دماغك أذكى ممّا تعتقد في رصد الشمّ

13 : 13

تؤدي البصلة الشمّية الواقعة في الجهة الأمامية من الدماغ دوراً أساسياً في قدرتنا على الشم... أو هذا ما كنا نظنه على الأقل! اكتشف الباحثون الآن مجموعة نساء تتمتع بحاسة شمّ طبيعية لكنها تفتقر على ما يبدو إلى البصلة الشمية. تقول تالي وايس ونعوم سوبل من معهد "وايزمان" للعلوم إن غياب البصلة الشمية غير مألوف لكنه ليس وضعاً استثنائياً: يفتقر إليها شخص واحد من كل 10 آلاف، لكننا كنا نظن أن الفرد في هذه الحالة لا يستطيع شمّ الروائح.

في سياق دراسة حول الروابط المحتملة بين القدرة على الشم والتناسل، عثر الباحثون على امرأة مختلفة عمرها 29 عاماً: كانت تفتقر إلى البصلة الشمية لكنها أصرّت على سلامة حاسة الشم لديها. كشفت جميع التجارب التي خضعت لها أنها تستطيع التمييز بين الروائح، رغم غياب الخلايا العصبية المسؤولة عن هذه العملية. وسّع الباحثون نطاق تحقيقاتهم في المرحلة اللاحقة واكتشفوا عدداً إضافياً من النساء في الوضع نفسه، لكن لم تنطبق هذه المواصفات على الرجال. وفق تقديرات الباحثين، بلغت نسبة النساء اللواتي يحتفظن بحاسة شمّ سليمة رغم غياب تلك البنى الدماغية حوالى 0.6%. كان غريباً أن ترتفع النسبة بشكلٍ ملحوظ لدى المرأة العسراء تحديداً. ومن بين الأشخاص العُسْر، بلغ احتمال أن تحتفظ المرأة التي تفتقر إلى البصلة الشمية بحاسة شمّ طبيعية 4%. إنه إثبات إضافي على مرونة الدماغ أو قدرته التكيفية: إذا كان يفتقر إلى البصلة الشمية، يستطيع أن يعيد تنظيم نفسه كي تتولى مناطق دماغية أخرى رصد الروائح. أو ربما توحي هذه الاكتشافات بأننا لا نعرف أصلاً معلومات كثيرة عن حاسة الشم.


MISS 3