تحذير ووعيد ووساطة... الوضع يتدهور في إثيوبيا

02 : 00

إضاءة شموع في الذكرى السنويّة الأولى لـ"حرب تيغراي" في أديس أبابا أمس (أ ف ب)

يزور الموفد الأميركي إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إثيوبيا للدعوة إلى إيجاد حلّ سلمي في البلاد، بينما توعد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد أمس بـ"دفن الأعداء بدمائنا"، في إشارة إلى مقاتلي "جبهة تحرير شعب تيغراي"، وذلك في ذكرى مرور سنة على بدء الحملة العسكرية التي شنّها على الإقليم، في وقت توقّع فيه "جيش تحرير أورومو" الذي تحالف مع "جبهة تيغراي" في آب، دخول أديس أبابا في غضون "أشهر إن لم يكن أسابيع".

وقال رئيس وزراء إثيوبيا: "الحفرة التي حفرت ستكون عميقة جدّاً، وستكون حيث يدفن الأعداء وليس حيث تتفكّك إثيوبيا"، مضيفاً: "سندفن هذا العدو بدمائنا وعظامنا وسنُعلي مجد إثيوبيا من جديد". واعتبر أن أعداء بلده يُحاولون فرض سيناريو عليه مماثل لذلك الذي مرّت به سوريا وليبيا. وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت "جبهة تيغراي" سيطرتها على مدينتَيْ ديسي وكومبولشا الإستراتيجيّتَيْن اللتَيْن تقعان على مسافة 400 كيلومتر شمال أديس ابابا. وفي الوقت نفسه، أعلن "جيش تحرير أورومو" سيطرته على مدن عدّة في جنوب كومبولشا، بينها كيميسي على مسافة 320 كيلومتراً من أديس أبابا. وردّاً على سؤال حول احتمال دخوله العاصمة الإثيوبية، قال الناطق باسم "جيش تحرير أورومو" أودا طربي: "إذا استمرّت الأمور بالحيوية الحالية، فستكون مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع"، مشدّداً على أن سقوط رئيس الوزراء آبي أحمد أمر "محسوم".

وتُشكّل هذه التصريحات تكراراً لما أكده الناطق باسم "جبهة تيغراي" غيتاشيو رضا لوكالة "فرانس برس" في تموز، حين قال: "إذا اضطررنا للسير إلى أديس أبابا لحماية تيغراي، فسنفعل ذلك"، بينما تنفي الحكومة الإثيوبية أن يكون المتمرّدون قد حققوا أي تقدّم ميداني، لكنّها فرضت "حال الطوارئ" في كلّ أنحاء البلاد، في حين دعت السلطات المحلّية في أديس أبابا إلى التعبئة للدفاع عن المدينة.

ويُثير التصعيد المسجّل قلق الولايات المتحدة، إذ أعرب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية عن قلق واشنطن المتزايد إزاء "اتّساع نطاق العمليات العسكرية وأعمال العنف بين المجموعات الاتنية"، فيما كشف أن فيلتمان سيزور إثيوبيا يومَيْ الخميس والجمعة.

توازياً، ندّدت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشال باشليه بـ"وحشية قصوى" تطغى على النزاع في إقليم تيغراي، خلال عرضها نتائج تحقيق مشترك أُجري مع الإثيوبيين وخلص إلى احتمال وقوع "جرائم ضدّ الإنسانية" ارتكبها كلّ الأطراف.


MISS 3