أشادت بجهود الدول الغربية وروسيا لنزع فتيل الأزمة

كييف تدعو إلى "قمة رباعية" لإنهاء الصراع في شرق البلاد

02 : 00

جندي أوكراني يتجوّل داخل خندق على الخطوط الأماميّة مع الإنفصاليين في شرق البلاد أمس (أ ف ب)

فيما أبلغت واشنطن أمس حلفاءها الغربيين بفحوى المفاوضات التي أجرتها مع موسكو عشية محادثات جديدة بين "حلف شمال الأطلسي" وروسيا لنزع فتيل الأزمة عند الحدود الأوكرانية، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة رباعية مع موسكو وباريس وبرلين "لإنهاء الصراع" مع الإنفصاليين الموالين لروسيا في شرق بلاده.

وقال زيلينسكي: "لقد آن الأوان للتوصّل إلى إتفاق يُنهي الصراع ونحن مستعدّون لاتخاذ القرارات اللازمة خلال قمة رباعية جديدة"، وذلك لدى استقباله مستشارين للرئيس الفرنسي والمستشار الألماني، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية. ولم توضح الرئاسة طبيعة هذه القرارات، مشيرةً في الوقت عينه إلى أن المفاوضات تناولت أيضاً الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل "وقف التصعيد" على الحدود الأوكرانية، حيث حشدت روسيا عشرات آلاف العناصر.

وكانت أوكرانيا قد دعت مرّات عدّة في السابق إلى مثل هذه القمم الرباعية المسمّاة "صيغة النورماندي"، وهي اقتراحات رفضتها موسكو عموماً متّهمةً كييف بعدم تطبيق إتفاقات السلام الموقعة في مينسك.

كذلك، رحّبت الرئاسة الأوكرانية بجهود أميركا و"حلف الناتو" وروسيا الهادفة إلى خفض منسوب التوتر على حدود البلاد مع روسيا. وقال الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية سيرغي نيكيفوروف: "لا يسعنا إلّا أن نُشيد بالنوايا والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا و"حلف شمال الأطلسي"، بغية خفض التوترات وحلّ كلّ المسائل المشتركة حول طاولة المفاوضات".وأضاف: "نثق بشركائنا وبتصريحاتهم بأنّ أي قرار حول مصير أوكرانيا لن يُتّخذ من دوننا"، مؤكداً أن كييف "تُريد حلّ النزاع" في شرق البلاد بين قواتها والإنفصاليين الموالين لموسكو "في أقرب وقت مُمكن وبالطرق السلمية خصوصاً".

توازياً، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن روسيا "لا تملك حق التصويت" في شأن انضمام محتمل لأوكرانيا إلى "حلف شمال الأطلسي"، بينما تُطالب موسكو بضمانات لعدم توسيع الحلف في اتجاه حدودها الغربية.

وعشية اجتماع يضمّ ممثلين روساً ومن "الأطلسي" في بروكسل، قال كوليبا: "لا تتمتّع روسيا بحق التصويت في شأن عضوية أوكرانيا في حلف الأطلسي"، معتبراً أن "هذا خط أحمر لن يتمّ تخطيه من قبل أوكرانيا ولا من قبل حلفائنا الغربيين".

وشدّد على أن الغرب لن يقبل بمنح روسيا "ضمانات قضائية" في شأن عدم توسيع الحلف نحو الشرق، "لأنّ ذلك بمثابة فشل استراتيجي له"، متّهماً روسيا بإجراء هذه المحادثات بهدف "رفع مستوى مطالبها إلى أبعد حدود وعرض مطالب غير مقبولة منذ البداية". ورأى أن "أمن المنطقة الأورو- أطلسية لا يُمكن أن يتحقق طالما أوكرانيا في خطر".

وفي الغضون، أعلن الكرملين أن المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في جنيف شكّلت "بداية إيجابية" لاستمرار الحوار، وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين: "إنّها تستحق تقييماً إيجابيّاً"، مضيفاً: "لكنه ليس حواراً من أجل الحوار... لأنّ المهمّ هنا هو النتيجة. ليس هناك ما يُمكن قوله بعد عن النتيجة". وأوضح بيسكوف أن "هناك بضع جولات أخرى أمامنا لتكوين صورة واضحة لما نحن فيه"، معتبراً أنّه "لا توجد أسباب كثيرة للتفاؤل حتى الآن. سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن جولة واحدة ستُعطي نتيجة شاملة".


MISS 3