إنتقال مدرّب فريق الحكمة غسان سركيس الى نادي الوحدة السعودي للإشراف على فريقه لكرة السلة شغلَ الأوساط الرياضية في الأيام الأخيرة وأحدثَ ضجّة وبلبلة كبيرتَين داخل أنصار "القلعة الخضراء"، لا سيما أنّ قراره جاء بعد إعلان الاتحاد اللبناني للعبة تجميد مباريات الدوري اللبناني لمدّة شهر كامل.
سركيس خصّ "نداء الوطن" بحديث خاطف عشية انتقاله الى فريقه الجديد، حيث كشف أنه كان مُرغماً على هذه الخطوة نظراً للظروف الخاصة التي يمرّ بها، لافتاً الى انه مدربٌ محترف يعمل في هذه المهنة ليعتاش منها، وهي مصدر رزقه منذ أكثر من 30 عاماً، ومشيراً الى انّ القرار الذي اتخذه جاء بالاتفاق مع ادارة الحكمة التي تفهّمت ظروفه ووضعه وتمنت له التوفيق في مهامه الجديدة.
واعتبر سركيس انّ الدوري المحلّي أصبح في مهبّ الريح نظراً للأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد، بالاضافة الى وجود صعوبة بالغة في تأمين ميزانيات الأندية التي تعاني صناديقها أصلاً من شّح مالي مخيف بسبب الغياب التامّ لرعاية الشركات والمؤسسات لها. وتابع: "لو كان هناك بصيص أمل لما سافرت، وآسف لأنّ كلّ العاملين في عائلة كرة السلة دفعوا الثمن، فهولاء لا يملكون سوى هذه الوظيفة يتدبّرون أمورهم منها، نافياً في المقابل أن يكون قد تخلى عن حكماويته، قائلاً: "سيبقى قلبي أخضر".
اما عن المستحقات المالية التي لم يلتزم نادي الحكمة بتأمينها لفريق كرة السلة منذ أربعة اشهر تقريباً، حيث لم يحصل الجهاز الفني واللاعبون على أيّ راتب شهري حتى الان، أجاب سركيس انّ ادارة النادي حاولت جاهدة تأمين متطلبات الفريق على رغم الصعوبات وكادت تنجح في الأمتار الاخيرة، لكنّ انطلاق الثورة زاد الطين بلة وأدى الى فرملة دفع المستحقات، وهذا الأمر السلبي لم ينعكس فقط على نادي الحكمة بطبيعة الحال بل على معظم الاندية التي تعاني من المشكلة عينها.
وحول تشجيعه لاعبين آخرين على الاحتراف في الخارج، ردّ سركيس: "يحقّ لكل لاعب ليس لديه مصدر رزق الا لعبة كرة السلة أن يتعاقد مع أيّ فريق".
وختم سركيس حديثه: "كلي ثقة بأنّ الثورة ستنتصر، وعلى أمل ان تطال الوسط الرياضي بكامله وتطهيره من الفساد والمفسدين والمحسوبيات والأزلام، لانّ هذا القطاع الحيويّ يجب ألا يستمرّ على هذا المنوال. أما عن لعبة كرة السلة فشدد على أنها الانظف بين كلّ الرياضات الأخرى، لكن ينقصها التنظيم والرؤية المستقبلية الواضحة.
