جنى جبّور

اليوم العالمي للأرشيف الدولي ينطلق بـ500 ألف صورة

هبة الحاج فلدر: أرشيفنا ثوري وامتداد نحو المستقبل

11 حزيران 2022

02 : 00

احتفالاً باليوم العالمي للأرشيف الدولي وفي الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيسها، فتحت المؤسسة العربية للصورة أمس أبوابها في الجميزة مستقبلةً جمهوراً واسعاً من مختلف الاختصاصات، موفرةً له فرصة الإطلاع على أكبر عدد من الصور من أرشيفها الخاص بالمنطقة العربية. تؤمن المؤسسة بدورها الثوري في مجال الصورة، فهي لا تضم أرشيفاً كلاسيكياً بالأبيض والأسود ولا تشبه المتحف أو أي بنك صور، بل هي صلة وصل وامتداد بين الماضي والحاضر لتفعيل الأرشيف وإحيائه، بحسب ما توضحه مديرة المؤسسة العربية للصورة هبة الحاج فلدر في حديثها لـ"نداء الوطن".

عرّفينا أكثر على المؤسسة العربية للصورة وماذا يتضمن أرشيفها؟

هي جمعيّة مستقلّة تصوغ مسارات جديدة للتصوير الفوتوغرافي وممارسات الصور، تستكشف وتُسائل وتواجه الحقائق الاجتماعية والسياسية المعقّدة في عصرنا من منظور فريد من نوعه يتراوح بين البحث والأرشفة والإنتاج الفني.

يتكدّس في مركز المؤسسة جوٌّ وأمكنة وأساليب فوتوغرافية مختلفة أبرزها الممارسات المخضرمة لمصورين صحافيين وفنانين وأصحاب استوديوات بالإضافة إلى صور لهواة تتمثّل في المجموعات الخاصة والألبومات العائلية. مع الإشارة إلى أنّه منذ 25 سنة لم تكن المؤسسة تملك سوى 3 مجموعات صور، أمّا اليوم ففي رصيدها أكثر من 310 مجموعات (أول صورة من العام 1860 بالأسود والأبيض والصورة الأخيرة ملّونة من أيامنا هذه).



فريق المؤسسة العربية للصورة (تصوير رمزي الحاج)



وتشكّل مجموعتنا نواة عملنا، وهي مكوّنة من أكثر من 500 ألف مستند وقطعة فوتوغرافيّة مصدرها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والانتشار العربي. كما تعيد المؤسسة العربية للصورة التفكير في هذه الصّور من خلال طبقاتها المتعدّدة، لتحافظ عليها وتفهمها وتفعّلها بنهج نقديّ ومبتكر يساهم في إثراء المجموعة.



من أجواء المعرض



ماذا يعني أن تمتلك مؤسسة هذا الكم الهائل من المجموعات الفوتوغرافية؟

فعلاً 500 ألف قطعة رقم مهول، حتّى أنه لم يتسنَّ لفريق عملنا الاطلاع عليها جميعها، وهذا يفسر شغف المؤسسين بتاريخ المنطقة والخرائط والوثائق والصور والكتب.

كذلك، أرادوا تقديم مادّة غنية تحاكي المجتمعات المختلفة لاتخاذ العبر التاريخية، فالصورة وسيلة أساسية يمكن البناء عليها لاستخلاص المعلومات.




ما الهدف من تنظيم معرض سنوي لعرض الأرشيف؟

بمناسبة اليوم العالمي للأرشيف نحتفل بطريقة ملموسة مع من يقصدنا خدمةً لرسالتنا الحقيقية المتمثلة بإعادة إحياء الأرشيف بدلاً من إخفائه، لكي تستفيد منه أكبر نسبة ممكنة من الباحثين، الفنانين، المصورين... معززين صلة الوصل والامتداد بين الماضي والمستقبل عبر الصور والموسيقى والكتب...

ماذا عن برنامج الاحتفال؟

تتضمن نسخة هذا العام عدداً من النشاطات التي تستمرّ حتى 20 الجاري، وبالإضافة إلى معرض الأمس يمكن لمن يرغب أن يتواصل معنا لنرسل له فيديو إرشاديّاً نشرح من خلاله النهج الذي نتبعه لحفظ الصور، الرقمنة والتوثيق.

كذلك، ينظم فريقنا الثلثاء، الأربعاء والخميس جلسات حوار عبر تطبيق "زوم" لمناقشة الفيديو المرسل خالقين ديناميكية لعملنا ناشرين المعرفة إلى أكبر عدد ممكن.

أمّا الخميس 16 الجاري فنحن على موعد مع أستاذ التاريخ شارل حايك في تمام الخامسة من بعد الظهر في مركزنا في الجميزة، على أن نلتقي مع محمد عبدوني يوم الجمعة 17 الجاري عند الخامسة أيضاً.





ويختتم البرنامج الاثنين 20 الجاري، بجلسة خاصة تضم نحو 20 شخصاً نستعرض خلالها أفلاماً قصيرة لجلال توفيق وفارتان افاكيان.

من جهة أخرى، تعاونّا مع جمعية "بيروت دي سي" لتوفير الصور اللازمة عن بيروت القديمة في المعرض الذي ينظمه هادي زكاك اليوم ضمن مهرجان "أيام بيروت السينمائية".

هل تُفتح أبوابكم أمام الراغبين في زيارتكم بعد انتهاء اليوم العالمي للأرشيف؟

طبعاً، فمكتبتنا في مقر المؤسسة جاهزة لاستقبال من يرغب ضمن أعداد محدودة نظراً لعدد فريقنا المتواضع، وهي تضم نحو 2300 كتاب متخصص بالتصوير وممارسات الأرشفة، وأبحاث عن المنطقة غير متوافرة في أي جامعة.

تعتبر رقمنة الوثائق الأرشيفية مجالاً رائداً لحفظ الوثائق والصور، ماذا عن خبرتكم في هذا المجال؟

نأخذ على عاتقنا مسؤولية تأمين أحدث الآلات وتوفير أعلى درجات الحرفية للحفاظ على الشرائط والصور والكتب وإبرازها لاحقاً عبر "الأونلاين" (http://www.arabimagefoundation.org/).





ولكن ليس هذا فحسب، فنحن نقدم أيضاً خطوات إرشادية للمهتمين برقمنة أرشيفهم من داخل منازلهم بإمكاناتهم المتواضعة.

بماذا تختلف "المؤسسة العربيــــــــة للصورة" عن سائــــــر المؤسســـــــات الأرشيفية؟

لسنا بنكاً للصور أو متحفاً أو مؤسسة تقليدية تعرض أرشيفها بالأبيض والأسود وتخفيه في غرفها خوفاً من تلفه، ولكننا نؤدّي دور كل هذه المؤسسات من خلال اتّباعنا معايير عالية الدقة في الحفظ والرقمنة والتوثيق، معززين مفهوم الأرشيف ومتيحين لمن يرغب، الاستفادة والتفاعل معه.