استعاد لبنان أمس الاهتمام باستحقاقاته الداخلية غداة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وتصدّرت هذه الاستحقاقات، الانتخابات البلدية والاختيارية التي سيقلع قطارها من أولى المحطات الأحد المقبل من جبل لبنان.
عاد لبنان إلى مربع ظنّ اللبنانيون أنهم غادروه، تمثل بالموقف المفاجئ لرئيس مجلس النواب نبيه بري المتماهي مع موقف "حزب الله" من السلاح.
عكست جلسة مجلس النواب التشريعية في الأمس، محاولة للمضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة دولياً، خاصة في ما يتعلق بالشفافية المالية. إلا أن الأجواء السياسية المشحونة والفوضى التنظيمية الحاصلة تشير إلى تحديات كبرى في تطبيق هذه القوانين على أرض الواقع.
لاحظ مراقبون أن وتيرة انتقاد الدولة من "حزب الله"، بدأت تتصاعد، وسألت مصادر سياسية: هل هذا التصعيد موحى به من الجمهورية الإيرانية الإسلامية، ارتباطاً بالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية التي أرجئت، حيث كانت مقررة اليوم الأربعاء لبحث المحادثات التقنية؟
منذ خمسين عاماً، ولبنان يرزح تحت وطأة الجلجلة، مضرّجاً بدماء الحروب العبثية التي أعادته دهوراً إلى الوراء، تتقاذفه أجندات خارجية حوّلته إلى ورقة تفاوض، ويئنّ تحت وطأة سلاح خارج عن الشرعية.
قوس الاهتمامات بالملف اللبناني يغطي من لبنان إلى السعودية فقطر، في وقتٍ تبدو السلطة اللبنانية في سباقٍ مع الوقت، سواء لإنجاز الملف الميداني الجنوبي أو لإنجاز الملف المالي مع صندوق النقد الدولي، أو لمتابعة الملفات التي ناقشها رئيس الحكومة نواف سلام في زيارته إلى سوريا.
بدأ رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أمس رسمياً رحلة تأسيس العلاقات اللبنانية السورية. وأثمرت زيارته إلى دمشق على رأس وفد وزاري ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع برنامج عمل مشتركاً، يكاد يكون الأول من نوعه.
قفز ملف بلدية بيروت إلى الواجهة بعدما قطع رئيس مجلس النواب نبيه بري أي أمل بتعديل القانون، ما يتيح إيجاد مخرج يبقي على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في مجلس بلدي مؤلف من أربعة وعشرين عضواً.
يشعل المسيحيون في لبنان غداً شموع الشعانين في الوقت نفسه الذي يطفئ فيه كل اللبنانيين شمعة الذكرى الخمسين لاندلاع حرب 1975 .
لا تزال مفاعيل زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت تتكشف فصولاً، وتترجم عملياً من خلال المواقف المتلاحقة لرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام الذي سبق وأعلن من بكركي الاستعداد لطرح ملف السلاح على طاولة مجلس الوزراء، على الرغم من تمرد وزيريه طارق متري
نظرياً، ، نائبة المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، غادرت لبنان الأحد الفائت، عملياً، كأنها ما زالت في لبنان، فمنذ مغادرتها العاصمة بيروت، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ولبنان حاضر في مقابلاتها الصحافية ولا سيما التلفزيونية، وسقف كلامها، في هذه المقابلات، أعلى من كلا
أكدت نتائج الزيارة الأخيرة لنائبة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس للبنان أن ما قبل الزيارة ليس كما بعدها. ودعت أوساط سياسية بارزة رافقت محادثات الموفدة الأميركية عبر "نداء الوطن"، إلى مراقبة ما سيحدث على الأرض خلال 10 أيام.
تبلغ نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، المسؤولين اللبنانيين أمرين: الأول، ستعيد ما قالته لهم في زيارتها الأولى لبيروت في 6 شباط الماضي أن "لا مساعدات للبنان قبل أن تبسط الدولة سلطتها الكاملة وتزيل سلاح "حزب الله".
تطابق أكثر من مصدر على أن تسمية البيان الرئيس نبيه بري بالاسم في سابقة من نوعها من مسؤولين أميركيين، رسالة سياسية واضحة بأنه تحت المجهر الأميركي، لتخييره بين الإبقاء على تحالفه مع «الحزب» أو أنه على ضفة الدولة.
بعيداً من كل مماحكات الزواريب الداخلية التي من شأنها أن تعرقِل المعالجات، الجميع في انتظار ما ستحمله في جعبتها الدبلوماسية الأميركية مورغين أورتاغوس التي يُفترض أن تصل غداً الجمعة أو مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.
علمت «نداء الوطن» أن اتصالات رئيس الجمهورية بالأميركيين على مدى اليومين الماضيين لم توصل إلى قرار حاسم من واشنطن بالمون على إسرائيل لوقف القصف في حين وعد الأميركيون فقط لبنان بفعل كل ما بوسعهم لتخفيف حدة التوتر.