أحبط الجيش السوداني "محاولة إنقلابية" جرت فجر الثلثاء، فيما اتهمت الحكومة ضباطاً من "فلول النظام البائد" بتنفيذها، في إشارة إلى نظام الرئيس الإسلامي المخلوع عمر البشير، المُعتقل منذ أكثر من سنتَيْن بعد أن أطاح به الجيش تحت ضغط ثورة شعبية عارمة.
وإذ كشف رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك خلال اجتماع لمجلس الوزراء أن "تحضيرات واسعة" سبقت المحاولة الإنقلابية، تمثلت "في الإنفلات الأمني بإغلاق مناطق إنتاج النفط وإغلاق الطرق التي تربط الميناء ببقية البلاد"، اعتبر أنه كان "انقلاباً مدبّراً من جهات داخل القوات المسلّحة وخارجها"، وأنه "امتداد لمحاولات فلول النظام البائد لإجهاض الإنتقال المدني الديموقراطي".
ورأى حمدوك أيضاً أن المحاولة الإنقلابية "كشفت ضرورة إصلاح المؤسّسة العسكرية والأمنية"، مشدّداً على أنّه "سنتّخذ إجراءات فورية لتحصين الإنتقال ومواصلة تفكيك" نظام البشير الذي "لا يزال يُشكّل خطراً على الإنتقال"، فيما خرجت تظاهرات في عدد من المدن السودانية احتجاجاً على محاولة الإنقلاب. كما دان حزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب السودانية، المحاولة الإنقلابية.
وبينما طمأن المتحدّث باسم الحكومة السودانية وزير الإعلام والثقافة حمزة بلول بأنّ "الأوضاع تحت السيطرة التامة"، مشيراً إلى أنّه "تمّ القبض على قادة محاولة الإنقلاب من العسكريين والمدنيين ويتمّ التحقيق معهم"، أكدت القوات المسلّحة السودانية اعتقال 11 ضابطاً وعدد من الجنود المشاركين في المحاولة، معلنةً أنه "تمّت استعادة كلّ المواقع التي سيطر عليها الإنقلابيون"، و"ما زال البحث والتحرّي جارياً للقبض على بقية المتورّطين".
وفي الأثناء، زار رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان معسكر الشجرة، حيث بدأت، وفق بعض التقارير، المحاولة الإنقلابية. وتحدّث إلى الجنود قائلاً: "لو نجح ما حدث اليوم (أمس)، لكانت له نتائج مدمّرة على وحدة الجيش ووحدة القوات النظامية ووحدة البلد". وأضاف: "نحن حرصاء على حماية المرحلة الإنتقالية، ونؤيّد تسليم البلد إلى سلطة منبثقة من إرادة شعبية وتأتي بانتخابات حرّة ونزيهة".
وتوالت الإدانات العربية والدولية للمحاولة الإنقلابية الفاشلة، فيما دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش محاولة الإنقلاب، داعياً السودان إلى الحفاظ على مكتسبات عملية انتقاله الديموقراطي. كما أعلنت دول الترويكا (الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والنروج) رفضها المحاولة الإنقلابية، مشدّدةً على أن "شركاء السودان الدوليين يقفون بحزم خلف شعب السودان وحكومته الإنتقالية".
