مايا الخوري

راقبوا ألعاب أولادكم الإلكترونية! تسبّب سلوكيات عنف وإدمان وتوحّد

9 تشرين الأول 2021

02 : 01

أجريت دراسات كثيرة عالمياً حول مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال والشباب خصوصاً في خلال الإقفال العام بسبب "كورونا"، حيث أصبحت الهواتف الذكية والألواح الرقمية، الرفيق الدائم في ساعات الملل. لكن الإفراط في إستخدام الألعاب القتالية المرتكزة على التأثيرات البصرية والسمعية والحسيّة من دون ضوابط محدّدة من قبل الأهل، أدّت إلى حالات إدمان وتوّحد وانتحار. كيف نراقب أولادنا لحمايتهم من تلك الألعاب وما هي المؤشرات الواجب الإنتباه لها في سلوكهم اليومي؟

يتحدث مهندس الإتصالات والكومبيوتر سلوم الدحداح عن المنافسة القائمة بين شركات الألعاب الإلكترونية التي تسعى إلى إستحواذ إهتمام الناس طيلة الوقت بهدف الربح المادي سواء عبر عرض الإعلانات أو عبر بيع الخدمات المتعلقة باللعبة. ولتحقيق هذا الهدف، تبتكر الشركات ألعاباً تفعّل حال الإدمان لدى الأطفال، بمساعدة إختصاصيين في علم النفس يحددون الألوان والأشكال الملفتة للنظر وفق الفئات العمرية المستهدفة من قبل اللعبة، ليتعلّقوا بها حتى الهوس.

وتنعكس هذه الألعاب وفق دحداح على نشاط الأطفال الذين تراجعت مهاراتهم الجسدية والحسية بسبب ملازمتهم الشاشة، فضلاً عن مشكلات صحيّة وجسدية عدّة مثل الإلتواء في الظهر والضعف في النظر، ومشكلات نفسية مثل التوحّد والإدمان، خصوصاً عند المنعزلين في غرفهم أمام الشاشة لساعات طويلة.

ويشكّل الإدمان على الألعاب القتالية خطورة كبيرة، حيث يسبّب سلوكيات عنيفة وعدوانية لدى الأطفال الذين يتعلمون من خلالها أن العنف هو الوسيلة الأصحّ لحل الأمور المستعصية. فضلاً عن الأرق والكوابيس، بسبب مشاهد العنف والقتل والدم التي تقتحم أحلامهم. ومن أشهر تلك الألعاب " pubG وFortnite والحوت الأزرق" التي أدّت إلى حالات عنفٍ وإنتحار.


سلّوم دحداح


وبسبب هذه المخاطر، ينصح دحداح الأهل بمراقبة نشاط أولادهم عبر الإنترنت، لافتاً إلى تطبيق " Norton Family " مثلاً المخصص لتحديد المواقع الآمنة للأولاد، والوقت المسموح لإستخدام الإنترنت إضافة إلى مراقبة نشاطهم. مشيراً إلى إهتمام كبير من قبل شركتي "آبل" و"أندرويد" أيضاً في موضوع الإنترنت الآمن للأطفال، حيث تقدّمان خدمات في هذا الإطار، فضلاً عن إمكانية تحديد الفئة العمرية المناسبة للأولاد عند عملية البحث، فتُعرض الخيارات تلقائياً من ضمن الفئة العمرية المحددة.

لتوعية الأطفال

على عدم مشاركة بياناتهم وصورهم الخاصة

أمّا بالنسبة إلى حماية الأطفال من الألعاب التي تتضمّن إتصالات مباشرة بين اللاعبين، فيقول: "أنصح عند تنزيل أي لعبة، عدم مشاركة المعلومات الشخصية ورقم الهاتف والصور أو الإفساح في المجال أمام الدخول إلى البيانات الخاصة بنا المتوافرة على الهاتف، وبذلك نكون قد قطعنا الطريق أمام تلقي إتصالات غريبة من لاعبين آخرين".

تلتقي الإختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسية تيريز بدّور مع دحداح في ضرورة مراقبة الأطفال والمراهقين في أثناء إستخدامهم للإنترنت، والحؤول دون مشاركتهم البيانات الخاصة مع اللاعبين الآخرين أو عبر محادثات مواقع التواصل الإجتماعي. فتدعو الأهل أوّلاً إلى تنظيم إستخدامهم للإنترنت وفق الوقت المسموح به أمام الشاشة والفئة العمرية. مشدّدة على أهمية جلوس الأبناء في غرفة مفتوحة لتسهيل عملية مراقبة حواراتهم والألعاب التي يشاركون فيها.



تيريز بدور


وتنصح الوالدين بالنزول إلى مستوى الأولاد ليفهما سبب إهتمامهم بهذه اللعبة وتعلقّهم بها، فيتعلّما أسس اللعب ويشاركان فيها، عندها يطّلعا إلى تفاصيلها وما ينتج عن مراحلها، حتى إستنتاج كيفية مساعدتهم على تجنّب بعض المخاطر التي يمكن أن تصدر عنها.

لحوار صريح وواضح بين الأهل والأولاد

وتشدّد بدّور على أهمية بناء حوار صريح ومفتوح بين الأهل والأولاد، خصوصاً في ما يتعلّق بالإنترنت، لأن الأطفال لا يعرفون مدى خطورة الإنخراط بمحادثات مع الغرباء، أو خطورة مشاركة معلوماتهم الخاصة أو صورهم الشخصية. مضيفة: "ليفسح الأهل في المجال أمامهم للتكّلم بحرية وطلب المساعدة إن لزم الأمر. لأن الخطر لا يقتصر على مواقع التواصل الإجتماعي فحسب، بل ينسحب على بعض الألعاب التي تتيح إقامة الحوارات والعلاقات مع الغرباء في أثناء اللعب. لذلك يجب توعية الأولاد على هذا الأمر".

أمّا المؤشرات التي تدلّ على تعرّض الطفل لإبتزاز أو عنف أو تحرّش، فهي:

- تغيير مفاجئ بالمدّة المستخدمة للإنترنت، مثل قضاء وقت إضافي أو أقلّ من المعتاد.

- تقلّب في المزاج بعد إستخدام الإنترنت، مثل القلق الزائد والخوف والإنعزال.

- ممكن أن يعمد الطفل إلى إستخدام سرّي للإنترنت.

- محاولة إخبار أهله عن تعرّضه للتحرّش أو الإبتزاز بطريقة غير مباشرة.

- تغيير في عاداته اليومية على صعيدي الشهية والنوم.

- سلوكيات سلبية أو عدوانية غير مفهومة أو مبرّرة.

- شعور بأوجاع جسدية من دون أي سبب طبّي.

- تراجع في التحصيل الدراسي أو عدم إهتمام بالدرس والمدرسة وصعوبة في التركيز.

وردًا على سؤال حول كيفية تصرّف الأهل في حال لاحظوا أحد هذه المؤشرات، تقول: "يلعب الأهل دوراً مهماً وأساسياً لدعم الولد وإحتضانه وإحساسه بالأمان. ولتحقيق ذلك يجب إتّباع خطوات ضرورية هي:

- الإصغاء إليه حتّى إنتهاء كلامه من دون القيام بأي رد فعل.

- شكره على صراحته ووصفه بالشجاع.

- التعبير عن تعاطفنــــا وتجاوبنـــــا مع مشاعره.

- عدم القيام بأي رد فعل مهما كان الموضوع مؤذياً أو سلبياً، لئلا يندم الولد على صراحته.

- عدم لومه على تصرفاته وتشجيعه على المصارحة وإن كان مخطئاً، لئلا يتراجع عن هذا المبدأ في المرة القادمة.

كما تنصح الأهل بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بالمشكلة، عن طريق طرح الأسئلة وإستشارة الأشخاص المناسبين في هذا الإطار. إضافة إلى تطمين الولد وتأكيد التضامن معه لحلّ المشكلة سويّاً. فضلاً عن سؤاله عمّا يريد أن نفعله في هذه المرحلة. بعدها نشرح له كيفية حماية نفسه فنعلّمه طريقة سير الأمور وحل المشكلة لئلا يقع فيها مرّة جديدة. وفي حال شعر الأهل أن هذه المشكلة لا تزال مؤثرة فيهم نفسياً وعاطفياً، عندها "لا بدّ من طلب مساعدة إختصاصي نفسي".


الألعاب الممنوع إستخدامها تحت سنّ 18 عاماً



question1: Dead Space 2

Mortal Kombat

Medal of Honor

Call of Duty: Black Ops

Fallout: New Vegas

Castlevania: Lords of Shadow

Assassin's Creed: Brotherhood

Halo: Reach

Naughty Bear

Mafia II

Kane and Lynch 2: Dog Days


MISS 3