رمال جوني -

المعارضة تكسر هيبة الثنائي الشيعي في الجنوب

فوز الياس جرادي ضربة قاسية لـ"أمل" ـ "الحزب"

17 أيار 2022

02 : 00

خرق غالي الثمن

وجهت المعارضة صفعة قاسية لثنائي "أمل"ـ "حزب الله" في عقر داره، نجحت في ادخال طبيب الفقراء الياس جرادي الى الندوة البرلمانية، وتطمح بالوصول الى حاصل ثانٍ لتطيح بالمصرفي مروان خير الدين لصالح المرشح فراس حمدان وقد حصل في حاصبيا على 1800 صوت مقابل 500 فقط لخيرالدين.

هي المرة الاولى منذ زمن بعيد، تستطيع المعارضة الجنوبية تحقيق فوز لها في الانتخابات، لطالما حلم الحزب "الشيوعي" بهذا المجد، حاول مراراً وتكراراً من دون جدوى، الى ان اتته الفرصة على طبق من ذهب، استغل ضعف مرشحي "أمل" وسجل ضربة جزاء قاسية في مرماها بإدخال جرادي وربما يتمكن من الوصول للحاصل الثاني، ليطيح بالمصرفي الذي لفظه ابناء مرجعيون وحاصبيا ولم يعطوه أصواتهم حيث أنه بالكاد حصل على ١٨٠٠ صوت، حتى اصوات الاشتراكي والديمقراطي التي شكلت قرابة الـ5 آلاف صوت لم يحصل عليها رغم المال الانتخابي الذي صرف، فماذا سيفعل لو خسر؟

بضربة "الشيوعي" القاسية، سقط المرشح اسعد حردان رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي الجناح التابع له، انزلت اصوات الناس حردان عن عرينه المتربع عليه بقوة غيره منذ العام 1992، فارضة خياراتها، لا خيارات الاحزاب، معلنة انتهاء عصر "الاسقاط بالباراشوت"، مؤكدة دخول المنطقة في مرحلة جديدة، لتدفع بالاحزاب التقليدية لاعادة النظر بالارقام وتعمل على دراستها بشكل متأن، وليس فقط الارقام بل الاسماء التي رفضها الناخب في صندوق الاقتراع، وتحديداً في دائرة مرجعيون، وقد سجلت امتعاضاً كبيرا لاهلها من المرشح حردان لانه لا يمثل خياراتهم ولا حقوقهم، واختاروا طبيب الفقراء الياس جرادي، الذي حظي بأصوات الشيعة والسنة والمسيحيين وحتى الدروز، ناهيك عن انه بين الناس، خلافاً لحردان الذي ينبطق عليه المثل "زوروني كل اربع سنوات مرة".

تمكنت "معا نحو التغيير" من الوصول الى الحاصل الانتخابي، ونجحت في ادخال الدكتور جرادي وقد حاز على اكثر من 5 آلاف صوت متقدماً على مرشحي "امل" و"الاشتراكي" و"الديمقراطي"، وقد تحصل على حاصل ثان وتطيح بالمرشح الدرزي مروان خير الدين لصالح المرشح الشاب فراس حمدان. ولم تتمكن رافعة الاحزاب الداعمة له (اشتراكي - ديمقراطي - امل) من رفع حاصله التفضيلي ويقف في منطقة الخطر، فاحتمال سقوطه ودخول حمدان مكانه وارد بانتظار انجاز فرز اصوات المغتربين. في سراي مرجعيون التي سجل فيها اعتراض لعدد من مرشحي لائحة "معا نحو التغيير"، بعد الغاء صندوقي اقتراع واحد في قطر وآخر من فرنسا، نتيجة عدم وجود محضرين داخلهما، وطالب المرشحون باحتساب الاصوات رافضين الغاءهما واعتبروا هذا الأمر نوعاً من التلاعب في النتيجة لقطع الطريق امام خرق ثانٍ في لائحة الثنائي.

وبحسب المعلومات فإن هذين القلمين يحويان قرابة الـ180 صوتاً وتم الغاؤهما بانتظار صدور قرار الطعن بهما.

لا شك ان الارقام كانت مفاجئة وخارج التوقعات رغم المال الذي صرف، هي نتيجة منطقية لحالة التململ والاعتراض التي تسود القرى المهملة والمتروكة لمصيرها، فهي طبقت المثل القائل "الدجاجة تأكل من مكان وتبيض في مكان آخر"، وهي صبت في صالح "الشيوعي" الذي نجح في تحقيق حلمه التاريخي واستعادة مجده، ويطمح لأن يشكل كتلة برلمانية وازنة بالشراكة مع القوى التغييرية تزيد عن 15 نائبا على حد ما يقول مسؤول الحزب الشيوعي في مرجعيون الياس اللقيس.

لطالما حلم بهذا الامر، مرات عديدة خاض الانتخابات وفشل، في انتخابات 2018 سقط "الشيوعي" في امتحان التغيير، حينها طرح اسماً غير مقبول داخل بيئته ففشل، عكس اليوم، حيث نجح في فرض مرشحه الياس جرادي، الذي يطمح من خلاله لطرح خياراته وبرامجه التغييرية التي لطالما نادى بها.

يقرأ اللقيس في ارقام الانتخابات، ويؤكد ان المعارضة كسرت شوكة الاحزاب، نجح "الشيوعي" في طرق باب البرلمان لفرض افكاره التي عادة ما كان يطرحها في الشارع. ينادي بالتغيير الذي يراه اللقيس "ضرورة ملحة في هذه المرحلة التي يجب ان تكون مع مقاومة وطنية. برأيه، "دائرة مرجعيون وحاصبيا قالت كلمتها الصارخة، خاضت خلالها المعارضة المعركة باللحم الحي في وجه معركة المال والتخوين التي خاضها الطرف الآخر".

لا تسع الفرحة ابل السقي ومرجعيون وقرى حاصبيا، تعيش نشوة الانتصار، فأصوات اهلها اتت بطبيب الفقراء الى البرلمان، تطمح من خلالها ان يعم الانماء المنطقة، سيما وانه يملك تجربة انمائية ناجحة، تتمثل بمشروع زراعي كبير، وفر فرص عمل لعدد لا بأس به من الشباب. يعول ابناء مرجعيون كثيرا على مرشحهم الجديد ينظرون اليه انه خلاصهم من الاهمال، تماما كما المرشح فراس حمدان الذي استطاع كسب صوت الشباب في المنطقة. فهم لعبوا دورا في هذه المعركة، انقلبوا على الاحزاب التقليدية في قرى حاصبيا، كانت لهم الكلمة الفصل، فاجأوا الجميع، شكلوا حالة اعتراصية لافتة ومفاجئة، يعول عليها في المرحلة المقبلة، يقول اللقيس.


MISS 3