جاد حداد

White Lines... دراما مليئة بالإثارة والتشويق

8 تموز 2022

02 : 01

في أول مشهد من مسلسل White Lines (خطوط بيضاء)، تظهر "زوي" (لورا هادوك) في مكان مُعقّم وغير معروف يشبه المستشفى أو رواق السجن، فتقول: "يبدو أنني عشتُ في آخر 24 ساعة أكثر مما عشتُ في آخر 24 سنة". ثم يبدأ مشهد هطول الأمطار مع صوت الرعد والبرق في صحراء في إسبانيا، وتظهر من الأرض يد محنّطة وتبدأ القصة الغامضة.

بعد العثور على جثة الدي جي "أكسيل كولينز" (توم ريز هاريس) في صحراء إسبانية، تتعهد شقيقته "زوي" بالبقاء في مدينة "إيبيزا" إلى أن تكتشف أسباب موته. هكذا تنغمس في مغامرة تدفعها إلى تجديد تواصلها مع أصدقائها، بما في ذلك "ماركوس" (دانيال مايس)، وهو والد طفلَين وتاجر مخدرات بدوام جزئي، لكنه لا يدعوها إلى منزله إلا بعد جلب صندوق مليء بالكوكايين.

لم تعد "زوي" تريد أن يحميها أحد عبر اختلاق الأكاذيب التي قيلت لها عن اختفاء شقيقها لأنها أصبحت راشدة الآن. لكنها ليست الوحيدة التي سمعت الأكاذيب. وُجِدت جثة "أكسيل" على أرض تملكها عائلة غنية وقوية جداً في إسبانيا، وهي تطمح إلى افتتاح كازينو كبير وجديد. لذا لا يناسبهم أن ينكشف أمر الجثة لأي سبب. يبحث رب الأسرة "أندرو كالافات" (بيدرو كازابلانك) عن بعض الأجوبة، مع أن زوجته "كونشيتا" (بيلين لوبيز) وابنه "أوريول" (خوان دييغو بوتو)، وابنته "كيكا" (مارتا ميلانز)، لا يعرفون معلومات كثيرة على ما يبدو. ثم يظهر يده اليمنى "بوكسر" (نونو لوبيز) الذي يبدأ رحلة البحث عن الأجوبة أيضاً.

تدور الأحداث في عالم النوادي الفاسقة في "إيبيزا"، حيث تبدو السماء ساطعة لكنّ أسرار المدينة قاتمة. تكثر مشاهد الجنس والمخدرات والسهرات المشبوهة في هذا العالم الذي يشهد أحداثاً درامية متلاحقة.

يحمل العمل أجواء المسلسلات الطويلة والتقليدية وتتعدد جوانبه الجميلة والدرامية والغامضة التي تجمع بين التشويق والجاذبية في آن. إنه خليط ساحر! قد نرغب جميعاً في معرفة الأجوبة على أسئلة "زوي"، لكننا نكتفي في لحظات كثيرة بمشاهدة تلك الوجوه الجميلة. يحمل الفيلم طابعاً بذيئاً لكنه ليس مربكاً، وهو يستفيد من الإنتاج الإسباني البريطاني المشترك.

تقول "زوي" في الرواق الذي تظهر فيه في بداية المسلسل: "لن أغادر إيبيزا قبل أن أحقق ما جئتُ لأفعله". هي مُصمّمة على معرفة "الحقيقة" لدرجة أن تظهر في نهاية الحلقة الأولى وهي ترقص في أحد النوادي الليلية وتتخيل أن شقيقها الميت هو الدي جي في الحفلة. هذا المشهد الخيالي يجعلها تبتسم وترقص بكل حرية، فتمضي وقتاً ممتعاً جداً. هي تستحق أن تستمتع بتلك السهرة لأن المغامرات التي تنتظرها لن تكون سارة بأي شكل، لكنها ممتعة للمشاهدين.

يستحق الممثل خوان دييغو بوتو أن يتألق بعد هذا المسلسل ويصبح نجماً عالمياً أكثر شهرة. قدّم بوتو أداءً ممتازاً في مسلسل Good Behavior (السلوك الحسن) على شبكة "تي إن تي"، ويسهل أن نستمتع بأدائه في جميع أعماله نظراً إلى قدرته على التحوّل من رجل أعمال جدّي إلى رجل جذاب وفاجر في هذا المسلسل.

في أحد المشاهد، يقول "مايك" (باري وارد) لزوجته "زوي" إنه يوافق على إقامتها في إسبانيا والتحقيق بموت شقيقها، لكنه يحذرها قائلاً: "حاولي أن تشتري لي كرسياً متحركاً لأن والدك سيكسر ساقيّ حين أعود إلى المنزل من دونك". توحي هذه العبارة بحجم المخاطر التي تنتظرها، والتحديات التي تنتظر زوجها، والتداعيات الهائلة على عائلتهما وحياتهما كلها.

في النهاية، يدخل هذا المسلسل في خانة الأعمال التي تحمل جميع عوامل النجاح القادرة على جذب المشاهدين وتشويقهم لدرجة أن ننهي جميع الحلقات في جلسة واحدة. إنه عمل ممتع وغامض ويصعب تفويته!


MISS 3