من الجهة التي حاولت استهدافه؟

ـ الإجراء القانوني لا بد منه، ليس للثأر، بل لإبقاء شعلة من لم ينل لا تحقيق ولا محاكمة، مضاءة وتلاحق القتلة. دخول هذه الجرائم سجل المحاكم الدولية يشكّل بحدّ ذاته، ولو من دون تنفيذ عملي، نقطة سوداء لمن ارتكب الجرائم، ونقطة نور لمن آمن بلبنان وسقط من أجله.

* في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة إقليمياً ودولياً، هل ترى مروان حمادة جالساً على ضفة النهر وينتظر جثة غريمه كي تمرّ قربه؟

ـ قلت إنني لا أتطلع إلى ثأر شخصي، ولا أشعر بالحاجة إليه، إنما أرى أن الشعوب العربية كلها تنتظر على ضفة الأنهر، جثث الديكتاتورية والظلم وأصحاب الجرائم ضد الانسانية.

* للوهلة الاولى عندما استفقت، من الانفجار، من خطر على بالك من الأشخاص الذين تحبهم؟ ومن خطر في بالك أن يكون من حاول استهدافك؟

ـ فكرت بعائلتي الصغيرة والكبيرة، بكل الذين وجهت إليهم الرسالة ومنهم من استشهد بعد ذلك ومنهم من يستمر في النضال حتى اليوم. القاتل معروف بتحقيق وبلا تحقيق بمحكمة وبلا محكمة وفضح نفسه مع ارتكابه كل جريمة.

* بعد مضي سنوات على صدور القرار 1559 واتهامكم بالمساهمة في وضعه مع الوزير السابق غسان سلامه، وبعد مرور كل هذه المدة، هل تستطيع أن تكشف اليوم من يقف حقيقة خلف هذا القرار الدولي، وهل هو فعلاً الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

ـ القرار 1559 لم يكن للبنان واللبنانيين ولنا خصوصاً أي علاقة فيه، لكن تبقى أسباب هذا القرار ومندرجاته قائمة حتى اليوم، ويكفي أن نقيّم ما حلّ بسيادة لبنان وباستقلاله ونظامه الديموقراطي وازدهاره الاقتصادي وبوضع الحريات فيه لكي نتساءل في يوم دفنه: ألم يكن جاك شيراك على حق في رعايته هذا القرار؟ 


*هل كنت تتوقع اغتيال جبران تويني؟

طبعاً، مسلسل الاغتيالات الذي طاول الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي والياس المر ومي شدياق، كان واضحاً أنّ كل من يرفع رأسه أو يحمل قلمه أو يعلّي صوته كان سيُستهدف. أوّلهم جبران تويني، وكرّت السبحة بعده.


MISS 3