مايا الخوري

رندلى قديح: أصوّر المرأة قوية وذكية وأكره من يسيء إلى صورتها

13 تشرين الأول 2022

02 : 01

قدّمت الممثلة والمخرجة رندلى قديح في الفترة الأخيرة عدداً كبيراً من الأغاني المصوّرة كما تنشغل بالتحضير لعدد من المشاريع المتنوّعة بين الدراما والبرامج في لبنان وبغداد. قديح التي تميّزت بالرقيّ والإبتكار والتدقيق في تفاصيل أعمالها، تعترف بأنها تعتبر كل كليب بمثابة فيلم قصير بما يقتضيـه إعــداده من متابعــة ودقّــة. عن أعمالها ومشاريعها تحدثت قديح إلى "نداء الوطن".

طغت على أعمالك الأخيرة أجواء الصيف والسياحة في الطبيعة، أي مواقع إعتمدت للتصوير؟

صوّرت غالبية الكليبات في لبنان وبعضاً منها في تركيا وفرنسا، وأنا أنوّع في المواقع وفق طبيعة الأغنية ونوعها ورغبة الفنان في التصوير الخارجي.

ما الذي يحكم إختيار المواقع؟

تفرض فكرة الأغنية ونوعها الموقع. إذا كانت بحاجة إلى مشاهد إستعراضية وديكور، نختار الاستوديو. وإذا رغب الفنان في التصوير الخارجي، نتجه إلى الطبيعة. أما القادم إلى لبنان، فنختار له الطبيعة والعكس صحيح، عندما يقرر الفنان اللبناني التصوير في الخارج، نبحث عن المناظر الطبيعية الخلّابة. من جهة أخرى، نأخذ في الإعتبار موسم الأغنية، اي إذا كانت ستُعرض في الصيف مثلاً فنتجه إلى التصوير الخارجي أو في الشتاء فنتابع أدقّ التفاصيل المتعلّقة بالأجواء من ديكور ولباس وغيرها في الاستوديو.

تتابعين بدقّة فائقة التفاصيل، ما أهميّتها على صعيد تمايز الكليب؟

متابعة هذه التفاصيل بدقّة متعبة وصعبة، لكنّها أساسية لأنه يجب تقديم عملٍ لا يشبه ما سبقه، ولا يتشابه مع كليب أي فنانٍ آخر. إذا تعاونت مع الفنان نفسه مراراً أنتبه إلى تلك التفاصيل لئلا نقع في التكرار. يجب إبتكار كليب جديد على صعيد الصورة والفكرة والمضمون واللباس آخذين في الإعتبار جوّ الأغنية، أي إذا كان يعكس فرحاً أو حزناً لإضفاء أسلوب خاص بالفنان لا يشبه أي عمل آخر.

أي تحدٍّ هو الأكبر، التعاون الأول أو المتكرر مع الفنان نفسه؟

عندما أتعاون مع الفنان للمرة الأولى، يتمحور التّحدي حول تقديمه بصورة جميلة تشجّعه على الإستمرار معاً. أمّا عند تجديد التعاون، فيتمحور التّحدي حول تقديم الكليب الثاني والكليب الثالث بإطار مختلف كلياً.

تتمتّعين بغزارة إنتاجية ونوعيّة عالية، إلامَ تعزين ذلك؟

من الطبيعي توافر الثقافة وسعة الإطلاع بما يحصل حولنا، فضلاً عن النضج والإستراتيجية في العمل، وتطوّري الذاتي كامرأة، كيف أشعر وأفكّر وكيف أنظر إلى الأمور. إلى ذلك، أستند إلى الإحساس أولاً في التصوير، بمعنى أن كثيرين قد صوّروا الحبّ والفراق والخيانة والصداقة والموت، لكنني أقدّم هذه المواضيع بطريقة جديدة مختلفة غير مستنسخة أو شبيهة بعمل الآخرين خصوصاً في عصر "السوشيل ميديا".

من الطبيعي وجود توارد أفكار بين المخرجين أو تأثّر بعضهم بمشهدية معيّنة مرّت في فيلم أو كليب، كيف تتعاملين مع ذلك؟

من الطبيعي حصول توارد أفكار، إنما لكل منا لغته الخاصة وعينه الإخراجية المتمايزة من الآخر. كوني ممثلة ربما يساهم ذلك في قدرتي على دفع الفنان نحو التمثيل قدر الإمكان، وعندما أصوّر العلاقة الثنائية بين الرجل والمرأة أستند إلى خبراتي الحياتية وآرائي الخاصة في هذا الإطار. إلى ذلك، كنت من أوائل الذين اعتمدوا الألوان في الديكور والثياب المبتكرة والأحذية الغريبة، مقدّمة أشكالاً جديدة، بإشراف شقيقي علي قديح "art director"، إنتقدها بعضهم في البداية وسرعان ما اعتمدوها هم أنفسهم. أركّز على أدقّ التفاصيل، لأنني أعتبرها مهمّة جداً في الكليب، الذي هو بمثابة فيلمٍ قصيرٍ، أصعب من المسلسل والفيلم الطويل، نبتكره من الصفر بهدف تقديم عمل فنّي، في 4 دقائق.

هل من مشاريع في إطار التمثيل والإخراج السينمائي والدرامي؟

لدي عدد من المشاريع المختلفة في لبنان وبغداد أعلن عنها في حينه، من بينها مسلسل وبرامج.

تتعاونين بوفرة مع الفنانين العراقيين، ما السبب؟

ثمة محبة متبادلة بيني وبين العراق، حيث أتعاون مع نجومٍ أقدّم لهم الأعمال الجميلة والراقية التي تلقى ترحيباً كبيراً في المجتمع العربي.

منحت المنصات الرقمية الفرصة لفنانين صاعدين، ممثلين ومخرجين وكتّاب، فما أهمية ذلك في إضفاء تنوّع معيّن في الوسط الفني؟

إعتمدت "نيتفلكس" هذا الأسلوب منذ مدّة حيث تعاونت مع وجوه جديدة في أوروبا وإسبانيا وأميركا حققوا نجاحاً كبيراً. وهكذا، يُفترض أن تتعاون المنصات العربية مع خريّجين جدد بهدف منحهم الفرص ودفعهم للإنطلاق.

إنطلاقاً من نجاحك المهني ومسيرتك المشرقة، أي صورة تسعين إلى تقديمها عن المرأة في أعمالك؟

أقدّم الأعمال التي تشبهني وتشبه شخصيتي، والتي تبقى في إطار الإحترام واللباقة لا الإبتذال. حققت المرأة مكانتها ووجودها في لبنان والعالم العربي، وبات لديها حضورها وأهميتها، لذلك أكره المرأة التي تعكس صورة بشعة عنها، لأنها مسيئة إلى صورة النساء كلّهن جُمع. يمكن أن تتمتع بكامل الأنوثة، من دون أن تكون مبتذلة في اللباس والشكل. أصوّرها قوية وذكية ومحترمة دائماً، ما يقرّبني أكثر من الجمهور الذي يتابعني، والذي يتقبّل بسهولة أكثر الصورة والفكرة التي أقدّم.

نشهد ثورة في عالم التكنولوجيا والتقنيات البصرية والسمعية، كيف تستفيدين من ذلك؟

تحقّق تطوّر كبير في عالم التكنولوجيا حيث أصبح بالإمكان التصوير والتوليف عبر الهاتف مثلاً. يمكن الإعتماد على التقنيات الحديثة، كما يمكن الإلتزام بالبساطة وتقديم الصورة الجميلة والإتكال على الإحساس، فإذا قدّم المخرج مضموناً خرافياً بأسلوب متطوّر من دون الإعتماد على الإحساس فلن يتمكن من خرق مشاعر المشاهد. إن الدخول إلى عالم التقنيات التكنولوجية الحديثة ليس سهلاً بطبيعة الحال ويحتاج إلى اطلاع دائم ومتابعة.

تنتجين أعمالك أحياناً بنفسك، فكيف توّفقين ما بين الإنتاج والإخراج؟

على رغم أن إنتاجي لأعمالي يحرّرني نوعاً ما على صعيد الأفكار وأسلوب التنفيذ، إنما من الصعب التوفيق ما بين رغباتي كمخرجة وبين ضرورة التوفير كمنتجة، لذا أحاول الموازنة دائماً ما بين الإثنين.


MISS 3