جاد حداد

Senior Year... كوميديا مألوفة لكن ممتعة

7 حزيران 2022

02 : 00

يأخذ فيلم Senior Year (سنة التخرّج) فكرتَين أساسيتَين (العودة إلى المدرسة الثانوية والاستيقاظ من الغيبوبة) ويخلطهما لتقديم كوميديا ممتعة أحياناً لكن متوقعة في معظم أحداثها.

تناسب هذه الحبكة شخصية ريبيل ويلسون الساحرة. تتابع هذه الممثلة ترسيخ نفسها كبطلة كوميدية مقنعة، إلى جانب أدوارها المساعِدة في أعمال أخرى. كان لافتاً أيضاً اختيار أنغوري رايس لأداء دور ويلسون في سن المراهقة. هي أسترالية فعلاً، وتنجح في التعبير عن شخصية "ستيفاني" الخبيثة والجامدة التي تجسّدها ويلسون.

بالعودة إلى تفاصيل القصة، تنتقل الفتاة الشقراء المرحة "ستيفاني" من أستراليا إلى الولايات المتحدة وهي في عمر الرابعة عشرة. هي تطبّق نصائح مجلات المراهقين كتلك المرتبطة بخسارة الوزن، وسرعان ما تغيّر مظهرها الخارجي، وتصبح رئيسة فرقة التشجيع، وتواعد شاباً مملاً في فريق كرة القدم، وتتطلع إلى تحقيق هدفها الأكبر: تتويجها كملكة حفل التخرج.

تتكلم "ستيفاني" بكل حماس أثناء مطاردتها للزوجَين الشابَين اللذين تُوّجا كملك وملكة حفل التخرج في الماضي، فتقول: "إذا كانا مدهشَين لهذه الدرجة في المدرسة الثانوية، تخيّلوا إلى أي حد سيكونان سعيدَين في بقية مراحل حياتهما". إنه جزء من الحقيقة التي يقدّمها كتّاب السيناريو أندرو كناور وآرثر بيلي وبراندون سكوت جونز: يصل الأشخاص الأكثر شعبية إلى الذروة في المدرسة الثانوية، ثم يستمرون معاً كي يتابعوا الشعور بأهميتهم في محيطهم الضيّق.

لكن سرعان ما تتحطم أحلام "ستيفاني" حين تخفق في إتمام قفزة جريئة في الجو خلال حدث من تنظيم المدرسة. هل كانت منافِستها "تيفاني" المنتسبة إلى فريق التشجيع مسؤولة عما حصل؟ بغض النظر عن السبب، تصل "ستيفاني" في النهاية إلى المستشفى وتبقى في غيبوبة طوال عشرين سنة. وعندما تستيقظ، تكتشف فجأةً أنها تعيش في العام 2022 وتندهش بأجهزة "آي فون" وشاشات التلفزيون المسطّحة من حولها. حرص والدها الأرمل اللطيف (كريس بارنيل) على إبقاء غرفة طفولتها على حالها طوال هذه الفترة. تبلغ "ستيفاني" الآن 37 عاماً، لكنها تريد أن تعود إلى المدرسة الثانوية وتُحقق حلم تتويجها كملكة حفل التخرج.

ترتدي ريبيل ويلسون، التي استعادت رشاقتها حديثاً، زي التشجيع وتربط شعرها وتعود إلى ماضيها الذي لم يعد موجوداً. هي تنصدم بالاختلاف الثقافي المستجد مقارنةً بالحقبة التي عاشت فيها سابقاً، لكنها لا تتعامل مع عالمها الجديد بطريقة استعراضية واضحة بل تستخف بكل شيء. ونظراً إلى تعدّد الجوانب الذكية والترفيهية في هذه المقاربة، لا مفر من أن نتمنى حصول هذه الشخصية على حوارات أكثر دهاءً بدل الاكتفاء بالتعجب من عدد أفلام Fast and Furious (سرعة وغضب) الصادرة في آخر عشرين سنة.

في مطلق الأحوال، ثمة كيمياء حيوية بين ويلسون والممثلة ماري هولاند (من أعمالها Happiest Season (أسعد موسم)) وسام ريتشاردسون (من أعماله Veep (نائب الرئيس))، بدور صديقَين غريبَين لم يفارقا "ستيفاني" في أي لحظة. (كان توقيت هولاند في أداء المواقف الكوميدية لافتاً على نحو خاص). على صعيد آخر، يؤدي جاستن هارتلي دور النسخة الراشدة من حبيب "ستيفاني" الوسيم من المدرسة الثانوية، لكنه أصبح متزوجاً الآن من الفتاة السيئة "تيفاني" (زوي كاو). تشكّل هذه الأسماء كلها طاقماً قوياً من الشخصيات المساعِدة، لكن من المؤسف أن تقتصر أدوارهم على خصائص ومواقف محدودة.

ربما أراد صانعو العمل أن يؤكدوا على حجم التغيرات التي يعيشها الشباب اليوم، لكنهم لم يقدّموا هذه الرسالة بالقوة أو الصراحة المطلوبة. تنهار "ستيفاني" حين تكتشف أن مدرستها الثانوية القديمة لم تعد تُخصّص طاولات للطلاب الأكثر شعبية في الكافتيريا ولم تعد تنظّم نشاطات احتفالية تعبيرية لمنع إهانة الآخرين أو لتسهيل اندماج جميع الطلاب في محيطهم، والأسوأ من ذلك هو وقف عادة اختيار ملك وملكة حفل التخرّج. بعبارة أخرى، يحصل الجميع على مكافأة معيّنة في هذا العصر، ويكسب الناس حب الآخرين حين ينشرون على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف تُعبّر عن شغفهم بالبيئة. لكن هل يحاول الفيلم بهذه الطريقة أن يسخر من هذا التحوّل الثقافي باعتباره وضعاً سلبياً واستعراضياً؟ أم أنه يدعم ذلك التحول باعتباره تطوراً ضرورياً لتجاوز عقلية بالية؟

لا أهمية للجواب. طالما يشمل السيناريو الشعارات المستعملة في المقاطع الترويجية الخاصة بأعمال شهيرة مثل Bridgerton وTiger King (الملك النمر)، لا مفر من أن يُعجِب هذا الفيلم جيل "نتفلكس" المعاصر.


MISS 3