محكوم محلّياً ومطلوب دوليّاً

القذافي يترشّح للرئاسة!

02 : 00

سيف الإسلام خلال تقديم ترشيحه رسميّاً للإنتخابات الرئاسية في سبها أمس (أ ف ب)

مرتدياً العباءة الليبية التقليدية والعمامة باللون البني، وهو الزي نفسه الذي كان والده يشتهر بارتدائه على الدوام، ظهر سيف الإسلام القذافي الملاحق قضائيّاً في ليبيا ومن المحكمة الجنائية الدولية، جالساً على كرسي أمس يُقدّم ترشيحه رسميّاً للإنتخابات الرئاسية المقرّرة في نهاية الشهر المقبل، وكأنّ عقارب الساعة تعود عقداً من الزمن إلى الوراء.

وأكدت المفوضية الوطنية العليا للإنتخابات في بيان صحافي أن سيف الإسلام، نجل الزعيم معمر القذافي الذي قتله معارضون خلال ثورة 2011، قدّم "أوراق الترشح لرئاسة الدولة وتقدّم بمستندات ترشّحه إلى مكتب الإدارة الإنتخابية في سبها (في جنوب البلاد)، مستكملاً المصوغات القانونية".

كما استلم بطاقته الإنتخابية من المركز الإنتخابي المسجّل فيه بمدينة سبها، وفق البيان. وبينما كان إلى جانبه محاميه خالد الزائدي، وقّع سيف الإسلام عدداً من الأوراق، وبعدها تلا آية من القرآن، وختم قائلاً: "بارك الله فيكم"، قبل أن يُغادر مقرّ المفوضية في سبها.

وظلّ مكان وجود سيف الإسلام طيلة السنوات الماضية غامضاً، وأحاط تحرّكاته بالسرّية إلى حدّ كبير، خوفاً على الأرجح من التعرّض له، لا سيّما أنه كان من أبرز أركان نظام والده الذي انقلب عليه الليبيون. ولعلّ اختياره سبها لتقديم ترشّحه فيها يعود إلى أنها معقل قبيلة القذاذفة، أي المكان الذي لا تزال عائلة القذافي تتمتع فيه بقاعدة شعبية وبنوع من الحماية.

وعلى الرغم من إعلان مفوضية الإنتخابات الليبية استكمال سيف الإسلام "المسوّغات القانونية" لعملية تقديم ترشيحه رسميّاً، يظل الوضع القانوني لنجل القذافي المحكوم في ليبيا بالإعدام رمياً بالرصاص لتورّطه بارتكاب "جرائم حرب"، والمطلوب من القضاء الدولي، محلّ جدل.

وأطلقت المجموعة المسلّحة التي كان محتجزاً لديها العام 2017 سراحه وفقاً لقانون "العفو العام" المثير للجدل الذي أصدره البرلمان الليبي. لكن إطلاق سراحه لم يخضع لإجراءات قضائية حدّدها قانون العفو العام، إذ لم تصدر وزارة العدل أو المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) أي قرارات رسمية ترفع عن سيف الإسلام الأحكام الصادرة بحقه. كما تظلّ مذكّرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه سارية المفعول، بحسب ما أكدت المحكمة الجنائية الدولية أمس.

وعلّق قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق، مهامه العسكرية رسمياً في 22 أيلول، تمهيداً لترشّح مرجّح للإنتخابات الرئاسية. لكنّه لم يُقدّم ترشحيه بعد.


MISS 3