شربل داغر

نوبل للآداب: تجاهلٌ متبادَل

21 تشرين الأول 2019

00 : 00

تبارى غير صحافي وكاتب عربي عند إعلان الفائزَين (لهذه السنة) بجائزة نوبل للآداب في التذمر والشكوى من تحيز الأكاديمية السويدية المعادي للعرب.

لم يتساءل اي منهم ما إذا كانت الأكاديمية قد بلغَها أدب هذا الكاتب العربي او ذاك.

فما لا يعرفه هؤلاء الصحافيون والكتاب، أو لا يبالون به، هو ان الاكاديمية تتكل في قرارها على ما يصلها من ترشيحات، وعلى تقارير من مراجع ذات صدقية...

ثم على ما يقرأه أعضاؤها من كتب مترجمة لهذا الأديب او ذاك.

هذا ما جعلني أكشف مؤخرا عن ان المستشرق الفرنسي الراحل جاك بيرم هو الذي نصح بفوز نجيب محفوظ بالجائزة، وبإبراز روايته: "أولاد حارتنا"...

هكذا قلما يتساءل المدافعون عن الحق العربي بنوبل عن مدى ترجمة من يرشحون الى هذه اللغة او تلك... وقلما ينتبهون كذلك الى ان صورة العربي عموما "عنيفة" دولياً، وتحول دون وصول هذا الاديب او ذاك الى الجمهور الأجنبي من القراء كما النقاد قبل الأكاديمية نفسها...

لهذه الأسباب وغيرها يفوز بنوبل الآداب... أوروبيون في المقام الاول، لا لعراقة أدبهم الحديث وحسب، ولا لترجمته الى غير لغة في العالم فقط، وإنما لأن أدب هذا الاديب او ذاك يتكفل بنفسه، لا بقومه، أو لغته...

يكفي دليلاً على ما اقول المؤشر التالي: لا يجد أي صحافي أوروبي صعوبة في تقديم أي فائز بنوبل للآداب، فيما نجد صحافيينا المحليين يكتبون المقال نفسه عن الفائز، ما دام انهم لا يعرفونه، ولم تترجم أعماله الى لغتهم، وما يكتبونه عنه لا يعدو كونه ترجمة لما ورد عنه في وكالات الأنباء... الأوروبية.

لهذا يمكن القول إن التجاهل متبادل، وهو ما يحكم العلاقة بين الأدب العربي والأكاديمية السويدية.


MISS 3