جاد حداد

The Takedown... كوميديا ممتعة في عالم الشرطة

17 أيار 2022

02 : 00

لا أحد يعرف أحداث الحياة التي تجمع الناس مجدداً بعد طول غياب. اجتمع "عثمان دياكيتي" (عمر سي) و"فرانسوا مونج" (لوران لافيت) مجدداً في فيلم The Takedown (الإزالة) بعد اكتشاف جثة. كان هذان الرجلان شريكَين سابقَين في شعبة التحقيقات الجنائية في شرطة باريس، ثم سار كل واحد منهما في طريق مختلف. أصبح "عثمان" الآن نقيباً في شعبة التحقيقات الجنائية، وبقي "مونج" ملازماً في الدائرة القضائية. رسب هذا الأخير في الامتحان الذي يوصله إلى منصب النقيب ثلاث مرات وحُرِم من الانتقال إلى مناصب أخرى مراراً. لا يتردد "عثمان" في الاستخفاف بالدائرة القضائية، لذا يكذب عليه "مونج" (وعلى نفسه) ويدّعي أنه مسرور بمكانته.

يفضّل "عثمان" التعامل مع علاقتهما وكأنها جزء من الماضي، لكن يحمل "مونج" أفكاراً مختلفة. هو يستعمل معارفه ويتجاهل اعتراض "عثمان" للتسلل إلى قضية مشتركة. ثم يتوجه الرجلان إلى الريف الفرنسي لمحاولة حل جريمة قتل، فيقابلان هناك ضابطة محلية مُكلّفة بمساعدتهما في التحقيق واسمها "أليس" (إيزيا هيغيلين). يُعجب الرجلان سريعاً بـهذه المرأة، فتزيد بذلك المواضيع التي يتشاجران حولها. فيما يعمل "عثمان" و"مونج" على حل خيوط القضية، سرعان ما يتبين أن هذه البلدة الخلابة تخفي أسراراً قاتمة قد توصلهما مباشرةً إلى عمدة البلدة المثير للجدل "برانر" (ديمتري ستوروج).

الفيلم من إخراج لويس لوتيرييه ومن كتابة ستيفان كازانجيان. كان لوتيرييه قد أخرج عدداً من أفلام الحركة الناجحة بعد العام 2000، منها جزءان من سلسلة Transporter (الناقل) و The Incredible Hulk (هالك المدهش). لكنّ فيلم The Takedown هو من أوائل أعماله منذ فيلم The Brothers Grimsby (الأخوان غريمسبي) في العام 2016. ركّز لوتيرييه خلال تلك الفترة على التلفزيون وقد تعاون أيضاً مع سي في المسلسل الناجح Lupin.

هذا العمل هو تكملة لفيلم On the Other Side of the Tracks (على الجانب الآخر من المسارات) حيث قدّم لافيت وسي الأدوار نفسها. لا داعي لمشاهدة الفيلم الأصلي للاستمتاع بالجزء الجديد. تُعتبر الكيمياء التي تجمع لافيت وسي ركيزة أساسية للعمل. تشبه شخصية "عثمان" عدداً من رجال الشرطة الذين اشتهروا بتشكيل ثنائيات ممتعة مع رفاقهم في الماضي. هو يقدّم أداءً مشابهاً لشخصيات مثل "ريغز" (ميل غيبسون) في فيلم Lethal Weapon (سلاح فتّاك)، حتى أنه أقرب إلى شخصية "أكسيل فولي" (إيدي ميرفي) من سلسلة Beverly Hills Cop (شرطي من بيفرلي هيلز). تحمل شخصية "عثمان" جانباً صارماً ولاذعاً، وهو يمقت الإجراءات التي تدفع المسؤولين عنه في الاتجاه الخاطئ. في المقابل، يبدو "مونج" الرجل الذي يتعرض لسخرية دائمة من زملائه، لكنّ نرجسيته تحميه من هذه المواقف. لا يكف الرجلان عن الشجار والتجادل، وتنتج هذه التفاعلات بينهما خلافات ومشاهد مضحكة.

يتكل الفيلم في مناسبات متكررة على الفكاهة، لكنه يستعملها دوماً لطرح أفكار غير مناسبة. تكثر النكات المقرفة والعنصرية والمرتبطة بالمثليين. قد ينفر الكثيرون من هذه الأفكار في هذا العصر، فتتلاشى حماستهم تجاه الأحداث عموماً. لكن قد لا يتأثر آخرون بهذه المواقف ويقررون مشاهدة الفيلم ويستمتعون به في مطلق الأحوال. يُعرَض الفيلم باللغة الفرنسية مع ترجمة. تمرّ معظم العبارات الفكاهية بسلاسة، لكن تبقى اللغة عائقاً أمام فهم المغزى الحقيقي في بعض اللحظات وقد تؤثر سلباً على طريقة إيصال الفكرة. يتقمص لافيت وسي الجوانب السخيفة من الشخصيات التي يقدّمانها ويجسّدان السيناريو بأفضل الطرق. ينتج أسلوب المخرج والموسيقى الحيوية والتصوير السينمائي ما يشبه الرواية المصوّرة على شكل فيلم. إذا كنت تريد تمضية وقت ممتع والذهاب في رحلة ممتعة ومليئة بالحركة والتشويق، قد يكون هذا الفيلم أفضل خيار لك!


MISS 3