جورج الهاني

ليس بالمال وحده تحيا الرياضة

1 تموز 2019

16 : 35

لا يعبّر ما يعيشه الوسط الرياضي من ضائقة مادية خطيرة عن واقع تشاؤمي مُفترض، وإن كان المال هو الجوهر والمدماك الرئيس في ورشة بناء جيلٍ من الأبطال والبطلات وإيصالهم الى أعلى منصّات التتويج العربية والآسيوية والدولية في المستقبل. فالإرادات الطيّبة والنوايا الصادقة موجودة لدى معظم القيّمين على الإتحادات والأندية الرياضية، فنراهم يعملون بجدّ وكدّ في سبيل إعلاء شأن ألعابهم وصقل لاعبيهم وخلق بيئة خصبة ونظيفة لهم بقدر ما تسمح لهم إمكاناتهم وقدراتهم، وذلك على حدّ قول المثل الشعبي المأثور: "على قدّ بساطك مدّ إجريك". وإذا عدنا بالصورة والوقائع الى الموسم الرياضي المنصرم، نجدُ أنّ البطولات الرسمية، خصوصاً في منافسات كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة، وهي الألعاب الأبرز التي تشكّل ركيزة الرياضة اللبنانية، لاقت نجاحاً فنياً وتنظيمياً وجماهيرياً لافتاً، وأثبتت أنه "ليس بالعملة الخضراء وحدها تحيا الرياضة"، إنما بكلّ جهد مخلص يُبذل، وبكلّ نقطة عرق تسقط في المكان المناسب من جبين الشرفاء والملتزمين بمهامهم ومسؤولياتهم بشفافية وتجرّد، على رغم أنّ الإتحادات الكبيرة التي تملك الأموال الكافية في صناديقها مطالَبة بالنظر بعين الرأفة الى أنديتها التي تقاتل بـ "اللحم الحيّ" وتعاني من أجل البقاء والإستمرار، في ظلّ ابتعاد المموّلين والمعلنين وغياب الدعم المُرتجى من وزارة الشباب والرياضة التي يتهمها البعض بأنها غير عادلة في منح المساعدات المحقّة والمستحقّة للإتحادات والأندية، وبأنها تتّبع سياسة "الصيف والشتاء فوق سطح واحد".


MISS 3