مايز عبيد

لا يريد أن يفتح معركة انتخابية علنية في وجه "التيار" و"القوات"

لماذا لا يدعم عصام فارس علناً مرشّحه في عكار؟

20 نيسان 2022

02 : 01

مركز افتتحه فارس في حلبا مقفل منذ سنوات

خرج نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس من الحياة السياسية بشكل كامل بعد اغتيال رفيق الحريري في العام 2005 مباشرة، وأقفل مكاتبه في لبنان وغادر إلى الخارج.

كان أمام فارس وقتها خياران لا ثالث لهما: فإما أن يبقى ويواجه موجة التغيير الآتية على البلد، ومعها موجة الشائعات التي طاولته من لحظة الإغتيال، والإنضمام إلى تحالف قوى 8 آذار والترشّح للإنتخابات واحتمال كبير أن يخسرها بسبب تغيّر المزاج الشعبي، والخيار الآخر هو ما سمعه من نصائح من أصدقائه الأميركيين والفرنسيين بترك الساحة السياسية في هذه المرحلة؛ وهذا ما كان. وهو كان من أعضاء لقاء عين التينة المناهض للقاء البريستول في تلك الحقبة.

يتمتع عصام فارس بعلاقات دولية واسعة وثروة مالية ضخمة، ضاهى بهما رفيق الحريري، وأنشأ مؤسسة مقرّها في بيروت قدّمت العديد من الخدمات الإنمائية في عكار. يلمع اسمه مجدداً عند كل استحقاق نيابي، لا سيّما أنه ثبّت زعامة أرثوذكسية غير مسبوقة في عكار بعد انتخابات العام 2000 على غرار بيروت والكورة والمتن.

كان سعد الحريري يدرك عمق العلاقة بين والده الراحل ونائبه، وتناهى إلى سمعه بأن فارس قد رفض أكثر من مرة أن يكون نائب رئيس الحكومة إلى جانب عمر كرامي في حكومة 2004 وقال للرئيس إميل لحود «لا أحب العمل في هذا المنصب إلا مع رفيق الحريري»... راعى سعد خاطر فارس في كل دورة وقد عُدّ النائب السابق نضال طعمة تسمية عصام فارس للحريري. في دورة 2018 سئل عصام فارس عن توجهاته فأخبر كلّ من زاره في منفاه الطوعي بباريس أنه لن يشارك حتى في التسمية، فذهب المقعدان الأرثوذكسيان إلى «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر».

في هذه الدورة أيضاً تحدث الجميع إلى فارس. ما هو مثبت زيارة جبران باسيل له في باريس، وتواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معه للغاية نفسها. فارس أبلغ الجميع أنه لن يدعم أو يرشّح أحداً، وهو على مسافة واحدة منهم ويتمنى لهم التوفيق... قيل عن نجله نجاد إنه يدعم التغيير وسيشارك على لوائحه دعماً مادياً وترشيحاً. لكنّ رياح التغييريين وانقساماتهم وأحجامهم على الأرض خالفت التوقعات فاختار نجاد التريث.

في هذا الوقت كان سجيع عطية وهو موظف سابق في مؤسسة فارس ورئيس سابق لاتحاد بلديات الجومة - (كان محسوباً عليه)- ينشط على خط الترشح مستغلاً اسم عصام فارس ووجوده سابقاً بالقرب منه في كل لقاء انتخابي أو إعلامي يظهر فيه، متّخذاً شعار الإنماء وحزب الأوادم من فارس شعاراً لحملته. حُكي الكثير عن عدم تبنّي فارس لعطية، وكان الأخير حاسماً دائماً لكل من يراجعه «نجاد لن يترشّح». وبالفعل لم يترشح نجاد وأكمل عطية المشوار وبعد عدة اجتماعات مع قوى التغيير، قفز عطية إلى المقلب المعاكس حاجزاً لنفسه مقعداً مع نواب «المستقبل» الخارجين على الحريري. البعض رجح أن ذلك حصل بمباركة من فارس الأب وليس الإبن، الذي زاره عطية في باريس وطلب منه ذلك وتمنى عليه إجراء اتصالين بكل من النائبين وليد البعريني وهادي حبيش لتثبيت الدعم. فهل سجيع اليوم مرشح فارس الأب؟ وما هو موقف الإبن؟

في آخر زيارة له إلى عكار اجتمع نجاد بسجيع وحرص الإثنان على نشر صور اللقاء. ومن هنا وصاعداً لا يمكن اعتبار سجيع إلا مرشح الفارسين أما لماذا لا يتم الإعلان عن ذلك رسمياً أقله بفيديو أو تسجيل صوتي داعم كما كان سجيع يتمنى، فإن المصادر المقرّبة ترجّح بأن الفارسين يريدان أن يمررا الإنتخابات بأقل الأكلاف. فمن شأن دعم أي مرشح أن يفرض عليهما التزامات مالية تجاهه وتجاه ناخبيه. والمرجح أن الفارسين يقيّمان حسابات الخسارة قبل الربح. فإذا قيل إن سجيعاً قد خسر الإنتخابات فإن وقعها أخف على الآذان من قول إن مرشح عصام فارس قد خسر المعركة في عرينه عكار، أما إذا ربح فإن فارس أول من سيحصد ثمار هذا النجاح. ومن الأسباب أيضاً أن هذا البيت السياسي يعتبر بيتاً سياسياً وسطياً مقبولاً لدى الجميع ولا يريد أن يفتح معركة انتخابية علنية في وجه القوى السياسية الأخرى لا سيما «التيار الوطني الحر» و»القوات»، في وقت قد تقود المرحلة السياسية المقبلة بنجاد إلى لبنان من جديد نائباً لرئيس حكومة لبنان بعد انتخابات 2022.


MISS 3