رابطٌ بين قصر النظر والمتغيّرات الجينية والتعليم الجامعي

02 : 00

رُصِدت خمس متغيرات جينية قد تزيد خطر الإصابة بقصر النظر إذا تزامنت مع متابعة التحصيل العلمي في الجامعة. قد يسمح هذا الاكتشاف بتحديد الأولاد الأكثر عرضة لهذه المشكلة في النظر واختيار المقاربات المناسبة لمنع الحالة قبل ظهورها (عبر تمضية وقت إضافي في الخارج مثلاً).

قصر النظر حالة شائعة تُضعِف قدرة الفرد على رؤية الأجسام البعيدة. قبل إجراء هذه الدراسة، ظن الكثيرون أن العوامل الوراثية وغير الوراثية، مثل الوقت الذي نخصصه للتعليم، تؤثر على خطر الإصابة بقصر النظر. أرادت روزي كلارك وفريقها من جامعة "كارديف" البريطانية فهم طريقة تفاعل هذه العوامل وتأثيرها على ظهور المشكلة.

أجرى الباحثون دراسة للترابط الجينومي الكامل على أشخاص من أصل أوروبي، فبحثوا عن متغيرات مرتبطة بحالة معينة.

بحث العلماء في البداية عن متغيرات مرتبطة بقصر النظر لدى أكثر من 88 شخصاً راشداً وقيّموا إصابة المشاركين بمشكلة النظر استناداً إلى فحص نموذجي للعين، فرصدوا 19 متغيرة على صلة بدرجات مختلفة من قصر النظر حين تتفاعل مع عوامل بيئية معينة أو جينات أخرى.

أخيراً، حلل الباحثون هذه المتغيرات لدى أكثر من 250 ألف شخص يضعون نظارات. تقول كلارك: "بشكل عام، اخترنا أشخاصاً بدأوا يضعون النظارات قبل عمر الخامسة والعشرين كمؤشر على إصابتهم بقصر النظر". هذه الحالة هي جزء من أكثر الأسباب شيوعاً لوضع النظارات لدى الأشخاص الأصغر سناً.

كان الباحثون يهتمون تحديداً برصد رابط ثلاثي محتمل بين المتغيرات الجينية، ومستوى التعليم، وقصر النظر. لذا راجعوا سجل المشاركين المرتبط بالتعليم الجامعي. توضح كلارك: "كشفت دراسات عدة رابطاً بين التعليم وقصر النظر. غالباً ما يرتبط طول مدة التعليم بالبقاء في مساحات داخلية لفترة أطول". تذكر أبحاث أخرى أيضاً أن تمضية الوقت في الخارج قد يحول دون تطوّر قصر النظر أو يمنع تفاقمه.

تكشف نتائج الدراسة أن خمس متغيرات جينية من أصل 19 تتأثر بمستوى التعليم. إذا كنتَ تحمل هذه المتغيرات الخمس وتقصد الجامعة في الوقت نفسه، يبدو أنك ستصبح أكثر عرضة لقصر النظر.

كانت دراسة سابقة قد رصدت اثنتين من المتغيرات أثناء استكشاف قصر النظر لدى أشخاص ينحدرون من شرق آسيا. برز رابط بين جزء من المتغيرات الخمس والنظام البصري، لكن لم تتضح الآلية التي تفسر الإصابة بقصر النظر. حتى أن سبب نشوء المشكلة ليس واضحاً بالكامل.

برأي كلارك، قد لا تنطبق النتائج على أشخاص من أصل غير أوروبي. يصاب حوالى 30% من الأولاد في الغرب بقصر النظر، مقارنةً بثمانين في المئة في شرق آسيا.

لكن قد يسمح رصد هذه المتغيرات يوماً باحتساب احتمال إصابة الأولاد بقصر النظر واتخاذ الخطوات المناسبة لكل فرد. تضيف كلارك: "قد يتعلم الطفل في الخارج، أو ربما نمنح الأولاد استراحات منتظمة، أو يمضون بعض الوقت في الخارج خلال دوام المدرسة".

لكن لا يبدو إيان مورغان من الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا واثقاً من إمكانية تطبيق نتائج البحث بطريقة عملية: "هذا البحث يزيد معلوماتنا عن الموضوع، لكننا لم نتأكد بعد من قدرة التحليل الجيني على إطلاق مبادرات مفيدة للسيطرة على قصر النظر".


MISS 3