لوسي بارسخيان

المعارضات تنقسم و"حزب الله" محتار بين أمل والتيار والسنّة سكوت

عقيص واصل وعازار يبحث عن حليف وسكاف وضعها صعب

7 شباط 2022

02 : 00

لائحة القوات في زحلة عام 2018

شهدت نهاية الأسبوع الماضي جولة من التحمية الإنتخابية في مدينة زحلة، بدت كـ»بروفة» مسبقة للمشهد المرتقب مع إقتراب الموعد المحدد للإستحقاق في منتصف شهر أيار المقبل.

إلا أن إطلاق محركات الماكينات الإنتخابية، وقد أعطى إشارة المباشرة بحملات تطرح من بين الخيارات إمكانية أن تخوض كل من الأحزاب المتمددة الى مدينة زحلة معركتها الإنتخابية إما بشكل منفرد أو بالتحالف في ما بينها، يفرملها ترقب جميع هذه القوى للمواقف التي ستطلق في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وتتوقع مصادر قريبة من تيار «المستقبل» أن تحمل التوجهات النهائية تجاه هذا الإستحقاق، إما بالمقاطعة الواسعة للشارع السنّي الذي يشكّل الثقل الإنتخابي الأقوى في دائرة زحلة، أو بالمشاركة تحت عناوين سياسية واضحة. وعلى هذا القرار تعوّل القوى السياسية عليه في تشكيل لوائحها، وهي لا تزال تصطدم بعقبات قانون إنتخابي لن يتيح لأي منها توسيع تمثيله في الدائرة، لتبقى حصة كل طرف سياسي مقعداً واحداً فقط من مقاعد دائرة زحلة السبعة.

على صعيد التسميات، حلت «زحلة تنتفض» الأولى في تسمية مرشحها الدكتور عيد عازار عن المقعد الأرثوذكسي في زحلة، ليليها مباشرة «القوات اللبنانية» وقد سمّت مجددا النائب جورج عقيص كمرشح تفضيلي لها، وهما المرشحان الوحيدان المحسومان حتى الآن، من دون أن تتّضح عملياً التحالفات التي سيجريها الطرفان لخوض معركتهما.

فـ»القوات» تريد أن تؤمن الحواصل التي تحافظ لها على مقعدين في دائرة زحلة، خصوصاً بعدما خرج النائب سيزار المعلوف من تكتّلها وأعلن عدم خوضه الإنتخابات في دورتها المقبلة، ما يفتح شهية الكثير من المرشحين الارثوذكس في الدائرة في ظل توجه «القوات» لخوض الإنتخابات منفردة حتى الآن، الأمر الذي يخشى ان ينعكس سلبا على قدرتها التجييرية لنائبها التفضيلي، ويشتت أصوات «البلوك» القواتي المضمون بالنسبة لها، إلا إذا احتدمت العناوين السياسية في المرحلة المقبلة، وصولا الى الوقوف في المواجهة المباشرة مع «حزب الله»، فمن شأن ذلك إستفزاز الفئة الصامتة الزحلاوية، وقد أثبتت الدورات الإنتخابية المتتالية أنها تشكل الناخب الاكبر في المدينة، ولا يمكن التنبؤ بوجهة تصويتها إلا في اللحظات الأخيرة التي تسبق الإنتخابات.

في المقابل، يعوّل «التيار الوطني الحرّ» على إعادة نفخ الحياة في ورقة تفاهمه مع «حزب الله»، لينسحب ذلك تحالفاً إنتخابياً معه في دورة 2022، بعدما خاضا إنتخابات 2018 بلائحتين متنافستين.

يعتقد المراقبون أن «التيار» لا يملك عمليا قدرة تأمين حاصل إنتخابي إذا خاض الإنتخابات منفرداً، وبالتالي من شأن تحالفه مع الحزب أن يؤمن حاصلين يضمنان وصول مرشحه التفضيلي، علماً أن «التيار» يتجه مجدداً لخوض الإنتخابات بمرشح ماروني سيمنحه صوته التفضيلي من دون أن تحسم حتى الآن تسميته لهذا المقعد.

أما «حزب الله»، فحتى لو خاض الإنتخابات منفردا، فيمكنه ان يكون مرتاحاً لحاصلين، أو حاصل وكسر اكبر، إلا أن خوضه لها منفرداً أو بالتحالف مع حركة «أمل» يفقده الغطاء المسيحي في عاصمة الكثلكة في الشرق. ومن هنا يبدو الحزب محرجاً في دائرة زحلة بين حليفه الإستراتيجي الذي يشكله «التيار» وحليفه الطبيعي المتمثل بالحركة، وهو ما يؤخر حتى الآن بتّ مسألة التحالف مع «التيار» في هذه الدائرة كما وعد بأن يفعل في سائر الدوائر الإنتخابية.

كاثوليكياً أيضا، تتصرف سائر الاطراف وكأن المعركة هي على مقعد واحد من مقعدي زحلة، خصوصاً انها تعتبر ان المقعد الكاثوليكي الاول مضمون للنائب جورج عقيص.

وعليه، فإن التوجه هو لخوض معركة كسر عظم على هذا المقعد تحديداً، حيث لاحت أولى تباشير هذه المعركة مواجهات إلكترونية عبر وسائل التواصل الإجتماعي، رافقت ما جرى تسريبه عن محاولة تقرّب بين النائب ميشال ضاهر والمجموعات الثورية في البقاع الاوسط، في وقت توقف التواصل بينها وبين مجموعة «زحلة تنتفض» بعدما أعلنت الأخيرة السير بمرشحها عيد عازار أيا كان موقف المجموعات الثورية الأخرى وسط ترحيب أوساطها بالتوافق الإنتخابي مع رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف لتأمين الحواصل.

وبينما يحاول ضاهر وسكاف إستقطاب الأصوات المعارضة للقوى السياسية التي شاركت بالمنظومة السياسية في المرحلة الماضية، بدا أن مسعاهما أصاب وحدة صف المجموعات الثورية بشرخ كبير، فخرج جزء من خلافها الى العلن من خلال تسريبات عن محاولة ضاهر شراء «إئتلاف» دائرة زحلة «الثوري» كما يتهمه البعض، في مقابل الإنتقادات التي تواجهها «زحلة تنتفض» من قبل مجموعات القضاء بالتفرد في البحث عن تحالفات مع «الكتلة الشعبية»، علما أن لكل من الطرفين حساباته التي من شأنها تعزيز الشروخ لمصلحة القوى التقليدية، خصوصاً ان تحالف مجموعات دائرة زحلة الثورية مع ضاهر قد تكسبه مقعده ولكنها لا تربح الثورة مقعداً، فيما تحالف «زحلة تنتفض» مع سكاف يؤمن وفقاً لمتابعين فرصاً لإيصال مرشحها عيد عازار عن المقعد الأرثوذكسي، إذا تأمنت الحواصل فعلا، من دون ان يضمن لسكاف إستعادة مقعد زوجها الكاثوليكي.

وفي انتظار بلورة هذه التحالفات، يرتقب الموقف الذي سيتحدّد سنّيا ومن شأنه التخفيف من حدّة ضياع كافة الأطراف حول كيفية تعاطيها مع الشارع السنّي، وتؤكد المصادر حذر كافة الأحزاب في توجهها لتسمية مرشحها السنّي، حرصاً على عدم إستفزاز شارعها لإيقاظ المارد الذي تختزنه.

في الأثناء، تتقاطر أسماء المرشحين والطامحين للمقاعد النيابية من دون أن تكون لأي منهم فرص بالوصول الى البرلمان، إلا إذا تحقق ذلك بفلتة شوط شبيهة بتلك التي حصلت بالنسبة للمقعد الارمني في الإنتخابات الماضية، خصوصا أن كل طرف من الاطراف المتنافسة لا يمكنه تأمين أكثر من حاصل مع كسر أعلى في أفضل الحالات، وهذا ما يجعل سائر المرشحين مجرد «كومبارس» يدفع بالجدّيين منهم للخروج من المعركة حفاظاً على اسمائهم من الإحتراق.


MISS 3