تتجّه الانظار ظهر اليوم (اذا لم يطرأ ايّ تعديل في اللحظات الاخيرة) الى فردان حيث مقرّ الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي ستشهد أرجاؤه إجتماعاً دعت اليه اللجنة التنفيذية للإتحاد مع رؤساء أندية الدرجة الاولى للبحث والتشاور والبتّ بمصير الدوري اللبناني العام للموسم الراهن.
ويأتي الإجتماع بعد طول انتظار بسبب توقف منافسات البطولة منذ اكثر من شهر اثر اندلاع ثورة 17 تشرين الاول، والتي أجبرت إتحاد اللعبة على تجميد النشاطات الرسمية، علماً انه سبقَ لأركان الإتحاد أن التقوا رؤساء الاندية يوم الجمعة في الثامن من تشرين الثاني الجاري، وقد تفهّم الاتحاد وقتها الوضع المادّي الصعب للأندية واستحالة عودة المنافسات في الوقت الحالي في ظلّ الظروف القاهرة التي تمرّ بها البلاد سياسياً وأمنياً واقتصادياً وصعوبة التنقل بين المناطق لخوض المباريات، ناهيك عن إقفال ملعبَي طرابلس وصيدا بقرار بلديّ.
وسيكون على جدول الأعمال اليوم عددٌ من الحلول التي تحمي الأندية واللاعبين على حدّ سواء، لكنّ الابرز أن لا نيّة للأندية في طرح موضوع إلغاء الدوريّ الذي كان جرى التطرّق إليه في الاجتماع الأول، وذلك نظراً لخطورته على اللعبة.
ومن المتوقّع أن يتركّز النقاش اليوم على عدد من المقترحات، إذ إنّ بعض الحاضرين سيطالب بتأجيل الدوريّ لفترة محدّدة يُتّفق عليها بين الجميع ودفع نصف راتب للاعبين والجهاز الفني الى حين انقشاع الرؤية ووضوح الصورة الحقيقية لمصير البلاد، فيما سيطالبُ البعض الآخر باستئناف البطولة، إنما من دون اللاعبين الأجانب، مع اختصار الدوري بمرحلة واحدة فقط، شرط عدم ترفيع أو اسقاط أيّ نادٍ في كافة الدرجات، لكنّ هذا الامر لا يُمكن السير به لأنه مخالفٌ للقوانين والأنظمة. ويبقى موقف الأندية المعروفة بموازنتها الكبيرة والتي تنافس بقوة على لقب الدوري، والذي سيتمثّل بالرفض القاطع لإجراء المباريات من دون جمهور مع استئناف الدوري على ملاعب محايدة تحدّدها اللجنة التنفيذية، في حال تمّ تأمين الحماية الأمنية اللازمة لها.
رفض المسّ برواتب اللاعبين
مصدر مقرّب من الاندية رفضَ في اتصال مع صحيفة "نداء الوطن" المسّ بلقمة عيش اللاعبين، لكن على طريقة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم"، آخذاً في الإعتبار الإستحالة في تأمين الرعاية المطلوبة "Sponsor" في ظلّ هذه الظروف الصعبة، لذا على اللاعبين والمدرّبين تفهّم الأوضاع الاقتصادية المُقلقة التي تضرب كلّ قطاعات البلاد من دون استثناء، والتعاون بشكل إيجابي وبنّاء بحسب الظروف المادية لكلّ ناد من أجل تمرير هذه المرحلة الحسّاسة والحرجة.
بكلّ تأكيد سيستمعُ الاتحاد اليوم الى هواجس الأندية والأفكار المطروحة بكلّ رحابة صدر لإيجاد الحلول المناسبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الكرويّ، وفي حال توصّل المجتمعون الى صيغة إتفاق معينة، سيتمّ إعفاء الأندية من إيجار الملاعب والحكّام (سبق ان أصدر الإتحاد تعميماً بذلك)، والطلب من القوى الأمنية تأمين حماية المباريات (مع أو بدون جمهور) والتواصل مع بلديتَي صيدا وطرابلس من أجل إعادة فتح ملعبَيهما، إضافة الى إعادة جدول المباريات وتوزيع الملاعب بحسب الظروف الملائمة من أجل ضمان إعادة الحياة الى اللعبة.
