بدأت شبكة "نتفلكس" تعرض مسلسل التشويق البلجيكي Two Summers (صيفان) في 3 حزيران 2022. يحمل المسلسل توقيع بول بايتن وتوم لينارتس، وهو من إخراج بريشت فانهوينكر. تتمحور القصة حول أصدقاء يجتمعون لتمضية عطلة نهاية الأسبوع خلال الصيف بعد ثلاثة عقود على لقائهم الأخير. لكن وقع حدث غامض منذ ثلاثين سنة وهو لا يزال يطاردهم حتى الآن.
المسلسل من بطولة آن ميلر بدور "روميه"، وتوم فيرمير بدور "بيتر"، وهيرويغ إيليغيمز بدور "ديدييه"، وإينج بولوسن بدور "صوفي"، وكيفن جانسينز بدور "لوك"، وروث بيكوارت بدور "ساسكيا"، وفنسنت فان ساند بدور "ستيف". أما طاقم الممثلين الذين يقدمون هذه الشخصيات في عمر الشباب، فهو يشمل على التوالي ماريكي أنثوني، ولوكاس بولتيل، وبجارن ديفولدير، ولويز بيرغيز، وتيجمين غوفارتس، وتاين روغمان.
يمتد المسلسل على ست حلقات وتتراوح مدة الحلقة الواحدة بين 44 و46 دقيقة، ويمكن مشاهدته باللغة الفلمنكية أو الإنكليزية. تبدأ الأحداث حين يتلقى "بيتر" رسالة مجهولة مع فيديو يظهر فيه مع شبان آخرين ("ديدييه" و"ستيف" و"مارك") وهم يعتدون جنسياً على صديقتهم ويصوّرون ما يفعلونه بكاميرا "لوك". حصلت هذه الحادثة منذ ثلاثين سنة، في العام 1992، وهي آخر مرة اجتمع فيها الأصدقاء خلال الصيف. بالعودة إلى الزمن الحاضر، تقرر المجموعة نفسها من الأصدقاء الاجتماع للاحتفال بعيد ميلاد "روميه" الخمسين في جزيرة خاصة في فرنسا.
بعد وصول الجميع إلى الجزيرة، يتكلم "بيتر" مع "ستيف" عن تلك الحادثة ثم يستنتجان أن من يبتزّهما موجود في المجموعة، فيشتبهان بجميع الحاضرين، بدءاً من الفتاة الموجودة في الفيديو "صوفي"، وصولاً إلى حبيبة "لوك" الجديدة، "ليا"، حتى أنهما يشكّان ببعضهما البعض. هما يعترفان بأن ما حصل كان خاطئاً جداً ويتساءلان عن سبب إعادة إحياء تلك الحادثة بعد مرور ثلاثة عقود.
يجب أن يكتشف الشبان المتورطون في الحادثة هوية المبتزّ وإلا سيضطرون لإرسال مئة بيتكوين إلى أحد الحسابات منعاً لنشر الفيديو في وسائل الإعلام وإفساد مسيرتهم المهنية. سرعان ما يتّضح أيضاً أن الصداقات التي تجمع هؤلاء الشبان تحمل خفايا كثيرة أخرى. هل ستنتهي العطلة مثل المرة السابقة أم أنها ستنهي صداقتهم بالكامل؟
يسلّط المسلسل الضوء على العلاقات السامة أو العنيفة التي تجمع الأصدقاء أحياناً، ما يدفعهم إلى التصرف بطريقة لها عواقب مريعة. وحتى قبل وقوع الهجوم في الماضي، لا تبدو الكيمياء بين الأصدقاء قوية بل إنها ترتكز بكل بساطة على تمضية وقت ممتع. يبرر الشبان تصرفاتهم باعتبارها مألوفة في عمر الشباب، مع أنهم كادوا يودون بحياة "صديقتهم".
يشمل المسلسل أيضاً شخصاً اسمه "مارك"، وهو ليس حاضراً في اللقاء الحالي ويصفه الجميع بالشاب العدائي والمجنون بعض الشيء. يلوم جميع الشبان الحاضرين "مارك" على الجرائم الحاصلة ويحاولون التملص من مسؤولياتهم. لكن يصعب أن نصدّق براءتهم، إذ يتوقف حُكم المشاهدين على الطرف الذي يروي ما حصل. يحاول صانعو العمل أن يعرضوا آراء الضحية والمشاركين في الاعتداء، لكن توحي الأجواء العامة بأنهم يريدون أن يتعاطف المشاهدون مع المرتكبين على اعتبار أنهم قاموا بخيارات سيئة في شبابهم.
في النهاية، قد لا يجذب هذا المسلسل شريحة واسعة من المشاهدين نظراً إلى المماطلة في معالجة الحبكة في آخر حلقتَين والأداء التمثيلي الذي يبقى أقل من المستوى المطلوب. يقدم الممثلون الشباب أداءً أفضل من النسخ الناضجة التي تفتقر في حالات كثيرة إلى الخصائص والملامح التي حملتها الشخصيات في شبابها. حتى أننا قد نجد صعوبة في الربط بين النسختَين الشابة والناضجة نظراً إلى غياب القواسم المشتركة بينهما.
تبدأ الحبكة بأجواء مشوّقة وجاذبة حين نحاول اكتشاف هوية المبتزّ. لكن تصبح الأحداث متوقّعة بعد فترة، وتضاف عناصر غير ضرورية إلى القصة لإحداث شكلٍ من الصدمة. لكن لا تصبّ هذه العوامل في مصلحة العمل، وكان يمكن إنهاء القصة خلال خمس حلقات. إذا كنت تحب قصصاً مشوقة مثلAnatomy of A Scandal (تشريح الفضيحة)، قد يعجبك هذا المسلسل لكن يجب أن تتحلى بالصبر إلى أن تبلغ الأحداث ذروتها.
