ريتا ابراهيم فريد

يرسم بتقنية ثلاثية الأبعاد

الرسام بيتر القاضي: التغيير ممكن من خلال الطاقة الإيجابية والفنّ

12 أيار 2022

02 : 00

لوحاته المميّزة تعكس شغفه بالرسم وتطلّعاته إلى تطوير موهبته نحو المزيد من الإبداع. اعتمد أسلوباً خاصاً في رسم لوحاته من خلال تقنية الـ3D، وطوّره حتى تحوّل إلى نمط خاصّ به. من يشاهد لوحاته قد لا يصدّق أنّها مرسومة باليد، وقد يظنّ أنّها حقيقية. "نداء الوطن" تواصلت مع الرسّام بيتر القاضي الذي تحدّث أكثر عن التقنية المميزة التي يعتمدها في رسم لوحاته، وعن تمسّكه بالبقاء في لبنان بالرغم من كل الظروف الصعبة.

الإعلامية منى أبو حمزة بريشته

تتميّز لوحاتك بأنّها مرسومة بتقنية ثلاثية الأبعاد. لماذا اخترت هذا النوع بالذات؟

في البداية كنتُ أعتمد الأساليب الكلاسيكية في الرسم، كما كنتُ أرسم الكاريكاتور. لكن حين أنشأتُ حساباً على إنستغرام في العام 2012، بدأتُ بمتابعة فنانين من دول أجنبية يعتمدون هذه التقنية في الرسم، مثل الرّسام الايطالي مارسيلو. أبهرتني هذه التقنية وبدأت العمل على تطوير موهبتي فيها. وعلى مرّ السنوات تمرّنتُ أكثر حتى اكتسبتُ خبرة واسعة فيها، حتى بات لي أسلوبي الخاص.

بالعودة إلى ما قبل العام 2012. حدّثنا قليلاً عن بداياتك واكتشافك موهبتك في الرسم.أهلي يقولون لي إنّ موهبتي ظهرت في سنّ الرابعة. لكني لا أذكر ذلك (ضاحكاً). في سنّ الثامنة تقريباً كنتُ أشعر بميل كبير نحو الرسم، وكنتُ أرسم باستمرار. كما شاركتُ في مسابقات رسم عدّة في المدرسة، وحينها بدأتُ باكتشاف موهبتي.

إضافة إلى أنّ والدي الذي يعمل في الدهان والطرش، كان يصطحبني معه إلى المنازل التي يعمل فيها حين بلغتُ الثانية عشرة من عمري. فكنتُ أرسم للأطفال على جدران غرفهم. وحينها بدأتُ تطوير نفسي.





أسعار الحبر والألوان والموادّ اللازمة للرسم تشهد اليوم ارتفاعاً كبيراً بفعل الأزمة وسعر الصرف. كيف انعكس ذلك على أسعار اللوحات كما على المبيعات؟

للأسف تدنّى كثيراً حجم الطلب على اللوحات في آخر سنتين. في السابق كانت أسعار لوحاتي مقبولة مقارنةً مع الأسعار في الخارج. وكنتُ أشدّد على عدم رفعها. لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، بتّ مضطراً إلى رفع السعر للحفاظ على التوازن بين السوق وبين عملي وبين الموادّ التي أشتريها. ورغم أني رفعتُ الأسعار قليلاً، إلا أنها لا تزال ضمن المعقول مقارنةً مع غيرها.

يقال إنّ الفنّ بجوهره رسالة بالنسبة إلى معظم الفنانين. ما هي الرسالة التي تشعر أنّك تحاول إرسالها من خلال الرسم؟

منذ صغري كنتُ أحاول أن أكون متميّزاً من غيري في طريقتي في الرسم. وكنتُ أسعى إلى كسب إعجاب الناس حين ينظرون إلى لوحاتي، وألا يكون مرورها عادياً بالنسبة لهم.

واليوم حين أتلقّى ردود الأفعال الرائعة من الذين يعبّرون عن إعجابهم باللوحات، حتى أنّ البعض يتساءل إن كان ما يراه أمامه حقيقة أم رسماً، أشعر بالرضى الذاتي عن عملي، وبأني أسير نحو هدفي الأساسي بالتميّز.

أحياناً تصبح لوحة الرسام مثل طفلته. أي من لوحاتك أقرب إلى قلبك؟






بالفعل، كلّ لوحاتي أناديها "my babies" ولا أتخلّى عنها. وكل ما أرسمه مميّز بالنسبة لي، ولا أفضّل لوحة على أخرى. بل أعتبر أنّ كلّ عمل جديد هو بمثابة مرحلة جديدة بالنسبة للّوحة التي سبقتها. لهذا أشعر أني دوماً في تطوّر مستمر.




الإعلامية منى أبو حمزة بريشته


أنت تميل كثيراً لرسم البورتريه بتقنية الـ3D، وخصوصاً لفنانين وممثلين. على أي أساس تختار شخصياتك؟


أختارها حسب رغبتي برسمها لا أكثر. وصدقاً لا أقوم بذلك بهدف أن يعيد المشاهير نشرها على حساباتهم كي أحصل من خلال ذلك على متابعين جدد. بالطبع يسعدني كثيراً أن يعيدوا نشرها دعماً لي، ويدفعني إلى تطوير موهبتي أكثر، لكني لا أقوم بذلك بهدف معيّن. أنا أحبّ أن أرسم الفنانين، وأقوم بذلك انطلاقاً من شغفي به.



لوحة ثلاثية الأبعاد لبيتر القاضي


هل تواصل معك أحد المشاهير من الذين رسمتهم؟

بالطبع بعضهم دعمني وأعاد نشر الصورة. مثلاً الفنان باسم مغنية الذي رسمتُه بعد مسلسل "للموت"، تواصل معي وشكرني. الممثلة ليليان نمري أيضاً، والفنانة ماغي بو غصن، وغيرهم... وهذا يفرحني كثيراً.

سافرتَ فترةً إلى فرنسا ثم عدت. ما الذي دفعك إلى العودة بهذه الظروف، علماً أنّ قسماً كبيراً من الشباب اللبناني يطمح اليوم إلى الهجرة؟

ذهبتُ إلى فرنسا بهدف الدراسة وكان باستطاعتي أن أبقى هناك. لكنّي بصراحة لا أتقن العيش في الخارج بعيداً عن أسرتي وعن أصدقائي. حتى لو كان ذلك على حساب الحصول الى جنسية أو تأمين المستقبل.

لا شكّ في أنّ الوضع هُنا متدهور جداً كما نعلم جميعاً. لكن بالرغم من كل الوضع السيّئ، أشعر بإيجابية غريبة لا يمكنني تفسيرها. على أمل أن تمرّ هذه المرحلة الصعبة سريعاً، وأن تتحسّن الأوضاع بعد الانتخابات.



كفنان، كيف يمكن برأيك للفنّ أن يساهم في التغيير؟

ليس بالضرورة أن يحصل التغيير من خلال الأمور الملموسة. بل يمكن أن يكون من خلال الطاقة الإيجابية التي تنتشر بين الناس، أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي. نحن كفنّانين يمكننا أن نغيّر داخل تفكير الناس ومن خلال الايجابية التي ننشرها. فبدلاً من أن يتابعوا الأخبار السلبية طوال الوقت، يمكنهم أن ينظروا إلى اللوحات أو إلى الأعمال الفنية التي من شأنها أن تدخل الفرح إلى قلوبهم.


MISS 3