الصوم المتقطع لتخفيف متلازمة الأيض!

12 : 55

يصعب أن يحدد المصابون بمتلازمة الأيض أسلوب الحياة الذي يناسبهم أو تغيرات الوزن التي تفيدهم. كشفت دراسة جديدة الآن أن الأكل خلال فترة زمنية محصورة قد يحل هذه المشكلة!

تشير متلازمة الأيض إلى عدد من عوامل الخطر المُسببة لحالات حادة مثل السكري وأمراض القلب والجلطات الدماغية. قد تشمل تلك العوامل البدانة وارتفاع ضغط الدم وغيرهما.

هذه المشكلة ليست بسيطة، إذ يتعرض لها ثلث الراشدين تقريباً. كما أنها تصيب حوالى 50% من الناس في عمر الستين وما فوق. تُعتبر البدانة بدورها ظاهرة شائعة وتصيب حوالى 39.8% من الراشدين وتبدو على ارتباط وثيق بمتلازمة الأيض.

يمكن اعتبار تشخيص متلازمة الأيض فرصة مهمة لتعديل أسلوب الحياة قبل نشوء مشاكل مثل السكري. لكن لا يكون إحداث التغيرات اللازمة لتحسين الوضع الصحي على المدى الطويل مساراً سهلاً دوماً. تتعدد التعديلات المحتملة، منها فقدان الوزن، والتحكم بالضغط النفسي، وتكثيف حركة الجسم قدر الإمكان، والإقلاع عن التدخين.

حللــــــت الدراسة الجديدة للمرة الأولى الأكل المحصــور زمنياً أو الصـوم المتقطع لفقدــان الوزن والسـيطرة على سكر الدم وضغط الدم لدى المصابين بمتلازمة الأيض.نُشِرت نتائج الدراسة في مجلة "أيض الخلية"، وهي منفصلة عن الدراسات السابقة التي حللت منافع الصوم المتقطع وفقدان الوزن لدى الفئران وأشخاص أصحاء.

تقول المشرفة على الدراسة، بام توب، من كلية سان دييغو الطبية في جامعة كاليفورنيا: "غالباً ما يُطلَب من المصابين بمتلازمة الأيض أو مرحلة ما قبل السكري أن يعدّلوا أسلوب حياتهم منعاً لتطور عوامل الخطر المُسبّبة للأمراض. يواجه هؤلاء الأشخاص مرحلة مفصلية، حيث يستطيعون عَكْس مسار مرضهم. لكن يصعب تطبيق جزء كبير من تلك التعديلات. لاحظنا أن المصابين بمتلازمة الأيض يعجزون أحياناً عن وضع استراتيجيات سهلة التنفيذ لتغيير أسلوب حياتهم".

كان الباحثون يعرفون أن الصوم المتقطع يسهم في معالجة متلازمة الأيض وعكس مسارها لدى الفئران حين قرروا اختبار هذه النتائج خلال تجربة عيادية.تمكّن المشاركون من تناول ما يريدونه في أي وقت يختارونه، ضمن إطار 10 ساعات.

من الناحية الإيجابية، إستطاع 19 مشاركاً مصاباً بمتلازمة الأيض تحديد كمية الطعام وتوقيت الأكل بأنفسهم، طالما يحصرون الأكل بمدة عشر ساعات أو أقل.

كانت مدة العشر ساعات فاعلة مع الفئران ومنحت البشر فسحة كافية يسهل الالتزام بها على المدى الطويل. توضح توب لمجلة "ميديكل نيوز توداي": "إستطاع المشاركون في الدراسة أن يسيطروا على فسحة الأكل المتاحة لهم. فحددوا فترة العشر ساعات التــي تناسبهم لاستهلاك السعرات الحرارية. وكانوا يستطيعون أيضاً تعديل تلك الفسحة بمعدل ساعتين بناءً على جدولهم. في المحصلة، شعر المشاركون بأنهم قادرون على الالتزام بهذه المقاربة. نحن لم نحدد حجم السعرات التي يستطيعون استهلاكها خلال تلك المدة". كان معظم المشاركين بدينين وأخذ 84% منهم دواءً واحداً على الأقل، مثل خافضات الضغط أو الستاتين.ترتبط متلازمة الأيض بثلاثة من الحالات التالية على الأقل: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستوى سكر الدم على الريق، ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية، تراجع معدلات البروتين الدهني عالي الكثافة أو الكولسترول الجيد، البدانة في منطقة البطن.

تضيف توب: "حين بدأ المشاركون يلتزمون بفسحة الأكل المحددة، شعروا بالراحة واكتسبوا طاقة إضافية وتحسّن نومهم. سرعان ما تشجعوا على متابعة الالتزام بمدة العشر ساعات".

كان جميع المشاركين تقريباً يتناولون الفطور في وقت متأخر (بعد ساعتين من استيقاظهم) والعشاء في وقت مبكر (قبل ثلاث ساعات من موعد النوم).امتدت الدراسة على ثلاثة أشهر وسجّل المشاركون خلالها تراجعاً بنسبة 3% في وزنهم ومؤشر كتلة الجسم، وخسروا أيضاً 3% من دهون البطن. هذه النتائج الإيجابية كلها تسهم في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.على صعيد آخر، سجّل عدد من المشاركين تراجعاً في ضغط الدم ومستوى الكولسترول وتحسناً في معدل الغلوكوز على الريق. كما أنهم اكتسبوا طاقة إضافية واعترف 70% منهم بزيادة مدة نومهم أو تحسّن نوعيته.

كذلك، اعتبر المشاركون هذه الخطة سهلة التطبيق مقارنةً باحتساب السعرات الحرارية أو ممارسة التمارين الجسدية، وتابع أكثر من الثلثين الالتزام بها طوال سنة تقريباً بعد انتهاء الدراسة.

أخيراً، توصي توب كل من يريد تجربة مقاربة الصوم المتقطع باستشارة طبيبه أولاً، لا سيما إذا كان مصاباً بمتلازمة الأيض أو يأخذ أدوية أخرى، لأن فقدان الوزن قد يتطلب تعديل الأدوية المأخوذة.