تعرض شبكة "نتفلكس" مسلسلاً مشوّقاً جديداً بعنوان The Perfect Mother (الأم المثالية)، وهو مؤلف من أربع حلقات. تطغى عليه اللغة الفرنسية، لكنه يشمل أيضاً بعض العبارات الألمانية. تدور الأحداث في باريس وبرلين، وهذا ما يفسّر استعمال هاتين اللغتين. المسلسل هو إنتاج فرنسي ألماني بلجيكي مشترك واسمه الأصلي Une mère parfaite، وهو يتضمن جميع العوامل التي يمكن توقّعها من مسلسلات التشويق والجريمة.
تجسّد جولي غاييه شخصية الأم الرئيسية "هيلين بيرغ". تبدو هذه الممثلة مدهشة في جميع أدوارها، وتُعتبر مسيرتها التمثيلية ناجحة منذ عقود. يكفي أن نراجع سجلها على موقع IMDb كي نتعرّف على أعمالها، أبرزها الفيلم اللامع Raw (اللحم النيء) أو Murder Me, Monster (اقتلني أيها الوحش). لكنها كانت منتجة هذين الفيلمَين ولم تشارك فيهما كممثلة.
يبدو أن غاييه تُركّز في الوقت الراهن على التمثيل والإنتاج في آن، لكنها تختار إنتاج مشاريع مثيرة للاهتمام تدخل في خانة سينمائية محددة.
بالعودة إلى المسلسل الجديد، يشمل العمل ممثلين رئيسيين آخرين، منهم أندرياس بيتشمان الذي يعرفه محبّو المسلسل الألماني المدهش Dark (مظلم) على شبكة "نتفلكس"، حيث أدى دور "الغريب". كذلك، يضمّ طاقم الممثلين تومير سيسلي (من أعماله مسلسل Messiah (المسيح) الذي يقتصر على موسم واحد للأسف، وفيلم Don’t Look Up (لا تنظر إلى الأعلى) على شبكة "نتفلكس" أيضاً).
أخيراً، تؤدي الممثلة إيدن دوكوران دور الابنة "أنيا بيرغ"، وهي تبرع في كشف جوانب مختلفة جداً من شخصيتها. لكن يستنزف صانعو العمل هذه الشخصية في نهاية المطاف نتيجة تغيّر القصة مراراً وتكراراً!
بشكل عام، لا يمانع المشاهدون متابعة شخصيات محبوبة، لكن لا مفر من النفور من معظمها في هذا المسلسل بسبب جهلها وقراراتها الغبية، أو نتيجة نزعتها إلى الكذب والخداع لتحقيق أهدافها الخاصة.
يتولى فريديريك غارسون إخراج العمل، علماً أن أعماله السابقة تشمل حلقات عدة من مسلسل Insoupçonnable (غير مشكوك به) في العام 2018: إنه نسخة فرنسية من المسلسل المدهش The Fall (السقوط). كان العمل الأصلي من بطولة جيليان أندرسون وجايمي دورنان، وهو يستحق المشاهدة حتماً.
في ما يخص كتابة السيناريو، يحمل فيلم The Perfect Mother توقيع توماس بوليه وكارول نوبل. كان بوليه قد كتب أيضاً المسلسل القصيرPour Sarah (سارة المسكينة) حيث لعبت إيدن دوكوران دور البطولة. أما نوبل، فقد كتبت في السابق جميع أنواع المسلسلات التلفزيونية، بما في ذلك المسلسل البريطاني الطويل والأسطوري EastEnders (سكان الطرف الشرقي) خلال التسعينات. يشمل النصف الأخير من الحلقة الرابعة تحولاً بارزاً في الأحداث، وهو يهدف إلى تفسير جميع الجوانب الغامضة. لكن لا مفر من الشعور بحجم المماطلة في الأحداث على مر الحلقات الثلاث الأولى بلا مبرر، لدرجة أن نصبح أمام نسخ متنوعة من الحقائق. هذا التخبط قد يدفع البعض إلى التشكيك بالنهاية: هل تعكس الحقيقة فعلاً أم أنها نسخة أخرى من تلفيق الشخص الذي يسرد الأحداث؟
تمتد كل حلقة على 45 دقيقة، ما يعني أنك تستطيع إنهاء المسلسل كله خلال ثلاث ساعات تقريباً.
