لا مكمّلات الفيتامين D ولا الأوميغا 3 تمنع الالتهابات

10 : 43

لطالما اعتبر الباحثون مكملات الأوميغا 3 فاعلة، لكن يبدو أنها ليست مفيدة بقدر ما كانوا يظنون لمنع الالتهابات! تكشف أحدث الدراسات أن أخذ المكملات لزيادة مستويات الفيتامين D والأوميغا 3 لا يُخفف حدة الالتهاب الجهازي. ارتكز البحث الجديد على دراسة "فيتال" وأراد قياس مستوى مؤشرات التهابية متعددة لدى أشخاص يأخذون مكملات الفيتامين D وأحماض الأوميغا 3 الدهنية أو زيت السمك، أو لا يأخذونها. بعد مرور سنة، لم ترصد الدراسة اختلافاً بارزاً في المستويات بين المجموعتَين.

جرت الدراسة تحت إشراف كارين كوستنبادر، مديرة "برنامج داء الذئبة" (Lupus Program) في قسم الروماتيزم والالتهابات والمناعة، في مستشفى "بريغهام" للنساء في بوسطن. نُشِرت النتائج في مجلة "الكيمياء العيادية".

الالتهاب مؤشر تحذيري على حالات خطيرة متعددة، لا سيما تلك التي ترتبط بالشيخوخة والبدانة، منها أمراض القلب والأوعية الدموية، وقصور القلب، وهشاشة العظام، وبعض أمراض التنكس العصبي (مثل الزهايمر)، والسكري، وبعض أشكال السرطان.

يستعمل الكثيرون مكملات الفيتامين D وزيت السمك لتخفيف الالتهاب الجهازي وتجنب مشاكل مماثلة.

لكن اكتشف الباحثون في الدراسة الجديدة أن هذه المكملات كلها تعجز عن تخفيف الالتهابات. حتى أن مؤشرات الالتهاب تزيد في بعض الحالات لدى مستخدمي المكملات أكثر من غيرهم.

راقبت كوستنبادر وفريقها الإنترلوكين 6، ومُستقبِل عامل نخر الورم 2، والبروتين التفاعلي "سي" عالي الحساسية. تؤدي هذه المؤشرات فردياً أدواراً محورية في نشوء الالتهاب. وقد يكون رصد مستويات متزايدة من تلك المؤشرات في الدم أداة استباقية لإبلاغ أطباء الصحة العامة بمستويات الالتهاب لدى المرضى.يأخذ الكثيرون مكملات الفيتامين D وزيت السمك، على اعتبار أنها تسهم في تخفيف الالتهابات. لكن قد يجد الأطباء صعوبة في تحديد المكملات التي تناسب المرضى وأفضل الجرعات لهم، نظراً إلى قلة بيانات التجارب العيادية المرتبطة بالعلاج. لذا تهدف دراسة "فيتال" إلى تقديم البيانات العيادية اللازمة لمساعدة الأطباء على اقتراح أفضل التوصيات لمرضاهم.

ارتكزت الدراسة المستمرة على عينات عشوائية واستعملت أدوية وهمية، وحلل الباحثون فيها آثار الفيتامين D أو الأوميغا 3 أو النوعين معاً على مستويات الإنترلوكين 6، ومُستقبِل عامل نخر الورم 2، والبروتين التفاعلي "سي" عالي الحساسية في الدم.

في هذا البحث، أخذ المشاركون ألفَي وحدة دولية من الفيتامين D، أو غراماً واحداً من الأوميغا 3، أو النوعَين معاً يومياً. لكن تلقى البعض دواءً وهمياً. قاس العلماء المعدلات في بداية التجربة، ثم قارنوها بالقياسات نفسها بعد سنة.

من المنتظر أن تحلل هذه التجربة مستقبلاً آثار المكملات على مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

رصدت النتائج، بعد سنة على أخذ تلك المكملات، زيادة في مستويات نوع واحد من الفيتامين D (25-OH) بنسبة 39%، وفي نوع واحد من الأوميغا 3 (n-3 FA) بنسبة 55% لدى مستخدمي المكملات، مقارنةً بمن أخذوا دواءً وهمياً (كانت التغيرات في هذه المجموعة ضئيلة).

تكشف هذه النتيجة أن أجسام المشاركين نجحت في امتصاص تلك المكملات. لكن كان مفاجئاً أن ترتفع مستويات الإنترلوكين 6 بنسبة 8.2% لدى مستخدمي مكملات الفيتامين D.

كذلك، ارتفعت مستويات البروتين التفاعلي "سي" عالي الحساسية بنسبة 35.7% لدى من سجّلوا أدنى مستوى من الفيتامين D في بداية الدراسة، ما يعني أن الفئة التي تأخذ المكملات بسبب تراجع كمية الفيتامين لديها قد تزيد مستويات هذا المؤشر الالتهابي تحديداً.

وعند تلقي مكملات الأوميغا 3، تراجعت مستويات البروتين التفاعلي "سي" عالي الحساسية لدى من سجلوا أدنى مستويات الأوميغا 3 في بداية الدراسة. لكن لم تُسجّل النتيجة نفسها تزامناً مع زيادة استهلاك زيت السمك.

في المُحصلة، لم ينجح أي نوع من المكملات في تخفيض مستويات المؤشرات الحيوية للالتهابات بعد سنة من الدراسة.

توضح كوستنبادر: "باختصار، لم نرصد تراجعاً في مؤشرات الالتهاب لدى من أخذوا أي نوع من المكملات. لكننا لاحظنا انخفاض مستوى نوع واحد من المؤشرات الحيوية الالتهابية لدى من استهلكوا كمية صغيرة من زيت السمك في بداية الدراسة. من الضروري أن نراجع نتائج التحليلات المستقبلية في دراسة "فيتال"، لا سيما تلك التي تُحلّل خطر الإصابة بالأمراض بدل المؤشرات الحيوية".قد توحي هذه النتائج بغياب أي منافع عيادية للمكملات على مستوى تخفيف الالتهاب الجهازي، لكن تبقى التجربة محدودة من ناحية معينة. كان المتطوعون مثلاً مجرّد عيّنة صغيرة من المشاركين الأصليين، فقد راقب الباحثون 1500 شخص فقط من أصل 25 ألفاً. لو كانت العيّنة أكبر حجماً، لتوصّلت التجربة إلى نتائج أوضح.

كذلك، اكتفى العلماء باختبار نوع واحد من الفيتامين D والأوميغا 3، وقد تكون التركيبات الأخرى من هذه المكملات أكثر فاعلية لتخفيف الالتهاب الجهازي. لهذه الأسباب، لا بد من إجراء أبحاث إضافية.


MISS 3