د. شربل عازار

إنتخابات - إستفتاء

22 نيسان 2022

12 : 49

في ردّه على التحركات التي يقوم بها حزب القوات اللبنانيّة على الصُعُدِ النيابيّة والإداريّة والدبلوماسيّة لمواجهة ما تقوم به وزارة الخارجيّة، ممثّلة بقناصلها، لتشتيت أصوات المغتربين وتخفيض نسبة الاقتراع لديهم خشية انعكاسها على النتائج، خاصة في دائرة الشمال الثالثة حيث يترشّح،

غرّد رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل قائلاً:

"هذا منطق الميليشيا بالفرض"

هنا نسأل، إذا كان التوجّه الى مجلس النواب لطرح الثقة بوزير الخارجيّة، والتوجّه الى هيئة الاشراف على الانتخابات لإبلاغها بالمخالفات، والتوجّه الى رئيس الحكومة للقيام بالمقتضى هو عمل ميليشيوي، فكيف يكون العمل من خلال المؤسسات؟

يا للمفارقة، ميليشيا تحلّ نفسها (القوات) وتَركُن الى الدولة ومؤسساتها،

و"حماة الدولة" المفترضون ( التيّار)، يستقوون بميليشيا، والنتيجة خراب.

في مقابلته الأخيرة مع الاعلامي ماريو عبّود، كرّر النائب باسيل أكثر من مرّة وبإصرار أن

"سمير جعجع أفشلَ عهد الرئيس ميشال عون".

يعني، أو أنّ سمير جعجع أقوى من الرئيس عون وحزب الله ومحور الممانعة وأدواته،

أو أنّ المحور والعهد والرئيس أضعف من سمير جعجع.

هل من تفسير آخر؟

في كلتا الحالتين، اتركوا الحكم لغيركم.

لست منتسباً الى حزب القوات اللبنانيّة ولست مخوّلاً بالدفاع عن وجهة نظرهم، وهم ليسوا بحاجة الى مدافعين،

لكن ألّا يكون لدى رئيس التيّار الحرّ غير التهجّم على سمير جعجع والقوات ليُقنع الناخبين بالاقتراع له، فهذا إفلاس مطلق.

فلا خطط ولا برامج ولا أفق للمستقبل، فقط هناك إصرار على الاستمرار في السلطة.

في محاكاة أخرى، غرّد البارحة النائب باسيل:

"صوّتوا معنا للكهربا ومش للمولدات، نحنا كنّا ورح نبقى مع ٢٤/٢٤ والعجز صفر".

هل المقصود أنّه إذا لم ننتخب التيّار سينقطع عنّا التيّار؟

يعني، معركة انتخابية قائمة على التخويف من راجح (سمير جعجع) ومن العتمة إذا لم يبقَ التيّار في الحُكم !!!

واخجلتاه.

أسبوعان للخارج، وثلاثة أسابيع للداخل يبقى لموعد الانتخابات النيابية في الخامس عشر من شهر أيّار، وكلّما اقتربت ساعة الحسم كلّما كبُرَت المسؤولية على كاهل الناخب.

نحن مدركون أن نتيجة الاقتراع ليست وصفة سحريّة للخروج الفوري من جهنّم التي وضعونا فيها، لكن هي فرصة يُبنى عليها لإبلاغ الداخل والخارج أن الشعب اللبناني، بما أُتيحَ له من وسائل سلميّة للتعبير عن رأيه فيما وصل اليه وطنه، قد قال كلمته حيث هو قادر وبما يسمح به القانون الانتخابي الحالي.

قانون الانتخاب القائم على النسبية لا يسمح بالربح بالضربة القاضية إلّا حيث يتحكّم السلاح كما حصل في الصرفند.

يبقى الرهان على بقيّة المناطق خاصة في دوائر بيروت والجبل والشمال وبما توفًر من البقاع ودائرة جزين صيدا في الجنوب.

إن كان أحدٌ يعتقد أنّه يعرف مصلحة لبنان والشعب اللبناني والمسيحيّين، أكثر من البطريركية المارونية والبطاركة على مرّ التاريخ وصولاً للبطريركين الكبيرين صفير والراعي فهو مخطىء.

رسالة الفصح وعظة الأحد الماضي للبطريرك الراعي بحضور الرئيس عون، هما خارطة الطريق للخلاص من الكابوس.

فلنجعل الانتخابات النيابيّة بعد أيام، مناسبة للاستفتاء على ايّ لبنان نريد.

في ١٥ أيّار،

انت، من ستختار؟

لبنان محور الممانعة وحزب الله والتيّار والانهيار،

ام لبنان الدولة والدستور والحياد والازدهار؟

MISS 3