بعد اشتباكات ضارية استمرّت لساعات

حكومة باشاغا تُغادر العاصمة الليبيّة

02 : 00

قافلة عسكريّة موالية لحكومة الدبيبة منتشرة في طرابلس أمس (أ ف ب)

عقب اشتباكات مسلّحة ضارية استمرّت لساعات إثر محاولتها إزاحة حكومة عبد الحميد الدبيبة، أعلنت الحكومة الموازية في ليبيا برئاسة فتحي باشاغا التي تحظى بتأييد البرلمان وبدعم المشير خليفة حفتر، مغادرتها العاصمة طرابلس أمس.

وأعلن باشاغا فجر الثلثاء دخوله برفقة أعضاء حكومته إلى طرابلس في وقت متأخّر من مساء الإثنين، لتشهد أجزاء من العاصمة اشتباكات مسلّحة بين "القوة الثامنة"، وهي مجموعة مسلّحة في طرابلس مؤيّدة لباشاغا، وعدد من التشكيلات المسلّحة في غرب ليبيا والعاصمة، حيث مقرّ حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة الرافض التخلّي عن السلطة.

وأوضحت الحكومة الموازية في بيان أن "رئيس الوزراء فتحي باشاغا وعدداً من أعضاء حكومته، غادروا العاصمة عقب وصولهم... حرصاً على سلامة وأمن المواطنين وحقناً للدماء". واعتبرت الحكومة مغادرتها طرابلس "إيفاءً بتعهّداتها للشعب الليبي، بخصوص سلمية مباشرة عملها من العاصمة وفق القانون".

من جانبها، استنكرت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة في بيان "قيام مجموعة مسلّحة خارجة عن القانون بمحاولة التسلّل في جنح الظلام إلى العاصمة طرابلس، في محاولة يائسة لإثارة الرعب والفوضى بين سكانها".

وأوضحت الحكومة، التي عُيّنت بموجب اتفاق سياسي رعته الأمم المتحدة قبل أكثر من عام، أن "الأجهزة الأمنية تعاملت بكلّ مهنية وحزم مع هذا الاختراق الأمني، وتمكّنت من وأد الفتنة والمحافظة على استقرار العاصمة"، مؤكدةً "التزامها أمام الليبيين وإيصالهم لتحقيق الإنتخابات، ومنع أي محاولات يسعى إليها بعض الأطراف للتمديد لنفسه وفرض نفسه بالقوة".

وردّ باشاغا على حكومة الدبيبة التي وصف تصرّفاتها بأنها "هستيرية". وكتب باشاغا في تغريدات على "تويتر" أن "سلوكيات الحكومة المنتهية الولاية هستيرية، ومواجهتها السلام بالعنف والسلاح، دليل قاطع على أنها ساقطة وطنيّاً وأخلاقيّاً، وعدم امتلاكها الصدقية لإجراء انتخابات نزيهة"، مشيراً إلى أنه وبالرغم من دخول حكومته طرابلس سلميّاً، إلّا أنه فوجئ بقيام حكومة الدبيبة بتصعيد عسكري خطر.

وعقب هذه الأحداث المتسارعة، ندّدت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني وليامز بالتصعيد في طرابلس، وحضّت على "ضبط النفس"، معتبرةً أن "النزاع لن يُحلّ بالعنف بل بالحوار والتفاوض".

كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها، وحضّت السفارة الأميركية في بيان "كافة الجماعات المسلحة على الامتناع عن العنف"، مطالبةً "القادة السياسيين بالإدراك أنّ الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدّي إلّا إلى إلحاق الضرر بشعب ليبيا".

من جانبه، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن "بالغ القلق" وناشد في بيان صحافي كلّ الأطراف "ضبط النفس وعدم تأجيج الصراع"، مطالباً بـ"تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الإنتخابات في أقرب فرصة ممكنة".


MISS 3