إجتماع مُرتقب لمجلس الأمن لبحث "خطّة ترامب"

"منظمة التعاون الإسلامي" ترفض "صفقة القرن"

10 : 22

المقعد الإيراني بقي شاغراً في جدة أمس (أ ف ب)

رفضت "منظّمة التعاون الإسلامي" خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط بالأمس، معتبرةً أنّها "متحيّزة وتتبنّى الرواية الإسرائيليّة" للنزاع، ودعت أعضاءها إلى عدم التعامل مع الخطّة أو التعاون مع الإدارة الأميركيّة لتنفيذها، في وقت ألمح الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى أن العلاقات الأمنيّة مع الولايات المتحدة وإسرائيل لا تزال قائمة على الرغم من إعلانه السبت عن قطعها، ردّاً على طرح واشنطن لـ"صفقة القرن".

وأعلنت المنظّمة التي تضمّ 57 دولة وتتّخذ من جدّة مقرّاً لها، في بيان صدر بالإنكليزيّة عقب اجتماع طارئ لوزراء خارجيّتها أنّها "ترفض هذه الخطّة الأميركيّة - الإسرائيليّة لأنّها لا تُلبّي الحدّ الأدنى لتطلّعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة". ودعت كافة أعضائها إلى "عدم التعامل بأي شكل من الأشكال مع هذه الخطّة أو التعاون مع الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركيّة لإنفاذها".

وشدّدت المنظّمة على "محوريّة القضيّة الفلسطينيّة والقدس الشريف في صميمها للأمّة الإسلاميّة بأسرها"، وتُعيد تأكيد "الطابع العربي والإسلامي للقدس الشرقيّة المحتلّة، العاصمة الأبديّة لدولة فلسطين". ورأت أنّ "السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط كخيار استراتيجي لن يتحقّقا إلّا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه غير القابلة للتصرّف، بما في ذلك الحق في تقرير المصير والسيادة على المجال الجوّي والبحري".

وفي المواقف، قال وزير الخارجيّة الفلسطيني رياض المالكي خلال افتتاح الاجتماع، إنّ الصفقة "لا يُمكن تسميتها بخطّة سلام لأنّ الفلسطينيين ليسوا جزءاً منها وهي تقضي على كلّ فرص السلام"، مشيراً إلى أنّها "تمّت بين إدارة الرئيس ترامب والحكومة الإسرائيليّة ولم يكن للجانب الفلسطيني شأن بها". ورأى أنّ "هذه الصفقة تُلغي ما هو قانوني: حق الشعب الفلسطيني، وتتبنّى ما هو غير قانوني: المستوطنات، وتُشرّع اجراءات الضمّ الإسرائيليّة"، لافتاً إلى أن "هذه الصفقة ستؤدّي في حال تمريرها إلى تصفية الحقوق الفلسطينيّة المشروعة وتدمير الأسس التي قامت عليها عمليّة السلام".

من ناحيته، أكد وزير الخارجيّة السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في كلمته أنّ "المملكة تدعم كلّ الجهود والمبادرات الساعية إلى دفع عجلة التفاوض". لكنّه أشار في الوقت عينه إلى أنّ "نجاح هذه الجهود يستلزم أن يكون هدفها النهائي تحقيق حلّ عادل يُمثل حقوق الشعب الفلسطيني وفق الشرعيّة الدوليّة".

بدوره، شدّد الأمين العام للمنظّمة الإسلاميّة يوسف بن أحمد العثيمين على دعم المنظّمة "لأي جهود دوليّة تسعى إلى ايجاد حلّ سياسي للقضيّة الفلسطينيّة وتُحافظ على القانون الدولي وتؤدّي إلى سلام عادل وشامل في المنطقة". وكانت الجامعة العربيّة قد أكدت بعد اجتماع طارئ عُقِدَ على مستوى وزراء الخارجيّة في القاهرة السبت "رفض صفقة القرن الأميركيّة - الإسرائيليّة باعتبار أنّها لا تُلبّي الحدّ الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني"، معتبرةً أنّها "تُخالف مرجعيّات عمليّة السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

ولامس الاجتماع المنعقد في جدّة بخصوص القضيّة الفلسطينيّة، النزاع الإقليمي المحتدم بين الرياض وطهران، إذ بقي مقعد إيران شاغراً بالرغم من وضع علمها على الطاولة، فيما ذكرت الخارجيّة الإيرانيّة في بيان أنّ الرياض رفضت حتّى الساعات الأخيرة قبل الاجتماع منح تأشيرة دخول لوفدها برئاسة حسين أنصاري، نائب وزير خارجيّتها.

تزامناً، ألمح الرئيس الفلسطيني إلى أن العلاقات الأمنيّة مع الولايات المتحدة وإسرائيل لا تزال قائمة، بينما كان عباس قد أعلن السبت من القاهرة قطع "أي علاقة بما فيها الأمنيّة" مع إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكداً تحرّره من التزاماته بموجب اتفاقات أوسلو.

وقال عباس خلال ترؤسه اجتماعاً للحكومة الفلسطينيّة في مدينة رام الله في الضفة الغربيّة: "نحن سنُتابع ما قلناه، وإذا استمرّ الأميركان في هذا المشروع، فالمقاطعة موجودة... قاطعناهم بعد إعلانهم عن القدس عاصمة لإسرائيل". وجدّد عباس أيضاً التهديد بقطع العلاقات الأمنيّة، إذ قال: "قلنا لن نعمل مع الإدارة الأميركيّة والبيت الأبيض، وبقيت قناة واحدة وهذه القناة يجب أن تُقطع"، مشيراً بذلك إلى العلاقات الأمنيّة.

وعن العلاقة مع الجانب الإسرائيلي، قال الرئيس الفلسطيني: "كذلك مع إسرائيل لا يوجد الآن أي علاقة إلّا الأغراض التي يُبيعونا إيّاها ونشتريها منهم، والتنسيق الأمني، ونحن نرفض هذا التنسيق إذا استمرّوا في هذا الخط".

في غضون ذلك، طلبت الولايات المتحدة عقد جلسة مغلقة في مجلس الأمن الدولي الخميس لتقديم عرض من صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر لخطّة السلام للشرق الأوسط، بحسب ما أفادت مصادر ديبلوماسيّة وكالة "فرانس برس". وترغب واشنطن في عرض الخطّة، التي تمّ الاعلان عنها الأسبوع الماضي، والاستماع إلى مواقف الدول الـ14 الأخرى في المجلس، وفق المصادر. ويُعقد الاجتماع قبل أيّام قليلة من وصول عباس المتوقع إلى نيويورك في 11 شباط، ليؤكد أمام الأمم المتحدة معارضته للخطّة الأميركيّة والمطالبة بتطبيق القانون الدولي.


MISS 3