خضر حلوة

الغضب الساطع آتٍ...

16 كانون الثاني 2020

02 : 00

وهو آتٍ بحكم المؤكد وبحكم حركة تاريخ الثورات، وهو آتٍ بسبب الاستهزاء من قبل سلطة مستبدة ومستخفة وجاهلة، لما جرى عبر التاريخ، من صعود او هبوط للثورات او للتحركات والانتفاضات التي تعلو وتنخفض بحسب ردود أفعال الحكام وأهل السلطة.

اما الفرصة التي اعطيت للحكام فقد تم تفسيرها من قبلهم بسوء الفهم والادراك الى جانب عدم تغيير الاسلوب او حتى بالحد الادنى باحتواء المنتفضين الذين سيتحولون الى ثوار حقيقيين، وما نراه وما نسمعه كافٍ لفهم حركة الثورة التي بدأت بالاعتراض وتعرضت لشتى انواع الضغوط والتعديات الجسدية والمعنوية والاعلامية، لتأخذ فترة راحة ومراجعة بعد جولات عنف، ولكي تراقب أداء السياسيين عبر اعطائهم فرصة الحل، ليبدو المشهد غير مفاجئ بمدى الاستهتار او الاستهزاء او التعنت في ابقاء الحال على حاله. وهذا ما سيجعل غضب الثورة مضاعفاً وأشد مواجهة في الشوارع كلها والمناطق كلها والطوائف كلها، فقد بلغ السيل الزبى ولم يعد بالامكان تصديق أهل السلطة او أعطاؤهم فرصة اخرى لانه لا شيء تغير لديهم وكأن الحياة ما زالت وردية في الوقت الذي يشتد الظلام والظلم غير المعهود طوال ماية عام من "لبنان الكبير".

الغضب الساطع ليس فقط بآتٍ، بل ومعه ضرورة التغيير وحتميته، كذلك بنهج جديد بدأ يظهر من خلال نبذ مشاهدة اي سياسي فاسد ام غير فاسد يتابع حياته اليومية، وقد يكون هذا النهج بداية تأسيس لانشاء محاكم غير قانونية لكنها ذات شرعية شعبية تصدر قراراتها بنمط جديد، وتنفذها بأسلوب جديد بدأت ملامحه تظهر.

اما اذا اقتنع اهل السلطة بضرورة التجاوب مع المطالب التي تزداد وتتعقد يوماً بعد يوم، فربما تكون الفرصة الاخيرة لهم وللبلد الذي باتت ورقة نعيه تُطبع بعد عمر الماية.

ونخشى ما نخشاه ان يكون هدف المعرقلين هو هذا النعي او التحول من لبنان كبير الى "لبنانات "بأحجامها الصغيرة التي ترتضي ان تكون سلطةً تشبه بلدية مدينة او قرية، وليس سلطة بلد او وطن انشأه كبارٌ من التاريخ ما زلنا نعيش من انجازاتهم التي طمسها الصغار الجدد.

MISS 3