أستعير من أحد الأصدقاء الظرفاء جداً هذه المأثورة "عندما تصل إلى بيروت، بتشوف عالطريق شي بيبكّي: صور اللواء قاسم سليماني وعندما تغادر بيروت يودعك شي بيضحّك: صور عمر حرفوش"، أما أنا ومعي "أربع خمس ملايين لبناني" فينطبق علينا ما كتبه جوزف حرب لفيروز "لا قدرانة فل ولا قدرانة إبقى".
نبقى لنشهد على مرحلة تأسيسية في تاريخ لبنان يضع لبنتها الأساسية ملهم الأجيال الصاعدة، شربل نحاس (68 عاماً)، ذاك الثائر الرؤيوي المثقّف الإستراتيجي الجامع في شخصه حكمة يوسيف ستالين وتجارب المحاكم الثورية المؤسِسة لولادة الإتحاد السوفياتي، وليبرالية فيديل كاسترو وانفتاح ماوتسي تونغ وسحر كيم جونغ إل وملامح ألبرت أنشتاين.
وليس غريباً أن يختاره العماد عون، لمزاياه وألمعيته ورجاحة عقله وموسوعيته، ضمن باقة الإصلاحيين والتغييريين، في حكومة الحريري الأولى (2009)، ثم يصرّ عليه في حكومة الرئيس ميقاتي الثانية (2011)، قبل أن يُدفع دفعاً نحو الإستقالة. خلف نحاس في حقيبة العمل الفائق الطول والإحترام سليم جريصاتي الذي تنتهي ولايته في 31 تشرين الأول 2022 كمستشار للصدر الأعظم.
يخوض الزعيم شربل نحاس مواجهات على مساحة الوطن، ما جعل ركاب زعماء الطوائف والأحزاب والتغييرين تصطك ومنهم من ضربته الصفيرة يوم كشّر النحاس عن أنيابه. في واحدة من مقابلاته الأخيرة سألته زميلة هيفاء: من مرشحك لرئاسة الجمهورية والحكومة فأجاب: "نحن من حزبنا مستعدّون لتسلّم كل السلطة" كررت السؤال: ما في اسم؟ أجاب من دون رفّة رمش "ما في اسم. نحن حزب جايي يستلم حتى يخلّص البلد بكل وضوح. واللي بيكذّب وبيقول غير هيك وعامل مجموعة، يروح يتسلّى ببيتو". وتابعت زميلتنا على المنوال نفسه مع رئيس مجلس قيادة ثورة المواطنين والمواطنات: من مرشحك لحاكمية مصرف لبنان؟ أجاب بنبرة ديكتاتور"من حزبنا منعيّن ومنتشاور. ما عندي مرشح مع السلطة. نحن جايين نخلص البلد حتى نستلم السلطة بخلال 18 شهراً ونشكل حكومة بصلاحيات إستثنائية".
هيدا التسونامي حقيقي. وهيدا الفوهرر الناطرينو. وهذا المستحق عن جدارة تولي مقادير البلاد بقبضة من حديد. لذا أغتنم الفرصة واقتنصها هذا الظرف المصيري مقترحاً اسم شربل نحاس كرئيس إئتلاف المرشحين الثقلاء الموزعين على كل الدوائر، وهم مرشحو الثنائي الوطني "قشة لفة" باستثناء "الإستيذ"، إلى مجموعة أبرز من فيها "ج. جرجي.ب" و"س.ج" و"ج.ز" و"م.ق" و"و.ص" و"س.ص" و"ف.م" و"م م" و"ز.أ" و"ب. ر" و"ب.ي" و"أ.د". و"م.ط" و"ف.ك" اكتفيت بأول حرفين من أسماء الثقلاء لأترك باب المنافسة على ثقل الدم مفتوحاً.
أما من سيتهمني بالإنحياز في اختيار الأسماء، نعم أنا منحاز، مثل فريد البستاني المعروف بفريد الفقير. منحازٌ إلى الإعتدال والشراكة الوطنية.