وفود القيادات المسلّحة في بعبدا وبرقيّت تهنئة بذكرى الاستقلال

قائد الجيش: بوجود المؤسسة العسكرية لا خوف على لبنان

02 : 01

العماد عون

أمّت وفود القيادات المسلحة قصر بعبدا امس لتهنئة رئيس الجمهورية ميشال عون بالذكرى الـ78 للاستقلال.

فاستقبل بداية قائد الجيش العماد جوزف عون على رأس وفد ضم أعضاء المجلس العسكري ونواب رئيس الأركان ومديرية المخابرات والتوجيه وامين سر المجلس العسكري ورئيس مكتب القائد.

وقال قائد الجيش: "يحل عيد الاستقلال الثامن والسبعون هذا العام، ووطننا يعاني ازمة سياسية واقتصادية وصحية، أرخت بظلالها ثقيلة على كل مفاصل حياة اللبنانيين، ومن ضمنهم العسكريون الذين يواجهون اليوم اقسى الظروف، وسط تزايد المهمات الملقاة على عاتقهم، والتي لا يزالون ينفذونها بكل انضباط ومهنية وولاء مطلق للمؤسسة العسكرية. هذه المؤسسة التي هي الضمانة لاستمرار وجود هذا الوطن، ستبقى متسلحة بقسمها في الدفاع عن لبنان، وطناً سيداً، حراً، مستقلاً، وبواجبها المقدس بمنع انزلاقه الى المجهول.

فخامة الرئيس، عرفناك صلباً، تزيدكم المحن قوة وعزيمة. نعول على حكمتكم في مقاربة الملفات الشائكة، والخروج من هذه الازمة بأقل الخسائر، على أمل ان يستعيد وطننا بريقه السابق ودوره التاريخي الجامع. ان لبنان اليوم، وبالرغم من كل الازمات التي تعصف به، لا يزال يرفض الموت ويتمسك بالحياة. يحميه جيشه المتماسك، والمؤمن بوطنه والملتزم بقدسية قسمه.

فخامة الرئيس، بوجود المؤسسة العسكرية لا خوف على لبنان. نجدد العهد امامك اننا على قسمنا باقون. لن نسمح للتحديات ان تنال من عزيمتنا او ثقتنا بوطننا. ستبقى مهمتنا المقدسة حماية لبنان وصون استقلاله. وسنبقى متمسكين بالمحافظة على سلامة الوطن وامنه واستقراره، كما على كرامة شعبه، مهما كان حجم التضحيات".

وبعدما أشاد رئيس الجمهورية بتضحيات المؤسسة العسكرية، أكد انه يواصل العمل مع رئيس الحكومة من اجل معالجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها العسكريون من مختلف الرتب، اسوة بغيرهم من افراد القوى المسلحة الاخرى والمواطنين الذين تأثروا مباشرة بالتدهور في سعر صرف الليرة.

اللواء عثمان ووفد المديرية

واستقبل عون المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان مع وفد المديرية العامة، واعتبر عثمان أن "مناسبة الاستقلال هذا العام حلت علينا غير سابقاتها، فعناصر قوى الامن الداخلي من ضباط، رتباء، افراد وموظفين مدنيين فيها، يعانون ازمة مالية اجتماعية حادة، حيث باتت رواتبهم في مكان ما تقل عن 60 دولاراً أميركياً، وهذا ما يمنعهم من تأمين حياة كريمة لأفراد عائلاتهم، او لجهة تأمين تغذيتهم اثناء خدمتهم وتنقلاتهم من خدمتهم واليها. ونحن نقوم بما نستطيع من اجل التخفيف من اعبائهم، ولكن بشكل خجول لا يفي بالحاجة:

- تراجع التأمينات الصحية وتمنع معظم المؤسسات الاستشفائية عن استقبال عناصر قوى الامن الداخلي ومن هم على عاتقهم.

- تراجع قيمة المساعدات المدرسية لعناصر قوى الامن الداخلي، حيث بات يترتب عليهم مبالغ طائلة لا قدرة لهم على تأمينها، من اجل تعليم أولادهم.

نتيجة الانخفاض الكبير والكارثي في ارقام موازنة قوى الامن الداخلي بما يقارب 90% من قيمتها بعدما كانت 760 مليون دولار أصبحت حوالى 50 مليوناً، مما انعكس على عوامل عديدة أهمها: الطبابة والاستشفاء والأدوية، صيانة الاعتدة والآليات (حوالى 1800 آلية معطلة)، نقص في الاعتدة والمواد المستهلكة: محروقات، ذخيرة، قطع غيار، قرطاسية... كما اصبح لدينا نقص فادح في العديد نتيجة التناقص المستمر بسبب الإحالة على التقاعد لبلوغ السن القانونية، في موازاة سريان مفعول قانون وقف التوظيف والتطويع. وهذا طبعاً غيض من فيض للمشاكل التي تعترض المؤسسة وعناصرها ومهامها وهي بالواقع اكثر من ذلك بكثير. هذا كله لم يثننا عن واجباتنا واهدافنا الأساسية التي وضعناها امامنا واستطعنا المحافظة عليها، على الرغم من كل الظروف".

وناشد عثمان عون بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة اللبنانية القيام بكل ما بوسعه "مع الحكومة لانقاذ المؤسسات العسكرية والأمنية قبل فوات الأوان، لكي يبقى الهيكل الأساسي للدولة اللبنانية من دون تصدّع".

وتحدث عون عن "الظروف الاقتصادية في البلاد والتي انعكست سلباً على العسكريين في مختلف الاسلاك، لافتاً الى انه رغم ذلك، يقوم العسكريون بواجباتهم بإخلاص وتفانٍ، وعلى الدولة ان تقابل عطاءاتهم بتحسين أوضاعهم المعيشية".

اللواء ابراهيم ووفد المديرية

وتلقى عون تهاني المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، على رأس وفد من المديرية العامة. وأكد إبراهيم "التزامنا الدائم تنفيذ القانون والتزام احكامه، من دون الاعتبار لغير السلم الأهلي الذي لا يعرف الا الهوية الوطنية الغنية بتنوع ثقافاتها والمنفتحة على كل تفاعل انساني حضاري، مغاير للعقل الآحادي والالغائي. سنعمل دائماً برعايتكم على ان يبقى لبنان وطن حقوق الانسان، وطن العدل والايمان ووطن الحرف والابداع، كما ترددون دائماً، لأن بقاءنا الحر في هذا الوطن، رهن قرار اللبنانيين في بناء الدولة القوية العصية على الاستهدافات والمغامرات، خصوصاً ان جميعنا خَبر خطورة تقديم الاهواء والعصبيات الضيقة ونتائجها على الهوية اللبنانية والمصلحة العامة. وهذا عهدنا لكم وللبنان".

وبعدما نوه عون بدور إبراهيم والأمن العام اعتبر ان هذه المؤسسة "نجحت في تحقيق الأمن الاستباقي الذي ساعد في الكشف عن مخططات كانت تستهدف سلامة الدولة واستقرارها، كما اقام الأمن العام شبكة علاقات تعاون مع مؤسسات امنية عربية ودولية في اطار التنسيق تحقيقاً لمصلحة لبنان وعلاقاته الخارجية".

اللواء صليبا ووفد المديرية

واستقبل عون المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا على رأس وفد من المديرية العامة. وشدد صليبا على ان مديرية امن الدولة "على قسمها ووفائها، لن تألو جهداً في متابعة مهامها الأمنية والوطنية. ونعاهدكم بألا تتوانى لحظة عن القيام بدورها كذراع وعين لكم، في وجه أعداء لبنان، ونصرة للحق والقانون والوطنية التي تمثلون، على رغم الظروف القاسية التي نعانيها وتعانيها المديرية، والتي نأمل زوالها بارادتكم وإرادة القادة الوطنيين، وفخامتكم على رأسهم".

واعتبر عون ان امن الدولة "يواجه بشجاعة الشبكات المضادة للإصلاح والتي تزرع الفساد والاحتكار في البلاد، كما يعمل على ملاحقة الجهات التي تتولى استغلال معاناة المواطنين واحوالهم المعيشية الصعبة، خصوصا ان الامن الاجتماعي هو صنو الاستقرار الأمني والاقتصادي".

برقيات تهنئة

وتلقى عون عدداً من برقيات التهنئة ابرزها من الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، وملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونائب الأمير الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني.

وأبدى بوتين اطمئنانه الى "اننا سنتمكن بفضل جهودنا المشتركة من ضمان مواصلة تطوير علاقات الصداقة بين روسيا ولبنان"، مشدداً على "التزام روسيا الدائم بدعم سيادة ووحدة لبنان، وبعدم جواز أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية له".


MISS 3