بدأت شبكة "نتفلكس" تعرض فيلم التشويق النفسي الأرجنتيني الجديد، The Wrath of God (غضب الله)، في 15 حزيران 2022. العمل مقتبس من كتاب بعنوان Slow Death Of Luciana B (الموت البطيء للوسيانا بي) للكاتب غيليرمو مارتينيز، وهو من إخراج سيباستيان شيندل وإنتاج شركة "بوفالو فيلمز". شارك شيندل وبابلو ديل تيسو في كتابة السيناريو أيضاً.
يمتد الفيلم على ساعة و38 دقيقة، ويشمل طاقم التمثيل أسماء مثل دييغو بيريتي بدور "كلوستر"، وخوان مينوجين بدور "إستيبان راي"، وماكارينا أكاغا بدور "لوسيانا"، ومونيكا أنتونوبولوس، وغيليرمو أرينغو، ورومينا بينتو، وبيدرو ميرلو، وسانتياغو أكاغا، وأورنيلا ديليا، وخوانيتا ريال.
تتمحور القصة حول فتاة اسمها "لوسيانا بلانكو"، فيموت أفراد عائلتها واحداً تلو الآخر بطريقة غامضة على مر عشر سنوات. تظن "لوسيانا" أن رب عملها السابق، الذي أنهت علاقتها به بشكلٍ سيئ، متورط في هذه الحوادث. في النهاية، لن يتبقى من العائلة إلا "لوسيانا" وشقيقتها "فالنتينا". تخشى "لوسيانا" أن تخسر أختها أيضاً، فتقرر القيام بكل ما يلزم لحماية نفسها وشقيقتها.
يكون "كلوستر"، رب عمل "لوسيانا"، كاتباً مشهوراً. هي لا تكف عن اتهامه بقتل والدَيها وشقيقَيها، لكنّ أحداً لا يحرك ساكناً ضده نظراً إلى شهرته الواسعة، فلا يحصل أي تحقيق مفصّل حول تلك الحوادث. يعتبرها "كلوستر" فتاة مجنونة ومهووسة لدرجة أن تختلق القصص بشأنه. لكن هل فقدت "لوسيانا" صوابها فعلاً وراحت تبحث عن شخصٍ للومه على خسارتها، أم أنّ ما يحصل هو عبارة عن مؤامرة وحشية من تخطيط "كلوستر" للانتقام منها؟
يتنقّل الفيلم بين حقبات زمنية مختلفة لعرض ما حصل في آخر عشر سنوات بموازاة ما يحدث في الزمن الحاضر. تبدأ الأحداث خلال عرض لكتاب "كلوستر" الجديد أمام الصحافة. حين ينزل عن المسرح، يقترب منه "إستيبان" لإبلاغه بأن "لوسيانا" تنتظره في الطابق الثالث. فيصعد "كلوستر" لمقابلتها ثم نسمع فجأةً صوت سقوط أحدهم. من سقط في تلك اللحظة؟ هل دفعت "لوسيانا" رب عملها السابق إلى أسفل السلالم أم هو من دفعها؟
لن نكتشف ما حصل قبل النهاية. سنعرف لاحقاً أن "لوسيانا" كانت مساعِدة "كلوستر" وقد ساعدته على تأليف كتابه. حتى أن علاقتها مع ابنته وزوجته كانت ودّية. لكنه يتقدم نحوها في أحد الأيام خلال دوام العمل ويبدأ بتقبيلها. تثور "لوسيانا" غضباً وتتّهمه بالتحرش بها في مكان العمل.
سرعان ما تندثر هذه القضية حين يدفع لها المال. لكننا نعرف لاحقاً أن زوجة "كلوستر" عَلِمت بما حصل وقررت قتل نفسها وابنتها في لحظة غضب. هي كانت مصابة أصلاً بمشاكل نفسية، وهذا ما دفعها إلى الانتحار، فيقع "كلوستر" في حالة من اليأس.
حين تسمع "لوسيانا" بخسارته، تلوم نفسها وتشعر بأن ما يصيب عائلتها مرتبط بتلك الحادثة، إذ يحاول "كلوستر" الانتقام منها بالطريقة نفسها عبر قتل أفراد عائلتها واحداً تلو الآخر. لكنها لا تملك أي دليل على ذلك لأن كل شخص منهم مات بطريقة غامضة (حادث، تسمّم غذائي...).
ترتكز الحبكة على أفكار محورية مباشرة. تتكرر عبارة "ليكس تاليونيس" في الفيلم، وهي تشير إلى مبدأ تطوّر في بداية القانون البابلي وينصّ على ضرورة أن يتلقى المجرمون عقاباً مشابهاً للإصابات والأضرار التي سبّبوها لضحاياهم. يقوم كتاب "كلوستر" الجديد على هذه الفكرة أيضاً، ما يعني أنه متأثر بذلك المبدأ لدرجة أن يرتكب جرائم القتل المتلاحقة إذا كان المذنب فعلاً.
أخيراً، يطرح الفيلم قصة آسرة تناقش مواضيع متنوعة مثل الخداع، والبحث عن الحقيقة، ونظرية العدالة الإلهية، ولجوء الناس إلى أساليب متطرفة بسبب تعطّشهم للانتقام. يقدّم الممثلون أداءً مقنعاً وتبدو القصة جاذبة بما يكفي لدفع الجمهور إلى متابعة المشاهدة حتى النهاية.
