المعارك تسبّبت بنزوح 10 آلاف شخص في أيلول

مقتل أكثر من 150 متمرّداً في ضربات جنوب مأرب

02 : 00

معركة مأرب مصيريّة لطرفَي الصراع (أرشيف - أ ف ب)

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية أمس، مقتل 150 عنصراً من المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران، في الساعات الـ24 الأخيرة في العبدية، على بُعد حوالى 100 كيلومتر جنوب مدينة مأرب الإستراتيجية التي يُحاول الحوثيون بكلّ قواهم السيطرة عليها منذ أشهر.

وأوضح التحالف أنّه نفّذ 36 عملية استهداف ضدّ "عتاد وعناصر الميليشيا في العبدية خلال 24 ساعة"، مشيراً إلى أن "عملية التدمير شملت 11 آلية عسكرية والخسائر البشرية تجاوزت 150 عنصراً إرهابيّاً". ويرتفع بذلك عدد المتمرّدين الذين قُتِلوا في هذه المنطقة خلال الأيام الأربعة الماضية إلى أكثر من 500.

ونشرت قناة "الإخبارية" مساء الأربعاء لقطات مصوّرة لجثث أشخاص يرتدون ملابس عسكرية ومدنية، وذكرت أنها "مشاهد لتساقط الحوثيين جثثاً على مداخل مأرب". وأفاد مسؤولون عسكريون حكوميون على الأرض في مأرب وكالة "فرانس برس" بأنّ المتمرّدين اضطرّوا للتراجع في بعض المواقع التي سيطروا عليها في وقت سابق من هذا الأسبوع جنوب مأرب، بعد مواجهات عنيفة وضربات جوّية متواصلة.

لكن على الرغم من الخسائر، فإنّ الحوثيين "يدفعون بتعزيزات جديدة ويُرسلون الآلاف إلى المحرقة"، بحسب أحد المسؤولين. ومن جهة الحكومة، كشفت المصادر العسكرية أن 23 مقاتلاً موالياً للسلطة، بينهم 3 ضباط، قُتِلوا، وأُصيب العشرات خلال الساعات الـ48 الماضية.

وفي هذا الإطار، رأى كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن حسين إبيش أنّ تكثيف التحالف لضرباته الجوّية أخيراً يُعتبر "ضغطاً يهدف إلى منع السقوط الأخير لمأرب ومحاولة دفع الحوثيين إلى طاولة المفاوضات".

وأشار إبيش إلى أهمّية المعركة حول مأرب "قلب الإقتصاد اليمني"، والتي من شأن سيطرة الحوثيين عليها "المساعدة في تأمين سيطرتهم على صنعاء"، في حين كان المتحدّث الرسمي باسم الحوثيين يحيى سريع قد أعلن الثلثاء أن المتمرّدين أصبحوا "على مشارف مدينة مأرب من جهات عدّة".

توازياً، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أنّ 10 آلاف شخص نزحوا من منازلهم في أيلول الماضي في محافظة مأرب، في أعلى معدّل نزوح شهري في هذه المنطقة منذ بداية العام الحالي. وبين الأوّل من كانون الثاني الماضي و30 أيلول، بلغ عدد الأشخاص الذين نزحوا من محافظة مأرب أكثر من 55 ألف شخص.

ديبلوماسيّاً، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ أن الحلّ الدائم لن يتحقق إلّا من خلال تسوية سياسية شاملة في البلاد، مشدّداً على أهمّية تنفيذ إتفاق الرياض. وقال خلال جلسة لمجلس الأمن في شأن الوضع في اليمن إنّ "البنية التحتية تضرّرت كثيراً منذ بدء الصراع "، مطالباً بضرورة "معالجة الوضع الإنساني والاقتصادي". وتابع: "أجريت مشاورات في اليمن ومع الأطراف الإقليمية الفاعلة في هذا الملف، من أجل استئناف المشاورات السياسية".


MISS 3