مايا الخوري

كريستين شويري: دراما المنصات حسّنت النوعية وأزهرت المنافسة

8 تشرين الأول 2022

02 : 01

كواليس "العين بالعين" مع سيرين ورندا

أطلّت الممثلة كريستين شويري في مسلسليـن درامييـــن "عنبر 6" و"العين بالعين" اللذين عرضا عبر منصة "شاهد". وهي تستعد لتصوير فيلم قصير جديد يُضاف إلى ما صوّرته سابقاً في هذا الإطار، فضلاً عن إنتهائها من تصوير الجزء الثاني من "عنبر 6". عن أعمالها وشخصياتها والإنتاج الدرامي تحدثت إلى "نداء الوطن".



طرح مسلسل "العين بالعين" قضايا لبنانية مثل الفساد في إدارات الدولة وسوء استخدام السلطة وإسكات صوت الصحافة وتلفيق الملفات، فهل إستطاع تحقيق رسالته؟

طالما رأى الجمهور أوجه الشبه بين هذا المسلسل وما نعيشه في لبنان، يعني أننا حققنا المطلوب في شكل أو بآخر. ثمة تشابه ما بين طروحاته وواقعنا، وهو من الأعمال الدرامية النادرة التي تكتفي بممثلين لبنانيين لتتحدث عن قضايا تشبه مجتمعنا، لذلك حقق برأيي الرسالة المتوخاة منه.

شخصية "رندا" متناقضة، فهي من جهة ابنة الوزير المدللة، ومن جهة أخرى زوجة قويّة تبحث عن أسباب اغتيال زوجها الخائن. كيف تصفين تركيبة هذه الشخصية؟

لكل إنسان تناقضاته في الحياة، هناك الجانب الجيّد من جهة، والجانب المكتسب من التربية من جهة أخرى. عاشت "رندا" في كنف عائلة تتمتع بالسلطة والمال لكنها أحبّت زوجها المتواضع وواجهت والدها من أجله، الذي عارض هذا الإرتباط سعياً إلى تزويجها بمن يزيده نفوذاً ومالاً. لذا نلاحظ أن علاقتها بوالدها متأرجحة خصوصاً عندما تواجهه بملفات الفساد، كما دفعها حبّها لزوجها إلى أن تكون قوية بوجه عائلتها.

أما لجهة تركيب الشخصية، فأنا لا أتصرف بطريقة تقنية وأكاديمية، بل أشعر بالدور الذي أقرأه لأفهمه، واضعة نفسي مكان الشخصية. كما أسترجع ذكريات ممكن أن تشبهها أو قريبة منها، بهدف تركيبها. لذا، إن لم أفهم النص وأشعر به وأستوعب تلك المرأة التي أؤدي دورها، لا أقبل الدور.

إرتكز المسلسل على مجموعة كبيرة من النجوم، لا على ثنائية رامي عياش وسيرين عبد النور، فما انعكاس ذلك على نوعية العمل؟

لا مانع في توافر مسلسلات مبنيّة على الثنائيات، إنما في حال المسلسلات الطويلة الممتدة على مواسم وأجزاء كما هو رائج حالياً ومتّبع عالمياً، لا يمكن الإكتفاء بسرد قصة شخصيتين، بل من الضروري توافر شخصيات عدّة وحبكات متشعبة وقصصٍ مختلفة، ومواضيع متنوّعة تجذب المشاهد لئلا يصاب بالملل.

أما مشاركة النجوم في عمل واحد، فهذا يُغنيه ويكسبه مصداقية حيث يتحمّس الجمهور على مشاهدتهم لمتابعة تطوّر أحداث مختلف الشخصيات.

تعاونت مع المخرجة رندا علم في مسلسل "حادث قلب" أيضاً وهو مختلف جداً عن "العين بالعين" ما ميزة إطارها الدرامي؟

كونها إمرأة، نفهم كثيراً على بعضنا البعض. وهي ممثلة أيضاً، لذا تعلم جيداً إحساس الممثل فتشعر به وتوجّهه نحو الإتجاه الجميل في الأداء. تتميّز بنظرة جميلة جداً في تقديم القصة الدرامية، وقد استطاعت أن تبرهن من خلال أعمالها، أنها اسم يُحسب له حساب في الإخراج مثلما كان يُحسب لها حساب في التمثيل.

إنتقدت مواضيع الدراما سابقاً لكونها منفصمة عن الواقع، فهل حققنا تقدّماً في هذا الإطار؟

لقد حققنا تقدماً كبيراً في هذا الإطار، أتمنى أن يستمر. لطالما إنتقدتها شخصياً معتبرة أنها لا تشبهنا ولا تحكي عن مواضيع تمسّ بنا. إنما تحقق تنوّعاً حالياً في المواضيع وهذا أمر جيّد ومفيد للمستقبل لأنه يجب معالجة هذه القصص، كما المطلوب أن تحكي الدراما عن المجتمع.



عرض "العين بالعين" و"عنبر 6" على منصة "شاهد" كعرض أوّل، ما انعكاس دراما المنصات على انتشار الفنانين مخرجين وممثلين؟

إستفدنا كمخرجين وممثلين وفنانين من دراما المنصات على صعيد ضخامة الإنتاج، لأن من شأن ذلك أن ينعكس على نوعيّة الدراما وبطبيعة الحال على الممثل. كما استفدنا على صعيد الإنتشار، فعلى رغم إنتشار المحطات المحلية في الخارج إنما قدراتها الإنتاجية لا تزال محدودة، لذا مجرّد دخول الدراما إلى عالم المنصات الواسع والمنتشر عالمياً تحسّنت النوعية وإزدهرت المنافسة بفضل توافر عدد كبير من المسلسلات، وهذه منافسة إيجابية تدفع باتجاه تقديم أعمال تحقق النجاح ونسبة مشاهدين مرتفعة.



ملصق المسلسل




"فاطمة" إمرأة معنّفة في بيتها ومُعنِّفة مع السجينات، ما الرسالة التي تحملها وهل من المفترض أن تحمل الشخصيات النسائية دائماً قضايا تعنى بحقوق المرأة؟

يجب ألا يقتصر هذا الأمر على الشخصيات النسائية، بل أن تحمل كل شخصية فنيّة رسالة معيّنة إيجابية أو سلبية، فلا تأتي كالحشو في المسلسل، من دون نكهة أو لون. تختبر "فاطمة" في منزلها، معاناةً شبيهة بما عاشته السجينات، فتوجّه من خلال قساوتها رسالة بأنها، وعلى رغم معاناتها، لم تبلغ مرحلة الجريمة أسوة بهنّ. وتشعر "فاطمة" في الوقت نفسه بالمرارة من وضعها، ومن كونها تعيش هذه المآسي من دون القدرة على فعل أي شيء لتغيير الواقع، لذا نشهد في نهاية الجزء الأول إنتفاضتها على زوجها وعلى حالها وكيف ضربته بالمقلاة.

وفق إحصاء الجمعيات، ثمة ارتفاع في نسبة العنف المنزلي، هل يمكن لدور درامي تلفزيوني أن يُحدث تغييراً في الواقع؟

أحدٌ لا يستطيع أن يحل مكان المرأة المعنّفة، فهي تضع نفسها في قوقعة ذاتية من دون القدرة على مواكبة ما يحصل خارج عالمها، كونها معنّفة نفسياً أولاً، وبسبب الخوف والخجل وعدم قدرتها على التصرف، تعيش نوعاً من الشلل الفكري والشعوري، بسبب عدم قدرتها على مواجهة مجتمع كامل، وفضح نفسها نوعاً ما. فضلاً عن خجلها من نفسها على اعتبار أنها لم تعرف كيفية التصرف حتى وصلت إلى هذا الواقع من دون تحريك ساكن، وأعزو ذلك إلى التربية التي نشأت عليها.



ما علاقة التربية في هذا الإطار؟

لم تمنح المرأة الكلمة المفتاح بأنها مساوية للرجل، كما لم يُمنح الرجل التربية الصحيحة التي تدفعه إلى التفكير بأنه لا يحق له التسلّط على المرأة أو التعدّي عليها وبأنها مساوية له في الفكر والوظائف. علماً بأن هذه المشكلات ليست حكراً على العالم العربي بل تنسحب على دول العالم أيضاً. نحتاج إلى تغيير نظرة المرأة إلى نفسها وثقتها بذاتها وبقدراتها، وأن تعلم بأن الخجل يقتلها، لذا يجب أن تجاهر بما تعاني منه بغضّ النظر عن نظرة الناس إليها. أدعو إلى المساواة الصحيحة والتكامل في الرسالة وأن يختار كل إنسان نمط العيش الذي يرتاح إليه فلا تقوم منافسة بين الرجل والمرأة، بل يعيش كل منهما دوره الطبيعي بحرية منفذاً تطلعاته وقناعاته وأفكاره.

يستفزّني السياسي مثلاً الذي يتوجّه إلى الإعلامية المحاورة بعبارات مثل "حياتي" و"عيني" و"حبيبتي"، برأيي يجب أن تضع له حدّاً لأنها تقوم بوظيفتها وبالتالي يجب التعامل معها بجديّة.

نوّعت في الأفلام الطويلة والقصيرة والمسلسلات، أين حققت الرضى الذاتي ومتى حققت الرضى المهني؟

أبحث في كل عمل عمّا يرويني كممثلة وكشخص في المطلق. تتميّز أدوار الأفلام القصيرة بالجرأة وبوضعي أمام إختبارات نفسية، فضلاً عن أنها تتميّز بالحرية أكثر، فلا تستوجب إرضاء الجمهور أو أي جهة منتجة، فأتسلى كثيراً بتصويرها.

شاركت الشهر الفائت في لجنة تحكيم مهرجان "ريف" أيام سينمائية وبيئية الذي أقيم في القبيات، ما ميزته؟

إنه مهرجان مهمّ جداً، وقد تفاجأت بنوعيته وإستمتعت كثيراً في جولتنا في مناطق الشمال. كما استمتعت بالندوات التي نُظمت وبالأفلام التي عُرضت والمشاوير في الغابات فاكتشفنا جمال هذا الوطن ومميزاته في مقابل أناس لا يحسبون له حساباً ولا يكترثون له بل ويدمّرونه. إكتشفنا غابات "العزر" المهمة جداً للبنان وللعالم بسبب مميّزاتها، فاستفزّني وضع مقاعد فيها للتنزه فيما يجب أن تكون محمية. متى يفهم الناس أن ليس كل شيء مسخرّاً لهم ولرغباتهم.


MISS 3