العراق... دعوات أممية لوقف "نزيف الدم"

02 : 00

الثوّار العراقيّون يحرقون آليّة تابعة لقوّات مكافحة الشغب في البصرة أمس (أ ف ب)

تلوّن "خزّان" الثورة في بلاد الرافدين، أي جنوب العراق ذو الغالبيّة الشيعيّة، باللون الأحمر أمس، بسبب الصدامات العنيفة التي اندلعت بين الثوّار الذين يُنادون باسقاط النظام السياسي الفاسد المدعوم من طهران برمّته من جهة، وقوّات الأمن التي استخدمت كعادتها القوّة المفرطة لقمع المحتجّين السلميين من جهة ثانية، فيما دعت "المفوضيّة العليا لحقوق الإنسان" إلى "وقف نزيف الدم" واحترام مطالب المتظاهرين العراقيين، في الوقت الذي أسفرت فيه المواجهات الدمويّة في المحافظات الجنوبيّة عن مقتل أكثر من 13 متظاهراً، وسط دعوات للعصيان المدني والإضراب العام.

وطالبت "المفوضيّة العليا لحقوق الإنسان" التابعة للأمم المتحدة الحكومة العراقيّة، بالتدخّل العاجل لوقف العنف في محافظتَيْ ذي قار والبصرة، مؤكّدةً أن قوّات الأمن استخدمت العنف المفرط. ودعت إلى تطبيق معايير الاشتباك والحفاظ على أرواح المتظاهرين، مشيرةً إلى أنّها وثّقت سقوط قتلى وجرحى في محافظتَيْ ذي قار والبصرة، بالإضافة إلى اعتقال متظاهرين.

ميدانيّاً، شهدت مدينة البصرة أعنف المواجهات، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إذ قطع المتظاهرون شوارع وطرقاً رئيسيّة، الأمر الذي نجمت عنه عودة غالبيّة الموظّفين وطلبة المدارس إلى منازلهم. ومع ازدياد حدّة الصدامات، قرّرت الشرطة في البصرة رفع حال الإنذار إلى الدرجة القصوى، في حين أطلقت قوّات الأمن نيران أسلحتها في اتجاه المتظاهرين بالقرب من ميناء "أم قصر"، ما أدّى إلى سقوط ضحايا، بينما قطع الثوّار الطرق المؤدية إلى الميناء الرئيسي للسلع في البلاد، ما أوقف كلّ النشاط التجاري.

أمّا في الناصريّة، مركز محافظة ذي قار، فقد توقفت الحركة في الجسور والطرق الرئيسيّة بعدما قطعها المحتجّون بالاطارات المشتعلة، فيما فتحت قوّات الأمن النار واستخدمت الغاز المسيّل للدموع لردع المتظاهرين، ما أدّى إلى وقوع ضحايا. كما أضرم الثوّار النار في مبنى الوقف الشيعي في المدينة. وبالتزامن، اندلعت اشتباكات شرسة بين المتظاهرين والقوّات الأمنيّة، التي استخدمت الرصاص الحيّ والغاز المسيّل للدموع والقنابل الصوتيّة لقمع المحتجّين، في حي البلديّة في كربلاء. وفي العاصمة بغداد، أصيب عدد من المتظاهرين خلال اشتباكات مع قوّات الأمن في شارع الرشيد، بينما واصل طلبة كليّات وجامعات بغداد احتجاجاتهم السلميّة المساندة لمطالب المتظاهرين في "ساحة التحرير".

قضائيّاً، أصدرت محكمة مكافحة الفساد المركزيّة في العراق أمر اعتقال بحق نائب حالي، لم تذكر اسمه، في وقت كشفت هيئة النزاهة أن النائب متّهم بارتكاب مخالفات في إنشاء أحد المشاريع خلال فترة تسلّمه منصب محافظ صلاح الدين. وذكرت الهيئة أيضاً أن المتّهم رفض في وقت سابق الحضور لجلسات محاكمة بخصوص المخالفات التي ارتكبها.

توازياً، عبّر روّاد وسائل التواصل الاجتماعي العراقيّون عن غضبهم تجاه إعلان الدوحة أخيراً دعمها لرئيس الوزراء العراقي المأزوم عادل عبد المهدي، إذ كان المكتب الإعلامي التابع لعبد المهدي قد نشر ملخّص اتصال بين رئيس الحكومة العراقي وأمير قطر تميم بن حمد آل الثاني، أكّد فيه الأخير دعمه للحكومة العراقيّة في مواجهة التحدّيات.

يُذكر أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس تفقّد السبت قوّات بلاده في قاعدة "عين الأسد" في غرب العراق، من دون أن يلتقي أيّاً من المسؤولين الرسميين في بغداد، بينما التقى رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في أربيل، واكتفى بمكالمة هاتفيّة مع عبد المهدي. وشدّد بنس على التزام الولايات المتّحدة بسيادة العراق، وأعرب عن قلقه من النفوذ الإيراني.


MISS 3