جاد حداد

Far From Home... مضيعة للوقت

24 كانون الأول 2022

02 : 01

يتطرق المسلسل النيجيري Far From Home (بعيد عن المنزل)، على شبكة "نتفلكس"، إلى الاختلافات الاجتماعية، وصراعات رسام شاب، وعواقب أسوأ القرارات التي يتخذها في حياته. تتمحور هذه القصة الدرامية حول الفتى النيجيري "إيشايا بيلو"، وهو رسام متعثر ومستعد لفعل كل ما يلزم لتحقيق حلمه بالدراسة في "معهد لندن للفنون". هو رسام لامع، لكنه لا يحظى بالتقدير الذي يستحقه، ما يعني أن بيع رسوماته لإعالة نفسه لا يكفي. لبدء الدراسة في المعهد الذي يحلم به والتحول إلى رسام عالمي، يتورط "إيشايا" مع عائلته في لعبة مرعبة وخطيرة. كيف سيحل هذه الأزمة في حياته؟

"إيشايا" رسام طموح، لكن تمنعه عوائق عدة من تحقيق حلمه. كان والده رساماً أيضاً ولطالما اتكل على الرسم لجني المال، لكنه حاول أن يبقى نزيهاً في عمله، على عكس ابنه. عندما كان يبيع إحدى رسوماته يوماً، خسر ابنه الأصغر "دودا" في حادث دراجة نارية. منذ ذلك الحين، بدأت أم "إيشايا" تكره فكرة الرسم وإدمان ابنها على الفن.

على صعيد آخر، تقابل حبيبة "إيشايا" السابقة، "أدوفي"، رجل العصابات "أوغا رامبو" وتصبح حبيبته بعد انفصالها عن "إيشايا". سرعان ما يقع "أوغا" في حبها، فتحاول أن تجد مكاناً لها في عمله. يعرض "إيشايا" المساعدة على رجل العصابات "غافرنمت" لبيع مخدراته مقابل إطلاق سراح شقيقته، فيوافق على العرض ويصبح "إيشايا" في المقابل تاجر مخدرات يتعرّض للتهديدات إذا لم يَبِع البضاعة بالشكل المناسب. خلال الفترة التي يمضيها في المدرسة، يبدأ برصد الفرص الذهبية لبيع المخدرات للأولاد الأغنياء. لكنه يصادق في الوقت نفسه الفتاة التي تعجبه، "كارمن ويلمر"، وهي ابنة حفيدة مؤسس "أكاديمية ويلمر"، لكنها تكون على علاقة مع الطالب "أطلس". يبدأ "إيشايا" العمل في تجارة المخدرات عبر حساب إلكتروني مجهول، فيبيعها للطلاب الأثرياء في المدرسة. أخيراً، يضرم بعض الطلاب المشاغبين النار في المختبر أثناء إجراء تجارب ممتعة على المخدرات، وسرعان ما تُفرَض تدابير أمنية مشددة في المؤسسة التعليمية. لكن بمساعدة "كارمن" المدمنة أيضاً، يستأنف "إيشايا" بيع المخدرات في المكتبة. في نهاية المطاف، ينبهر "غافرنمت" بنجاح "إيشايا" في بيع المخدرات في تلك الظروف المريعة.

تبدأ "أدوفي" في مرحلة معينة باستهداف "كارمن" لتنفيذ خطة الخطف التي تقودها. يبذل "إيشايا" قصارى جهده لمنع هذه الكارثة، لكنه يدرك ما يجب أن يفعله حين تتلاشى جميع الخيارات الأخرى. لم يعد "إيشايا" يريد الحضور إلى "أكاديمية ويلمر" لأنه يتوقع أن تنهار أحلامه ويفشل في خططه هناك. لذا يعترف بالذنب لإنقاذ "كارمن" وأصدقائهما الآخرين من المخاطر، ويبلغ الشرطة بكل ما يحصل لاعتقال "أوغا رامبو". تحاصر الشرطة حانة "أوغا" وتعتقل "غافرنمت"، لكن ينجح "أوغا" و"أدوفي" وأحد رجالهما بالهرب. نتيجةً لذلك، يشعر "إيشايا" بالرعب من أن يؤذي "أوغا" عائلته. لتخفيف توتره، يساعده صديقه "فرانك" على حماية عائلته. أخيراً، يبدأ "أوغا" وشريكته "أدوفي" بالإقامة في منزل منفصل تعجز الشرطة عن الوصول إليه. ثم تنجح "أدوفي" بالهرب بعد سرقة جميع أموال "أوغا" وتتصل بـ"إيشايا". ينصب "أوغا رامبو" كميناً لإيشايا ويحاول قتله، لكن تهاجمه "أدوفي" من الخلف في تلك اللحظة وتُفقِده الوعي. تستولي "أدوفي" على الأموال كلها وتصبح عشيقة نادل في الحانة اسمه "راش"، بينما يتعفن "غافرنمت" في السجن ويقبع "أوغا" داخل قفص ضبع.

يعرض المسلسل قصة تخلو من أي عِبَر قيّمة، وهو يهدف بكل بساطة إلى تقديم محتوى مشوّق ورخيص. بداية القصة واعدة لكن تبدو النهاية مستعجلة، وتوحي الحلقة الخامسة بأن صانعي العمل يريدون إنهاء القصة في مطلق الأحوال. تترافق النهاية المزعجة مع حبكة معقدة تربط أبرز خطوط القصة، منها إنجازات "إيشايا" الفنية، ما يعني أن نقطة قوة العمل تقتصر على تصميم الإنتاج المتقن. في نهاية المسلسل، سنشاهد "إيشايا" وهو يقدّم واحدة من رسوماته المبهرة التي تُعلَّق في قاعة "أكاديمية ويلمر" بعد نيله منحة من "معهد لندن للفنون". لكن لن يتسنى للمشاهدين أن يدققوا برسمة "إيشايا"، ولن يفهموا مسار تحوّله إلى رسام غزير الإنتاج بعد تورطه في تجارة المخدرات وعمليات الخطف وطرده من "أكاديمية ويلمر" بعد الفصل الدراسي الأول مباشرةً. كان يُفترض أن يُركّز صانعو العمل على مساره، لكنهم لم يفعلوا. في مطلق الأحوال، تبدو نهاية الموسم الأول أشبه بكابوس غير مكتمل، ولا يستحق الفيلم المشاهـدة بشكل عام.


MISS 3