جوزيفين حبشي

أنتم أمل الدراما يا ممثّلي لبنان

1 نيسان 2024

18 : 58

من أين ابدأ؟ من الفخر أو الاعتزاز أو القلب الذي يكبر كثيرا ويخفق كثيرا كثيرا وأنا أتابع اداء معظم نجوم مسلسل " عَ أمل"؟ لن اتوقف عند المسلسل، ولا عند قصة ندين جابر ولا اخراج رامي حنا ولا انتاج ايغل فيلمز ولا بطولة ماغي بو غصن، فقد سبق ان رفعت لهم القبعة كلهم.



الفخر والاعتزاز اليوم، والانبهار والقلب الذي يكبر ويكبر ويكبر عند رؤيتهم، هو لسائر نجوم المسلسل. نعم كلهم " نجوم"، من كبيرهم الى صغيرهم، من بطلهم الى صاحب اصغر دور مساند فيهم، كلهم نجوم، ويستحقون التصفيق والتقدير والافتخار الكبير.


مِن مَن ابدأ، وكلهم اوائل؟ من أين أبدأ مع ممثلين لبنانيين، مبدعين، مقنعين، حقيقيين باداءاتهم, لا "يؤاوڤرون" رغم حديّة بعض الشخصيات، وبعض الشوائب بسبب اللهجة القروية الضائعة بين الجنوبية والشمالية والبيروتية.


سأبدا من النساء طبعاً، (حتى لو مش ع ذوق سيف هالتبليشة)، وطبعاً مع نوال كامل، الرائعة بطبيعيتها وتلقائيتها وعفويتها وكأن لا كاميرا امامها ولا نص مكتوب.


وليكتمل سحر مشاهدها، تمتلك نوال ذلك الاحساس العالي والتجاعيد الجميلة الشاهدة على عمر من محطات الضحك والدموع، الفرح والحزن، الانتصار والانكسار ، الوجع والرضى.


كارول عبود، وآخ من كارول عبود وآه على كارول عبود التي تنومنا مغنطيسيا بادائها، وتجعلنا ننسى أي شخصية قدمتها سابقا، وكسّرت الارض بها، ( سارية مثلا)، خصوصا انها تقدم في "ع امل" نقيضها تماما، فنصفق لوجعها وحرمانها وصمتها وكتمانها وحنانه. دور ضحى، لدي أحساس انها أصرت عليه وليس على دور صفاء الذي يحمل بعضا من شقاوة سارية وطرافتها، لأنها ممثلة حقيقية، تسعى وراء التنوّع، ولا يهمّها أن تُعلّب داخل اطار محدد المعالم، حتى ولو نجحت كثيرا فيه.


أما السا زغيب، فشكراً من القلب لمن اقترح اسناد دور صفاء لها، هي التي لطالما تم سجنها في ادوار درامية بحتة، وراء قصبان المرأة الطيبة والمسالمة والمأكول حقها. للمرة الاولى اشاهد السا في دور يحمل داخل طيات قهره ووجعه وانكساره، تدرّجات واضحة من الشقاوة والطرافة والفكاهة، ع امل الا تكون المرة الاخيرة، خصوصا انها برعت بتلونتاتها وتنقلاتها وتعابيرها التي اصبحت "تراند" تماما كسارية في "للموت".


نصل الى سيرينا الشامي التي تتألق بدورها بأداء دور رهف، وهو خلاصة الخلاصة من حيث الرقة والطيبة والطاعة والتواطؤ من أجل غيرها، لا من اجلها هي ، وريان حركة التي تتقمص الحالة والشخصية والخلفية مهما كانت، وكأنها بها ولدت.


جوي حلاق ومابيل طوق حضور لطيف ليس أكثر حتى الان.


أما ختامها النسائي فهي ال” بون بونة" ماريلين نعمان، الشهيّة المذاق صوتا وصورة واداء وطبيعية، التي تذوب ذوباناً لا نشعر به الا وقد تحوّل نكهة تلتصق بحواسنا، نشمّها كعطر ناعم سلس يرفض ان يبارح ذاكرتنا. ماريلين نعمان نجمة كبيرة بادائها السلس وصوتها الشبيه بمن يتذوّق حبة "بون بون"، رغم صغر سنها، والايام التي هي أمامها ستثبت ذلك.



وقبل الانتقال الى رجال آل حلم وعلى رأسهم الكابوسين سيف ( عمار شلق الرائع والمريع) وعقيل ( حسن حمدان صاحب الاداء المقنع دائما)، نقطة اقل من وسط للتركيبة الشكلية لشخصية زلفا زوجة سيف الثالثة، فالمظهر الخارجي والشعر والازياء لا توحي أبداً انها ابنة قرية كفرحلم، وحتى الان لا نعلم من اين هبطت على عائلة من المفروض انها جدا محافظة ولا تأخذ عادة الا من بعضها.


وبالعودة الى رجال السلسلة، انحني اولا امام قامة وقيمة مثل نقولا دانيال، وسأبدأ مع بديع البديع. صفة البديع تختصر كل ما يمكن ان اشرحه طويلا حول امكاناته في التلوّن والذوبان في الحالات العديدة لشخصيته. و…كم هو مقنع بدور العاشق… كثيراً. هل يمثل؟؟؟ اتساءل كلما اراه عاشقاً، ويساورني الشك، ولكن طبعاً ليس بموهبته.


عمار شلق، السيف المسلّط على أعناق نساء عائلته، كنت دائماً اظن ان بنيته الجسدية وملامحه هي التي تساعده على تقمّص دور رجل ذكوري متمسك بالعادات والتقاليد بسهولة، ولكن الدور الذي جعلني اغرم به وبطيبته وحنانه وولهه وغرامه هو دور نسيم الطبيب في مسلسل "انتي مين"، ومن يومها وأنا أبصم له بالعَشَرة على الطواعية في تقمص اكثر الشخصيات جموداً وقساوة حيناً، واكثرها ثعلبة وحربقة حيناً، وأكثرها رقة وحناناً وذوباناً في العشق احياناً أخرى.


رؤية ممثلين امثال ايلي متري وطلال الجردي يدفعني دائما للتساؤل كيف يمكن الا تكتب لهم ادوار بطولة مطلقة بطلب من المنتجين؟ كيف يمكن التطنيش عن هكذا قدرات؟؟؟ كيف؟



و… كيف لا نصفق كلنا لممثلين لبنانيين، يُكَبِّرون القلب بأدائهم، ويرفعون الرأس بموهبتهم، عَ أمل أن يتمكن الممثل اللبناني من دحرجة الحجر الذي يدفن طاقاته، فتكون القيامة من حالة الموت السريري، قريبة.





MISS 3