بسرعة هائلة، تقدَّمت الأحداث في سوريا على ما عداها من أحداث سواء في غزة أو في لبنان، وبدا أن هناك إعادة خلط أوراق، بالنار، بين سوريا وإسرائيل، وما بينهما دروز السويداء، ودخل على الخط دروز إسرائيل، وإلى حدّ ما دروز لبنان، على الأقل سياسيًا.
علمت "نداء الوطن" أن الرد اللبناني تضمن مطالبة الدولة اللبنانية بمهلة غير مطاطة لتسليم السلاح غير الشرعي وتحديد مهلة أيضًا لتنفيذ بقية البنود. في حين سيأخذ لبنان وقته لتقديم ورقة رد يجيب فيها على كل المطالب الأميركية.
ساد اقتناع الأوساط النيابية أمس أن هناك أرنبَ "قطبة مخفيّة"، تبيّته دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة مناقشة عامة للحكومة اليوم وما تعنيه هذه الجلسة إذا ما ذهبت كما هو متوقع إلى هتك أسرار التردد الرسمي في معالجة ملف سلاح "حزب الله".
مصدر رسمي قال لـ «نداء الوطن» إنه لم يصله أي شيء رسمي من الأميركيين ولن يدخل في تفسير لكلام توم براك. وأكد المصدر أن الملفات التي تعالج مع واشنطن كثيرة وهي تحتاج إلى وقت، وسط نفي حصول أي اتصالات من أجل التطبيع.
أثار تغييب مجلس الوزراء أمس عن ورقة المبعوث الرئاسي الأميركي توم براك وعن التعيينات المالية والإدارية جدلًا واسعًا أثاره وزراء حزب "القوات اللبنانية". كما اعترضت وزيرة الشباب والرياضة نورا بايراقداريان على تعيين نائب حاكم مصرف لبنان الأرمني من دون استشارتها.
يقف مستقبل لبنان عند مفترق حساس في خضم لحظة مفصلية من الاشتباك السياسي والدبلوماسي، مترقبًا الرد الأميركي – الإسرائيلي على الورقة اللبنانية التي تمخضت عن اجتماعات متلاحقة تم في خلالها تدوير زوايا بعض لاءات "حزب الله"، وقدمت ردًا على مقترحات توم براك التزمت فيه بنزع السلاح جنوب الليطاني فقط.
الموفد الأميركي توم براك كان يومه أمس ميدانيًا، حيث جال في الجنوب ليستطلع بأم العين المنطقة الأكثر سخونة منذ انخراط "حزب الله" في حرب "الإسناد والمشاغلة" في الثامن من تشرين الأول 2023. تزامنًا، بدأت الدوائر الدبلوماسية الأميركية دراسة الرد اللبناني على ورقة المطالب الأميركية.
لم تتكلل زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توم براك الثانية للبنان أمس والتي تستمر ثلاثة أيام بتصديق السلطات اللبنانية الورقة التي أودعها في بيروت في 19 حزيران الماضي. بل تلقى بدلًا عن تصديقها ملاحظات من سبع صفحات سيرد عليها الجانب الأميركي لاحقا. في وقت استمر الغموض يحيط بالموقف الرسمي من الورقة
تسارعت التحركات المتصلة بالزيارة الثانية التي يعتزم الموفد الرئاسي الأميركي توم براك القيام بها للبنان والتي من المقرر أن تتم بعد غد الإثنين وتستمر يومين.
تعكس مروحة الاتصالات الجارية على خط بعبدا – السراي – عين التينة ولعب الرئيس نبيه بري دور الوسيط مع "حزب الله"، مدى التخبط الحاصل والتعقيدات التي تواجه اللجنة الرئاسية المنكبة على صياغة الرد اللبناني الرسمي على ورقة المبعوث الأميركي توم براك الذي يلتقي المسؤولين اللبنانيين في 7 و8 من الجاري.
مصادر وزارية لـ «نداء الوطن»: الخوف كل الخوف، يتمثل في العودة إلى مرحلة كان فيها «حزب الله» يتحكم بمفاصل الدولة وبالسلطة التنفيذية لجهة اتخاذ القرار، ويخشى أن نكون قد عدنا إلى تلك المرحلة.
علمت "نداء الوطن" أن اللجنة لا تزال تناقش الرد على الورقة الاميركية حيث أن ملف الضمانات للانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار والعلاقات اللبنانية_ السورية استحوذت على النقاشات وسط هواجس "حزب الله" من عدم الالتزام الإسرائيلي.
يتحضر لبنان خلال الساعات المقبلة لإرسال مسودة الردود على ورقة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك الذي أودعها المسؤولين في زيارته لبيروت في 19 حزيران الفائت.
باشر الرؤساء الثلاثة إعداد التصور المتصل بمعالجة سلاح "حزب الله" في كل لبنان تحضيرًا لموقف يصدر عن مجلس الوزراء لاحقًا لملاقاة الزيارة المقبلة لتوم براك إلى لبنان في الأسبوع الأول من تموز. وكان لافتًا ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من البيت الأبيض قائلا: «سنحاول تصويب الأمور في لبنان».
عادت الحرارة إلى الملفات الداخلية، بعد انحسار الحرب السريعة بين إسرائيل وإيران، ولاحقًا بين الولايات المتحدة وإيران، وبعدما ضبط ترامب هذه الحرب وأعلن وقف إطلاق النار، جاءت محادثات رئيس الحكومة نواف سلام في قطر، وكان اللقاء - الحدث في بعبدا بين الرئيس جوزاف عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
دخلت أمس الحرب بين إيران من جهة وبين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من جهة ثانية مرحلة غير مسبوقة، بعدما تساقطت الصواريخ الباليستية الإيرانية على قاعدة العديد الأميركية في قطر، ما أحدث تداعيات واسعة النطاق في المنطقة والعالم وإدانات عربية واسعة انضم إليها لبنان.
علمت «نداء الوطن» أن البيان الذي أصدره الرئيس جوزاف عون صباح أمس، بعد الضربة الأميركية، تتابع بسلسلة اتصالات داخلية وخارجية، وتركزت الاتصالات مع الأميركيين، بشكل خاص، على تحييد لبنان عن الحرب والالتزام بالحياد، كما تتابعت الاتصالات مع الفرنسيين والأمم المتحدة.
عاد لبنان أمس إلى مربع القلق الذي عاشه في الأعوام الأخيرة. وظهرت هشاشة الأوضاع الداخلية في ضوء ما صرّح به الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم من أن "الحزب" لن يقف على الحياد حيال ما تتعرض له إيران. وانتقل هذا القلق إلى جلسة مجلس الوزراء.
فيما تستعر عملية «الأسد الصاعد»، وتتجه الحرب بين إسرائيل وإيران صوب منحى الاستنزاف ما لم تتدخل الولايات المتحدة الأميركية، تبقى بيروت مرآة دقيقة لمزاج الإقليم وتقاطع ضغوطه، وفي هذا السياق جاءت زيارة السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك إلى بيروت.