السعوديّة: تطوّرات المفاوضات النوويّة لا تدعو للتفاؤل

"قمّة الرياض" ترصّ الصفوف لمواجهة التحدّيات

02 : 00

ولي العهد السعودي خلال استقباله أمير قطر في الرياض أمس (أ ف ب)

في ظلّ "الرياح الجيوسياسية" الهائلة التي تعصف بالمنطقة من كلّ حدب وصوب، خصوصاً مع تنامي التهديدات المتّصلة بسلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية والميليشيات التابعة لها في الشرق الأوسط، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أمس اختتام ونجاح أعمال "القمة الخليجية 42" التي أُقيمت في قصر الدرعية في الرياض، حيث أكد البيان الختامي ضرورة العمل الجماعي لمواجهة كافة التهديدات والتحدّيات، ومتابعة إنجاز الرؤى الاقتصادية وفرص الاستثمار بين دول المجلس.

وثمّن الأمير محمد بن سلمان خلال كلمته الختامية مساهمة القادة ورؤساء الوفود في إنجاح أعمال هذه القمة، متحدّثاً عن التضامن الجماعي للعمل على ما فيه خير ونماء ورفاهية شعوب دول الخليج. واتفق زعماء كلّ من السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عُمان والبحرين في البيان الختامي الذي تلاه أمين مجلس التعاون الخليجي نايف فلاح الحجرف على "التأكيد على ما تضمّنته المادة الثانية من إتفاقية الدفاع المشترك، بأنّ الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعتبر أن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها كلّها، وأي خطر يتهدّد إحداها يتهدّدها جميعاً".

وجدّد البيان "رفض اعتداءات الحوثيين على السعودية"، معتبراً أن "استمرار هجمات الحوثيين بدعم إيراني يُهدّد الأمن الإقليمي". وشدّد أيضاً على ضرورة معالجة البرنامج الصاروخي الإيراني والتزام طهران بمبادئ حسن الجوار. وفي ما يتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني والمفاوضات الدائرة في شأنه، أكدت دول مجلس التعاون "ضرورة مشاركة دول المجلس بأيّ مفاوضات مع إيران".

كما شدّد البيان على دعم وتعزيز دور المرأة والشباب في الاقتصاد والمال والأعمال، مؤكداً متابعة تنفيذ المبادرات حول التغيّر المناخي. ولفت إلى أهمّية التحوّل الرقمي في دول مجلس التعاون، وبناء التحالفات في مجال الأمن السيبراني وأمن المعلومات.

وقال ولي العهد السعودي خلال كلمته الافتتاحية إنّ القمة تأتي في ظلّ "تحدّيات عديدة تُواجهها المنطقة تتطلّب منّا مزيداً من تنسيق الجهود، بما يُعزّز ترابط وأمن واستقرار دولنا". كما أشار إلى أهمّية "استكمال مقوّمات الوحدة الاقتصادية ومنظّمتَيْ الدفاع والأمن المشترك، بما يُعزّز دورنا الإقليمي والدولي من خلال توحيد مواقفنا السياسية".

وأعرب عن أمله في "استكمال بناء تكتل اقتصادي مزدهر"، الأمر الذي "يتطلّب إيجاد بيئة جذّابة ومحفزة تعتمد على تنويع مصادر الدخل". وأعاد ولي العهد السعودي التأكيد على "أهمّية التعامل بشكل جدّي وفعّال مع البرنامج النووي والصاروخي الإيراني"، في حين رأى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الحجرف أن تطوّرات المفاوضات النووية "مقلقة ولا تدعو للتفاؤل".

وقال بن فرحان: "الأصحّ أنّ نكون حاضرين في المفاوضات لأنّ هذا يجعلنا قريبين من الحلول بحكم أنّنا إحدى الدول الأكثر تهديداً". وأعرب عن أمله في أنّ "تنجح هذه المفاوضات وأن تُؤسّس للوصول إلى إتفاق أطول وأقوى ما يفتح الباب أمام نزع فتيل الأزمة في المنطقة".


MISS 3