الأسبرين: مفيد أم مضرّ بعد سرطان الثدي؟

11 : 09

كشفت دراسات كثيرة أن خطر الإصابة بسرطان الثدي قد يتراجع لدى المرأة التي تأخذ الأسبرين. لكن كيف يؤثر هذا الدواء الشائع على صحة المرأة التي تتلقى أصلاً علاجاً للمرض؟

يدخل الأسبرين في خانة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ويحتفظ به الكثيرون في خزائن أدويتهم المنزلية.

بشكل عام، يستعمل الناس الأسبرين لمعالجة الصداع أو أعراض الزكام الخفيف والإنفلونزا. لكن أثبتت الأبحاث أن هذا الدواء يترافق أيضاً مع منافع أخرى، منها منع تخثر الدم، وبالتالي تراجع مخاطر الجلطات الدماغية.كذلك، ذكرت الأبحاث السابقة في مجلة "ميديكل نيوز توداي" أن الأسبرين قد يخفف خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 20%، حتى أنه يسهم في معالجة السرطان بعد نشوئه، بما في ذلك سرطان الثدي.لكن تبقى الأدلة التي تثبت تأثير الأسبرين على سرطان الثدي مختلطة، وفق أحدث بحث أجرته جامعة "نورث كارولينا"، في كلية "غيلينغز" للصحة العامة العالمية في "تشابل هيل".

نُشِر تقرير عن الدراسة الجديدة في مجلة "السرطان"، وذكر فيه الباحثون أن الآليات البيولوجية الكامنة والنتائج الوبائية لاستعمال الأسبرين وارتباطه بمسار المرض وحالات الوفاة بعد سرطان الثدي تبقى محدودة وغير متماسكة.

صحيح أن الأسبرين يسهم في الحفاظ على الصحة رغم سرطان الثدي في بعض الحالات، لكنه قد يرتبط بنتائج أقل إيجابية في حالات أخرى. ما هي الفئات التي تستفيد من الأسبرين إذاً ولماذا؟

التفاعل مع الحمض النووي أساسي

تقول المشرفة الأولى على الدراسة، تنغتنغ وانغ: "الالتهاب المزمن عامل أساسي لنشوء أمراض سرطانية متعددة، بما في ذلك سرطان الثدي. ويتمتع دواء الأسبرين الشائع بخصائص مضادة للالتهاب. تكشف أدلة محورية في التجارب المخبرية والدراسات السكانية أن أخذ الأسبرين قد يُخفّض احتمال التعرض لسرطان الثدي".

أراد العلماء أن يعرفوا تحديداً ما إذا كان استعمال الأسبرين قبل تشخيص سرطان الثدي يؤثر على مَثْيَلة الحمض النووي في 13 جينة مرتبطة بآليات ذلك السرطان، ما ينعكس على نتائج العلاج. تشير مثيلة الحمض النووي إلى المسار الذي يسمح بتشغيل جزيئاته وتعطيلها عبر تفاعلات كيماوية تتوقف على عوامل خارجية. قد تُغيّر هذه العملية النشاط الجيني، ما يؤدي على الأرجح إلى مشاكل صحية متنوعة، بما في ذلك السرطان.

حللت تنغتنغ وانغ وفريقها بيانات 1266 امرأة مصابة بسرطان الثدي بعد تسجّلهن في "دراسة لونغ آيلند لسرطان الثدي".

رصد الباحثون زيادة بنسبة 67% في حالات الوفاة لمختلف الأسباب بعد العلاج لدى المرأة التي أخذت الأسبرين مرة أسبوعياً على الأقل، طوال 6 أسابيع، قبل تشخيص سرطان الثدي، علماً أن جينةBRCA1 التي تعزز الأورام السرطانية خاضت عملية المثيلة لديها.

في الوقت نفسه، تراجعت حالات الوفاة المرتبطة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 22 و40% عند غياب المثيلة في جينتَي BRCA1 و PR والامتناع عن أخذ الأسبرين في الفترة التي سبقت تشخيص المرض.

تكشف النتائج عن وجود رابط بين درجة المثيلة في جينات محددة واحتمال ربط الأسبرين بنتائج إيجابية متفاوتة بعد تشخيص سرطان الثدي.مع ذلك، تحذر وانغ وفريقها أي امرأة معرّضة لسرطان الثدي من بدء استعمال الأسبرين فجأةً أو تعديل الأدوية التي تأخذها من دون استشارة الطبيب أولاً.

في ما يخص البحث الأخير الذي يستكشف الروابط بين استعمال الأسبرين ونتائج السرطان، يظن الباحثون أن الطريق لا يزال طويلاً قبل فهم العلاقات المعقدة والآليات الكامنة بالتفصيل.

تضيف وانغ: "يجب أن تشمل الأبحاث المستقبلية المُصمَّمة لتكرار نتائجنا عينات أكبر حجماً لتحليل أنماط استعمال الأسبرين، ومجموعة واسعة من الجينات لاستكشاف أثر الاستعداد الوراثي لاختلال التوازن الجيني الشامل على فرص النجاة بعد تشخيص سرطان الثدي".


MISS 3