سيّرت القوّات الأميركيّة أمس دوريّة قرب الحدود التركيّة في شمال شرقي سوريا، هي الأولى منذ أن سحبت واشنطن قوّاتها من المنطقة الحدوديّة الشهر الحالي. وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" بأنّ خمس مدرّعات تحمل الأعلام الأميركيّة سيّرت دوريّة من قاعدتها في مدينة رميلان في محافظة الحسكة، متّجهةً إلى الشريط الحدودي مع تركيا، شمال بلدة القحطانيّة، على الرغم من أن هذه المنطقة باتت بموجب المعارك والاتفاقات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، واقعة بالمبدأ تحت سيطرة القوّات الروسيّة وقوّات النظام السوري. وفي هذا الصدد، أوضح "المرصد السوري" أن القوّات الأميركيّة تُريد أن تُحافظ على تواجدها في الجهة الشرقيّة من المنطقة الحدوديّة، مضيفاً: "يُريد الأميركيّون أن يمنعوا روسيا وقوّات النظام من الانتشار في المنطقة الواقعة شرق مدينة القامشلي"، التي تُعتبر بمثابة عاصمة "للإدارة الذاتيّة الكرديّة". ورافق الدوريّة الأميركيّة مقاتلون من "قسد".
تزامناً، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده تجري محادثات مع روسيا في شأن عودة 18 شخصاً تبيّن أنّهم عناصر في قوّات النظام إلى سوريا. وكان الجيش التركي قد احتجزهم على مقربة من منطقة رأس العين الحدوديّة خلال عمليّات استطلاع. ومن المقرّر أن يبدأ اليوم تسيير الدوريّات الروسيّة - التركيّة المشتركة في المناطق القريبة من الحدود.
ديبلوماسيّاً، استدعت الخارجيّة التركيّة السفير الفرنسي في أنقرة للاحتجاج على قرار الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة الذي دان الهجوم العسكري التركي ضدّ "قسد"، في وقت أشاد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش بأوّل اجتماع للجنة الدستوريّة التي تضمّ مفاوضين من الحكومة السوريّة ومعارضين ومن المجتمع المدني، والمكلّفة بتعديل الدستور السوري، ووصفه بأنّه "تاريخي". وأمل غوتيريش في أن يكون الاجتماع "خطوة أولى في اتجاه التوصّل إلى حلّ سياسي".
على صعيد آخر، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن دمشق لم تسمع عن عمليّة قتل زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي سوى من الإعلام. وأشار إلى أن سوريا لم تكن لها أيّ علاقة بالموضوع، كما شكّك بالرواية الأميركيّة قائلاً: "لا نعرف ما إذا كانت العمليّة قد حصلت أم لا".
