إسرائيل تضرب موعداً جديداً مع الإنتخابات

واشنطن: المحادثات النووية أسوأ من أي وقت مضى

02 : 00

بايدن متحدّثاً أمام صحافيين في مدريد أمس (أ ف ب)

بعد فشل "محادثات الدوحة" بفعل الإصرار الإيراني على تحقيق أكبر قدر مُمكن من المكاسب في ملفات عدّة لا علاقة لها بالملف النووي، رفعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الموقعة على الإتفاق النووي الإيراني منسوب الضغط الأوروبي على طهران أمس داعيةً إياها إلى وقف التصعيد و"معاودة التعاون الكامل" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما رأت واشنطن أن المحادثات النووية باتت أسوأ من أي وقت مضى، معتبرةً أن "المفاوضات التي يجب أن تحدث هي تلك التي ينبغي أن تحصل داخل إيران حول ما إذا كانت هناك رغبة في إحياء الإتفاق النووي".

وفي هذا الصدد، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير لوسائل الإعلام إلى جانب ممثلي بريطانيا وألمانيا: "ندعو إيران إلى وقف تصعيدها النووي والعودة إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والموافقة على العرض المطروح على الطاولة من دون تأخير، بما يعود بالمنفعة على شعب وأمّة إيران".

وأضاف في بيان مشترك أن "برنامج إيران النووي بات الآن أكثر تقدّماً من أي وقت مضى"، في حين من المقرّر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاديّاً حول الملف النووي الإيراني. وتابع: "الجهود الديبلوماسية المكثفة لتحريك الإتفاق النووي الإيراني أسفرت عن صفقة قابلة للتطبيق مطروحة على الطاولة منذ مطلع آذار".

وإذ أبدى أسفه "لأن تكون إيران رفضت حتّى الآن اغتنام هذه الفرصة الديبلوماسية وواصلت تصعيدها النووي"، استنكر رفض إيران مرّة أخرى اغتنام الفرصة خلال الاجتماع الذي اختُتم في الدوحة وقدّمت بدلاً من ذلك مطالب جديدة غريبة وغير واقعية لسوء الحظ.

كما شدّد نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز على أن الولايات المتحدة ما زالت مستعدّة للعودة الكاملة إلى الإتفاق النووي، بينما "إيران لم تُبدِ حتّى الآن أي حرص على إبرام الإتفاق".

وقال ميلز: "نشعر بقلق إزاء خطوات اتخذتها طهران تُقوّض مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، فيما كشف مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" أن طهران قدّمت مطالب غامضة خلال "محادثات الدوحة" وطلبت أشياء لا علاقة لها بالإتفاق النووي وأعادت فتح ملفات تمّ حسمها سابقاً، محذّراً من أن التوقعات بإحياء الإتفاق النووي باتت تسوء من يوم لآخر.

وأمام وسائل الإعلام، دعت سفيرة إيرلندا لدى الأمم المتحدة جيرالدين بيرن نيسون التي تُدير الملف الإيراني في مجلس الأمن، إلى عودة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات. وقالت: "ما زلنا نؤمن بأن جميع الأطراف بما في ذلك الولايات المتحدة بالطبع يجب أن تعود إلى طاولة المفاوضات".

وفي مجلس الأمن الدولي، شدّدت الصين وروسيا، البلدان الآخران الموقعان على الإتفاق النووي، على أهمية الحفاظ عليه. واعتبر السفير الصيني تشانغ جون أنّه يتعيّن علينا "الحفاظ على النتائج التي تمّ تحقيقها"، رافضاً "التدخلات"، ودعا جميع الأطراف إلى تجنّب أي "إجراء أحادي".

ورأى نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن انسحاب الولايات المتحدة الأحادي في العام 2018 قد عرّض الإتفاق للخطر، مؤكداً أنه "لا يوجد حلّ بديل". واعتبر أنّه "يجب بذل قصارى جهدنا لإحيائه"، رافضاً أي "ضغط على إيران".

من ناحيته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان تصميم بلاده على مواصلة المفاوضات حول برنامجها النووي. وبعد مكالمة هاتفية مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال الوزير الإيراني في بيان: "نحن مصمّمون على مواصلة المحادثات حتّى يتمّ التوصّل إلى إتفاق واقعي".

وأوضح أن "تقييمنا للمرحلة الأخيرة من المحادثات في الدوحة ايجابي". وتابع: "أشدّد على أنّنا جادّون في التوصّل إلى إتفاق جيّد وصلب ودائم"، مؤكّداً أن "الإتفاق يُمكن تحقيقه إذا كانت الولايات المتحدة واقعية".

وفي ما يتعلّق بالزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية، أبدى بايدن اعتقاده أنه سيُقابل الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، بحيث سيكونان جزءاً من اجتماع أكبر.

ولدى سؤاله خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الناتو في مدريد عمّا إذا كان سيطلب من القادة السعوديين زيادة إنتاج النفط، أجاب بايدن: "لا"، مشدّداً على أن ذلك ليس الهدف من الزيارة.

وأشار إلى أنه يتعيّن على كلّ دول الخليج زيادة إنتاج النفط بشكل عام، وليس السعودية بشكل خاص، آملاً في أن تستنتج الدول الخليجية أن هذا الإجراء من مصلحتها، فيما كشف أن الهدف من رحلته إلى الشرق الأوسط "ليس خفض أسعار النفط، بل دفع التكامل بين المنطقة وإسرائيل".

وبالحديث عن الدولة العبرية، أقرّ النواب الإسرائيليون حلّ "الكنيست" أمس، ما يفتح الباب أمام إجراء إنتخابات تشريعية ستكون الخامسة في البلاد خلال 3 سنوات ونصف السنة، تمّ تحديد موعدها في الأوّل من تشرين الثاني.

وصوّت 92 نائباً من أصل 120 لصالح حلّ البرلمان أمس، في اقتراع سيسمح أيضاً لوزير الخارجية يائير لابيد بأن يتولّى رئاسة الحكومة خلفاً لنفتالي بينيت. وبعد قرار الكنيست، انتقل رئيس الوزراء الجديد إلى نصب المحرقة النازية "ياد فاشيم" في القدس، خصوصاً أن والده أحد الناجين منها.

وقال لابيد (58 عاماً) في بيان: "هناك، وعدت والدي الراحل بأنّني سأُبقي على إسرائيل قوية دائماً وقادرة على الدفاع عن نفسها وحماية أبنائها". وبعدما كشف بينيت عدم مشاركته في الإنتخابات المقبلة، معلناً انسحابه من السياسة، استقبل بُعيد تصويت البرلمان لابيد في عملية تسلّم وتسليم قصيرة.

وبينما يشي قرار حلّ البرلمان وإجراء إنتخابات جديدة بأن الدولة العبرية لا تزال غارقة في حقبة غير مسبوقة من عدم الإستقرار السياسي، تُشير استطلاعات الرأي إلى أن النتائج لن تكون حاسمة هذه المرّة أيضاً. لكنّ رئيس الوزراء اليميني السابق بنيامين نتنياهو أكد أنه وحلفاءه من اليمين المتطرّف سيحصلون على الغالبية في الإنتخابات المقبلة.

وبدأ نتنياهو حملته على الفور، وقال لمتسوّقين في مركز تجاري في القدس أمس إنّ معالجة ارتفاع الأسعار الذي حمّل حكومة بينيت "السيّئة" مسؤوليّته، ستكون "مهمّته الأولى" بعد عودته إلى السلطة.


MISS 3