إحياء ذكرى القضاة الشهداء الأربعة... وأكاليل على النصب التذكاري

عون: الثقة بالقضاء لا يجوز أن تهتزّ لأي سبب
عبود: يتعرّض لتفلّت ممنهج وتحامل متزايد

02 : 00

قصر العدل

حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ذكرى شهداء القضاء اللبناني في يوم ذكراهم في الثامن من حزيران من كل عام، الذي كان رئيس الجمهورية اعلنه يوماً لشهداء القضاء في العام 2018 خلال افتتاحه السنة القضائية.

واعتبر عون ان الثقة بالقضاء لا يجوز ان تهتز لأي سبب كان، وهذا يفرض بقاء الجسم القضائي بعيداً عن السياسة، والانصراف الى تحقيق العدالة وعدم الركون للضغوط من أي جهة أتت، لانه متى اختل ميزان العدالة ضاعت حقوق المتقاضين وسادت شريعة الغاب، ولعل ما نشهده اليوم من تجاوزات خير دليل على خطورة التشكيك بالعمل القضائي من خلال ممارسات لا تحفظ الحق ولا المدافعين عنه، وضحايا مثل هذه الحالة كثر.

وأعرب عون عن تقديره لتضحيات القضاة الذين يعملون في ظروف صعبة تعيشها البلاد.

عبود

بدوره، قال رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود: «ولئن كان القضاء اللبناني، شأنه شأن الوطن، بمثابة الشهيد الحي في زمن الانهيارات على الأصعدة كافة، وإنه ولئن كان شاهداً أيضاً، على حالة غير مسبوقة أريدت له وللبنان، فإن الأمل والإيمان بالقضاء وبالقضاة يبقيان هما الأقوى والأبقى...». «فلنأخذ من هذه التضحية الأسمى، امثولات في البذل والعطاء، على مذبح بناء الدولة، وحضور القضاء، وسيادة القانون».

كلام الرئيس الأول عبود أتى خلال وضعه امس في قصر العدل في صيدا إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للقضاة الشهداء: الرئيس الأول القاضي حسن عثمان، والقضاة عماد شهاب وليد هرموش وعاصم أبو ضاهر، في حضور وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال القاضي هنري خوري، وأعضاء مجلس القضاء الاعلى، والرئيس الاول الاستئنافي بالتكليف في الجنوب القاضي ماجد مزيحم، وممثل نقيب المحامين في بيروت المحامي سعد الدين الخطيب، وعائلات شهداء القضاء.

وقال عبود: «سأكتفي في ذكرى شهادئنا اليوم بأفكار ثلاث تضيء على الواقع، كتبت بقلم حقيقة وحبر معاناة:

أولاً: إن القضاء يتعرض لتفلت ممنهج من الداخل، ولتحامل متزايد من الخارج، ونحن لن نقبل كقضاة وكسلطة قضائية، إلا بتطبيق القوانين على الجميع، معالجة لهذه الأمور. كما نتقبل عن اقتناع كامل كل نقد بناء أو انتقاد مسند، بهدف تصويب أي خلل في الأداء القضائي، الذي نسعى دائماً ودوماً إلى تطويره وتفعيله، رغم كل الظروف الصعبة والمعوقات المفتعلة أحياناً.

ثانياً: إن القضاء أثبت ويثبت يومياً، وفي محطات وقضايا كثيرة، ومتعددة، قدرات كبيرة على مواجهة التحديات ومجابهتها وتجاوزها، رغم الظروف والاوضاع غير المقبولة وغير المسبوقة.

فلنضئ معاً على إيجابيات، ولنسع كقضاة في سلطة قضائية، إلى تصويب أي خلل وإلى تقوية أي وهن، وإلى تحسين أي ضعف في الأداء القضائي.

ثالثاً: إن الصمود القضائي لكي يتحول ثباتاً وديمومة وفاعلية، يفترض مواكبة من الشعب اللبناني، ومن مكونات المجتمع اللبناني، كما يفترض خطوات حقيقية وفعلية من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية، لناحية إصدار قانون استقلالية القضاء، مع تأمين الضمانات الحياتية والاجتماعية لكل قاض، ومستلزمات وحاجات العمل القضائي في قصور العدل، مع وجوب احترام وضمان تنفيذ قرارات ومقررات مجلس القضاء الاعلى وفي طليعتها التشكيلات القضائية، وسائر القرارات والاحكام القضائية».

ودعا عبود قضاة لبنان «إلى الصمود في البذل والعطاء، فنعبر إلى لبنان الغد، مستلهمين دائماً وأبداً، سمو تضحية من نحيي ذكراهم».

وكان قد سبق زيارة قصر العدل في صيدا، وقفة رمزية أمام النصب التذكاري في باحة الخطى الضائعة في قصر العدل - بيروت ووضع اكاليل من الزهر، شارك فيها كل من وزير العدل، ورئيس واعضاء مجلس القضاء الأعلى، والمدير العام لوزارة العدل، ونقيب المحامين في بيروت، ورئيس رابطة قدامى القضاة.


MISS 3