جاد حداد

Wednesday... تكملة ناجحة لسلسلة أفلام Addams Family

3 كانون الأول 2022

02 : 00

في المشاهد الأولى من مسلسل Wednesday على شبكة "نتفلكس"، وهو تكملة لسلسلة أفلامThe Addams Family (عائلة آدامز)، يتم إرسال الفتاة "وينسداي آدامز" (جينا أورتيغا) إلى مدرسة داخلية مليئة بالمنبوذين وغريبي الأطوار. أصبحت "وينسداي" الآن مراهِقة، ما يعني أن أورتيغا باتت مضطرة لإضفاء جانب إنساني معيّن على شخصيتها لتطوير قصتها على مر المسلسل الممتد على ثماني ساعات. تدخل القصة في خانة الرعب والجرائم الغامضة، لكنها تروي أيضاً قصصاً عن نضج المراهقين وتشمل حبكات مألوفة في الأعمال الدرامية التي تدور أحداثها في المدارس الثانوية.

حين تنتقم "وينسداي" من فتيان كانوا يزعجون شقيقها الصغير "باغسلي"، تُطرَد من مدرستها ويتم إرسالها إلى "أكاديمية نيفيرمور" التي تخرّجت منها والدتها "مورتيسيا" (كاثرين زيتا جونز). تتولى معلّمة صارمة ومريبة إدارة المدرسة: إنها "لاريسا ويمز" (غويندولين كريستي) التي كانت تلميذة هناك مع "مورتيسيا"، وهي تجعل الطالبة الحيوية "إينيد سينكلير" (إيما مايرز) زميلة "وينسداي" في السكن. تسألها "إينيد" عند التعرّف اليها: "هل أنتِ بخير؟ تبدين شاحبة". لو كانت النظرات تقتل، لانتهى المسلسل خلال لحظات معدودة! تزورهما الأم المسؤولة عن المهجع، الآنسة "ثورنهيل" (كريستينا ريتشي)، في المساء للتأكد من توافقهما، فتُطَمْئِنها "وينسداي" قائلة: "لقد غمرتني بحُسْن ضيافتها. أتمنى أن أعيد إليها المعروف... أثناء نومها".





تأخذها "إينيد" في جولة للتعرف على مختلف الجماعات في مدرسة "نيفيرمور" التي تشمل مصاصي دماء، ومستذئبين، وكائنات الغورغون، وحوريات بقيادة الفتاة اللئيمة "بيانكا" التي تجسّد دورها جوي سانداي بثقة مرعبة. تقدّم لها "إينيد" أيضاً نصائح للتجول في مدرستها الجديدة، وتُعرّفها على شخصيات ستصبح لاحقاً أساسية لحل الألغاز التي ستنشغل بها "وينسداي" بعد فترة قصيرة، بما في ذلك عدد من جرائم القتل في بلدة "جيريكو" المحلية والغابات المحيطة بها على يد وحشٍ لم تعد الشرطة تستطيع إنكار وجوده، ومحاولات أخرى لقتل "وينسداي" شخصياً، واحتمال أن يكون والدها "غوميز" (لويس غوزمان) قد ارتكب الجرائم في شبابه، ومعاني الرؤى التي تشاهدها "وينسداي" (إنها مشاهد من المستقبل على ما يبدو). وماذا عن الرسومات الموجودة داخل الكتب في القبو السري الذي يكشف أحداث المستقبل؟ وماذا عن الطالب الفنان "زافييه" (بيرسي هاينز وايت) الذي يستطيع إحياء صُوَره؟ حتى أن الدكتور "كينبوت" (ريكي ليندهوم)، المعالِج المسؤول عن جلسات الاستشارة النفسية التي فرضتها المحكمة على "وينسداي"، يبدو مريباً في لحظات كثيرة.

تتعلق حبكات أخرى بمشاعر الإعجاب بين المراهقين، وعدد من العلاقات الناشئة، وحفل التخرّج، ومجتمعات سرّية، ومسائل "عادية" أخرى تستحق النقاش. لكن كان صانعا العمل ألفرد غو ومايلز ميلر قد كتبا مسلسل Smallville أيضاً، ما يعني أنهما يجيدان التعامل مع عدد من الحبكات التي تتداخل مع الواقع والعالم الخارق للطبيعة. كذلك، يملك مخرج المسلسل الأساسي، تيم بورتون، خبرة واسعة في هذا النوع من الأعمال ويضفي على المسلسل النواحي الجمالية التي تناسبه.

يخسر المسلسل شيئاً من رونقه لأنه لا يخالف التوقعات في حالات كثيرة، ولأنه يقدّم نسخة أكثر تفككاً من عائلة "آدامز". لطالما كانت مظاهر الحب في هذه العائلة واتحادها ضد العالم من أكثر الجوانب الممتعة في الأفلام الأصلية، وبغض النظر عن الظروف المتبدّلة. مع ذلك، يتمتع هذا المسلسل بدرجة كافية من الذكاء والسحر والطاقة الحيوية، فتتلاشى هذه الشوائب مقارنةً بإيجابيات العمل. وعند تقييم المسلسل من وجهة نظر المراهقين والفئات الأصغر سناً التي يستهدفها، تحصد القصة علامة ممتازة في مختلف قراراتها ونهايتها المشوّقة التي تُمهّد لجزء آخر.

أخيراً، تتعلق نقطة قوة أخرى في سلسلة الأفلام الأصلية بالجاذبية التي جمعت الزوجان "آدامز" (أنجيليكا هيوستن وراول جوليا) والكيمياء القوية بينهما. كان هذا الجانب مميزاً لأنه يختلف عن العلاقة النموذجية التي تجمع الأهل، حيث يصبح الملل بديلاً عن الجمال الفائق. يتراجع مستوى العمل في المشاهد المرتبطة بهذا الثنائي بدرجة كبيرة. في مختلف اللقطات التي تجمع النسخة الجديدة من "مورتيسيا" و"غوميز"، لا مفر من الشعور بوجود نقصٍ في العلاقة وغياب أي تقدّم فيها.


MISS 3