غارة إسرائيلية على مواقع لـ"حزب الله" في سوريا

وزير خارجية عُمان من دمشق: لتصفية الأجواء وتصحيح الأخطاء

02 : 00

الأسد والبوسعيدي في دمشق أمس (سانا)

في إطار المساعي لإعادة تطبيع علاقات سوريا مع دول عربية عدّة والتمهيد لاستعادة مقعدها الى طاولة "جامعة الدول العربية"، أكّد وزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي خلال زيارته دمشق أمس أن جهوداً تُبذل "للمّ الشمل العربي" و"تصفية الأجواء" بين الدول العربية.

وفي هذا الصدد، أوضح البوسعيدي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري فيصل المقداد أن "ثمة جهوداً حية تقوم بها دول (عربية) عدّة في الوقت الحاضر للمّ الشمل وتصفية الأجواء وتصحيح أخطاء الماضي والتوجّه بنظرة تكون أكثر مستقبلية لعلاقات التعاون العربي المشترك والتضامن، ونتجاوز الماضي بالمستقبل الواعد".

وأمل في أن "تؤتي كلّ هذه الجهود ثمارها ونتائجها الايجابية"، وأضاف: "نتفاءل من خلال هذه اللقاءات والحوارات، وأعتقد أنه في النهاية لا يصحّ إلّا الصحيح، والصحيح هو التئام العلاقات العربية - العربية"، وذلك قبل شهرَيْن من القمة العربية التي تُعقد في آذار المقبل في الجزائر، في حين اعتبر المقداد أن "العلاقات بين بلدَيْنا الشقيقَيْن مستمرّة ولم تنقطع"، مشيراً إلى أن "السلطنة وقفت إلى جانب سوريا ضدّ الإرهاب".

من ناحيته، نوّه الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه البوسعيدي بـ"النهج والدور المتوازن لسلطنة عُمان وسياساتها المبدئية ومواقفها تجاه سوريا ودعمها الشعب السوري في حربه ضدّ الإرهاب"، وفق "سانا". ورأى الأسد أن "ما ينقصنا كعرب هو وضع أُسس لمنهجية العلاقات السياسية، وإجراء حوارات عقلانية مبنية على مصالح الشعوب".

وعرض الأسد مع وزير خارجية سلطنة عُمان "مجالات التعاون الثنائي والتأكيد على أهمّية مواصلة العمل على مختلف المستويات، ومستجدّات الأوضاع على الساحتَيْن العربية والإقليمية، والقضايا ذات الإهتمام المشترك"، فيما نقل البوسعيدي للرئيس السوري "تحيات السلطان هيثم بن طارق وتأكيده وحرصه على مواقف عُمان الثابتة تجاه سوريا"، معتبراً أن "سوريا ركن أساسي في العالم العربي، وسياساتها ومواقفها القوية والشجاعة تجعل التعويل عليها كبيراً في مواجهة التحدّيات التي تُحيط بنا".

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد كشف أمس الأحد أن دول الجزائر والعراق والأردن لديها رغبة في عودة سوريا لشغل مقعدها، وقال: "نرصد ردّ الفعل السوري عن بُعد، ونرى أنه قد يُرحّب بالعودة".

وعلى صعيد آخر، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الإثنين "مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لـ"حزب الله" اللبناني بالقرب من دمشق"، بحسب ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وأوضح المرصد أن "مواقع تابعة لـ"حزب الله" في محيط مدينة القطيفة الواقعة في منطقة القلمون الشرقي شمال شرق العاصمة دمشق، تعرّضت لقصف إسرائيلي فجر الإثنين"، مشيراً إلى "دوي 5 انفجارات على الأقلّ في مدينة القطيفة، تبعها اندلاع حرائق في مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لحزب الله".

وتحدّث المرصد عن "معلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية"، لكنّه لم يورد أي حصيلة، بينما أشارت وكالة "سانا" إلى أن "الغارة أدّت إلى وقوع بعض الخسائر المادية"، من دون أن تكشف أي تفاصيل عن المواقع التي استهدفتها.

وأوضحت الوكالة أنّه قرابة "الساعة 03:05 من فجر اليوم (أمس) نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوّياً برشقات من الصواريخ من اتجاه رياق شرق بيروت، مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق". وتابعت: "تصدّت وسائط دفاعنا الجوّي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".

ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضرباتها تلك في سوريا، لكنّها تُكرّر أنّها ستُواصل تصدّيها لما تصفه بـ"محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال صواريخ دقيقة إلى حزب الله". وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوّية في سوريا، مستهدفةً مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ"حزب الله".


MISS 3