الحمية قليلة الملح أداة لتحسين صحتك؟

02 : 00

Woman adding salt in vegetable salad glass bowl, health care, excessive salting, stock footage

يشجّعني طبيبي طوال الوقت على تخفيف الملح في حميتي. لكني أحب الملح وسمعتُ أن الدراسات الطبية لا تثبت دوماً أن الحمية قليلة الملح تُحسّن الصحة. ما حقيقة هذا الأمر؟

لا يزال أثر الحمية قليلة الملح على الشخص العادي مثيراً للجدل. تذكر دراسات عدة أن هذه الحمية تُحسّن صحة القلب والأوعية الدموية. لكن تبقى هذه الدراسات محدودة، إذ يشمل بعضها عدداً صغيراً نسبياً من المشاركين، ويرتكز بعضها الآخر على كمية الملح التي يقول الناس إنهم يستهلكونها، لا الكمية التي يتناولونها فعلاً.

لكن عالجت دراسة جديدة أجرتها جامعة "هارفارد" ونشرتها "مجلة نيو إنغلاند الطبية" هاتين المشكلتَين معاً، فقد شملت حوالى 11 ألف شخص وراقبتهم عن كثب طوال تسع سنوات تقريباً. قاس الباحثون كميات نوعَين من الملح المستهلك: ملح المائدة العادي (كلوريد الصوديوم)، ومعدن آخر يُستعمل عموماً كبديل للملح (كلوريد البوتاسيوم). زادت مخاطر الحوادث الوعائية والقلبية الكبرى (نوبة قلبية، جلطة دماغية، وضع دعامة للقلب، الخضوع لجراحة تحويل مجرى الشرايين) بنسبة 60% لدى مستهلكي أكبر كمية من كلوريد الصوديوم مقارنةً بمن استهلكوا أصغر الكميات. في المقابل، تراجعت مخاطر الحوادث الوعائية والقلبية الكبرى بنسبة 31% لدى مستهلكي أكبر كميات كلوريد البوتاسيوم مقارنةً بمن استهلكوا أصغر الكميات. باختصار، توحي هذه الدراسة بأن استبدال ملح المائدة الشائع بكلوريد البوتاسيوم هو قرار صحي. لكن لم تكن هذه الدراسة عشوائية وكانت مبنية على مراقبة المشاركين، لذا لا يمكن التأكد من هذا الاستنتاج.

لحسن الحظ، توصلت تجربة عشوائية نشرها موقع المجلة نفسها في 21 آب 2021 إلى الاستنتاج نفسه. طُلِب من 21 ألف شخص في الصين أن يستهلكوا عشوائياً نوعاً من بدائل الملح التي تجمع بين كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم أو ملح المائدة العادي (كلوريد الصوديوم وحده) خلال السنوات الخمس اللاحقة. كان جميع المشاركين في الدراسة في عمر الستين وما فوق، وقد تعرّضوا لجلطة دماغية في الماضي، وكانوا مصابين بارتفاع ضغط الدم. في المجموعة التي استعملت بديل الملح، تراجعت مخاطر الإصابة بجلطة أخرى أو بحدث وعائي وقلبي حاد أو الوفاة بنسبة 12% و14% على التوالي، مقارنةً بالمجموعة التي استهلكت ملح المائدة العادي. لكن لا يمكن التأكيد على ظهور النتائج نفسها لدى الأشخاص الأصغر سناً، أو غير الصينيين، أو من أصيبوا سابقاً بجلطة دماغية أو أمراض أخرى في القلب والأوعية الدموية.

نادراً ما تُحسَم المسائل الطبية المثيرة للجدل بفضل الدراسات الجديدة لأن جميع التجارب تبقى محدودة على مستويات معينة. مع ذلك، تقدّم هاتان الدراستان أدلة قوية على ضرورة تجنب الحمية الغنية بكلوريد الصوديوم مقابل زيادة استهلاك بدائل الملح التي تحتوي على كلوريد البوتاسيوم.


MISS 3