جاد حداد

Ginny & Georgia... رحلة عاطفية مشحونة

16 كانون الثاني 2023

02 : 01

يقدّم الموسم الثاني من مسلسل Ginny & Georgia على شبكة "نتفلكس" المزيد من الأحداث الدرامية عن حياة المراهقين والمشاكل التربوية، وهو يكشف طبعاً سلسلة من الأسرار المذهلة. في الموسم الأول، تعرّفنا على عائلة "ميلر" المفككة. في مرحلة معيّنة، تقرر "جيني" (أنتونيا جينتري) وشقيقها الأصغر "أوستن" (ديزل لا توراكا) الرحيل من بلدة "ويلسبري" على دراجة نارية، على أمل أن يبتعدا قدر الإمكان عن والدتهما "جورجيا" (بريان هاوي) وشبكة أكاذيبها وأسرارها المنمّقة. في نهاية الموسم الأول، يسأم "أوستن" و"جيني" من تصرفات "جورجيا"، وتكشف لنا لقطات من الماضي أنها كانت مجرمة على طريقة السارقة الشهيرة بوني إليزابيث باركر منذ أن كانت مراهِقة لإعالة نفسها.

يبدأ الموسم الثاني بعد فترة قصيرة على نهاية الجزء الأول. لا تزال علاقة الأم بابنتها متوترة. لا تتقبّل "جيني" حتى الآن أن والدتها قاتلة، لكنها تحاول في الوقت نفسه أن تتكيّف مع الأحداث الدرامية الطبيعية التي تطبع سن المراهقة. قرر أصدقاؤها القدامى قطع علاقتهم معها نهائياً حين اكتشفوا علاقتها العاطفية السرية مع "ماركوس" (فيليكس مالارد). في غضون ذلك، لا تشعر "جورجيا" بالسعادة من دون ولدَيها في المنزل، مع أنها خطبت حديثاً وستصبح قريباً سيّدة "ويلسبري" الأولى. لطالما كانت علاقة "جيني" و"جورجيا" متوترة وقد تكون علاقتهما المعقدة من أكثر الجوانب إثارة في القصة. لكن يبلغ التباعد بين الأم وابنتها مستوىً غير مسبوق في الموسم الثاني.

يبدأ النصف الأول من الموسم الجديد بقوة ويتعمق في علاقة "جيني" و"جورجيا"، بدءاً من حاجة "جورجيا" اليائسة إلى التصرف وكأن حياتها مثالية، وصولاً إلى رغبة "جيني" في سماع الحقيقة من والدتها مهما كانت هذه التجربة مؤلمة. تقدّم جينتري وهاوي أداءً مؤثراً جداً، ويسمح هذا الموسم للشخصيتَين بإزالة الحواجز بينهما والكشف عن نقاط ضعفهما أمام بعضهما البعض وأمام نفسَيهما أيضاً. يتألق المسلسل في هذا المجال بالذات، لا سيما حين يُركّز على العلاقات الأساسية بين الشخصيات بدل محاولة إقناعنا بأن جاذبية شخصية "جورجيا" قادرة على طمس ميولها الإجرامية.

يتّسم جزء من المسلسل بجانب ترفيهي ممتع لأنه يشمل جوانب مشابهة لقصة "بوني وكلايد" الشهيرة. لكن يهمل صانعو العمل الخصائص التي تضمن تميّز المسلسل حين يحرمون الطاقم التمثيلي، الذي يضمّ عدداً مفرطاً من الممثلين أصلاً، من الظهور على الشاشة لمدة كافية لعرض المزيد من التحولات المفاجئة التي تبدو أحياناً أفظع من أن يصدّقها أحد.

مع ذلك، تبقى العناصر الجاذبة موجودة حين يُركّز المسلسل على شخصياته وخصوصياتها (بعضها أكثر سحراً من غيرها طبعاً). ليس مفاجئاً مثلاً أن تسرق الممثلة سارة ويسغلاس الأضواء بدور "ماكس"، مهما كانت شخصيتها بغيضة. يتسنى لنا أيضاً أن نشاهد صداقة غير متوقعة بين "جيني" و"آبي" (كيتي دوغلاس) التي طُرِدت من مجموعة الأصدقاء القدامى في نهاية الموسم الأول بعد الأزمة التي نشأت بين "ماركوس" و"هانتر" و"جيني". لم تكن "آبي" أكبر داعمة لـ"جيني" يوماً، لذا يعكس تقرّبهما من بعضهما في المرحلة الجديدة تغيّراً إيقاعياً إيجابياً بعدما كانت لقاءات الأصدقاء سابقاً تُركّز على "ماكس" وحدها.

على صعيد آخر، يزيد الموسم الثاني تركيزه على "سينثيا" (سابرينا غرديفيش) التي تعلن في الحلقة التجريبية عن تقديم وجبات غداء عضوية في المدرسة، فتُرسّخ بذلك مكانتها كشريرة "ويلسبري". لا يُخصص المسلسل الوقت الكافي دوماً لتطوير شخصياته المسانِدة، ويفتقر "جو" (ريموند أبلاك) تحديداً إلى أي تطور في الموسم الثاني، لكن يرتفع مستوى العمل بكل وضوح حين يُركّز على هذا الجانب. تبرع غرديفيش في الكشف عن جوانب ودّية في شخصية "سينثيا"، مع أنها مهمة شاقة. وراء مظهرها القاسي والبغيض، تكمن نقاط ضعف مؤثرة يصعب ألا يتعاطف معها المشاهدون. ينطبق الأمر نفسه على "ماركوس"، إذ لا مفرّ من أن تؤثر قصته في هذا الموسم بكل من يتعذب يومياً بصمت بهدف المضي قدماً.

أخيراً، تتعدد الجوانب التي تستحق الإشادة في هذا الموسم الثاني، أبرزها الأداء التمثيلي متعدد الأبعاد الذي تقدّمه جينتري وهاوي، والنزعة إلى التعمّق في حالة "جيني" النفسية بعد هربها مع "أوستن" بعيداً عن "جورجيا"، وزيادة التركيز على بعض الشخصيات المساندة الأساسية والأحداث المؤثرة. لكن يتعثر المسلسل للأسف حين يتخلى عن تلك العلاقات القيّمة ويفضّل التركيز على جوانب التشويق المبتذلة.


MISS 3