كيف تتخلّى عن مأكولاتك المفضلة؟

11 : 35

يقال إن الانفصال عن كل ما نحبه بالغ الصعوبة! تتخذ هذه الفكرة معنىً مختلفاً حين تكون مولعاً بمأكولات محددة. لكن لا يستطيع الجسم أن يتحمل الأغذية المفضلة لديك أحياناً، فيجبرك على التخلي عن منتجات متنوعة، بدءاً من البصل والفاصوليا والفلفل الحار وصولاً إلى اللبن وصلصة البندورة. يقول كايل ستولر، خبير في أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى «ماساتشوستس» العام التابع لجامعة هارفارد: «يعرف جميع الناس فوق عمر الثلاثين أن الجسم لا يبقى على حاله، بل إنه يزيد سوءاً مع التقدم في السن. يكون الجهاز الهضمي العلوي والسفلي أكثر عرضة للتغيرات المرتبطة بالشيخوخة».

سكريات مشبوهة

قد تزيد صعوبة هضم سكريات طبيعية ومعروفة باسم "فودماب" (سكريات أحادية وثنائية وقليلة السكر وبوليولات قابلة للتخمّر) مع التقدم في السن. تشمل هذه الأصناف السكريات الموجودة في مشتقات الحليب، والقمح، والجاودار، والبصل، والثوم، والبقوليات (حمص، عدس، فاصوليا)، والعسل، والفستق، والكاجو، والهليون، والأرضي شوكي... حتى أن بعض الفاكهة يحتوي على الفودماب (بما في ذلك المانغا والإجاص والدراق)، فضلاً عن المشروبات الغنية بالفركتوز أو بعض مواد التحلية الاصطناعية. لا نعرف دوماً ما يجعل الفرد يصاب بحساسية تجاه عناصر محددة من نوع فودماب. لكننا نعرف أن استهلاك هذه السكريات قد يؤدي إلى أعراض مثل التشنجات والإسهال والنفخة والغازات.


أنزيم مفقود

يجد البعض صعوبة في هضم مشتقات الحليب لأن الجسم لا ينتج كمية كافية من أنزيم اللاكتاز الضروري لتفكيك اللاكتوز (سكر موجود طبيعياً في مشتقات الحليب). يولد عدد صغير من الناس وهم مصابون بعدم تحمّل اللاكتوز. في معظم الحالات الأخرى، يتراجـع إنتاج اللاكتاز مع مرور الوقت، فيخسر الناس قدرتهم على هضم اللاكتوز تدريجاً. يوضح ستولر: "لأسباب لا نفهمها بالكامل، قد تتعطّل الجينات التي تتحكم بالقــدرة على تصنيع اللاكتاز مع التقدم في السن".

حرقة المعدة

تتعدد الأغذية التي تزيد حرقة المعدة سوءاً بسبب مرض الارتجاع المعدي المريئي، منها الفلفل وصلصات البندورة وأصناف أخرى مثل الحمضيات، والشوكولا، والنعناع، والأطباق الدسمة والمقلية. تنشأ هذه المشكلة حين يرتدّ حمض المعدة نحو المريء الذي يربط بين الفم والمعدة، لأن العضلات التي تشبه شكل الحلقات وتمنع في العادة أي تدفق عكسي تتعطل ولا تنشط بالشكل المناسب. قد يُسبب مرض الارتجاع المعدي المريئي حرقة في الصدر، أو مرارة في الفم، أو صعوبة في البلع، أو ألماً في الحلق، أو نوبات سعال.

حان وقت التغيير!

بدل مواجهة عواقب الأمراض الهضمية المزعجة، أوقف محاولاتك وغيّر مسارك. تتعدد الخيارات الغذائية التي تستطيع تجربتها. يكون استبدال مشتقات الحليب أسهل خطوة أولية. يمكنك إيجاد منتجات من الحليب والألبان والأجبان ومشتقات أخرى خالية من سكر اللاكتوز المزعج. أو جرّب منتجات "الحليب" النباتية، مثل اللوز، والكاجو، والشعير، والرز، والقنب، أو الألبان أو حتى المثلجات. كذلك، تشكّل الصويا أو أنواع الحليب الخالية من اللاكتوز مصادر جيدة للكالسيوم والبروتينات. تقـــول خبيرة التغذيــــة كاثي ماكمانوس، مديرة قسم التغذية في مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد": يجب أن تختار نسخاً مُدعّمة من الحبوب وحليب المكسرات. حذار أيضاً من السكريات المضافة. يكون عدد كبير من هذه المنتجات مُنكّهاً، ويحتوي بعضها على كميات سكر بقدر المشروبات الغازية. لهذا السبب، إختر النوع غير المُحلّى".

جدّد حياتك الغذائية!

تتعدد الخيارات البديلة التي ترضي رغبتك في تناول المأكولات الحارة من دون الشعور بحرقة في معدتك، منها الزنجبيل المطحون، والفجل الحار، والوسابي، والقرفة، والخردل الحار. تضفي هذه الأنواع نكهة حارة خفيفة على أطباقك من دون الحاجة إلى استهلاك الفلفل أو الصلصة الحمراء. لكن إبدأ بتجربة هذه المنتجات ببطء لاكتشاف طريقة تفاعل جسمك معها وتراجع عن هذه المقاربة إذا عادت الأعراض للظهور.


ما هي بدائل البقوليات؟

تشكّل الفاصوليا وأنواع أخرى من البقوليات مصدراً أساسياً للبروتينات النباتية في حالات كثيرة. إذا كان هذا النوع من سكريات فودماب لا يناسبك، فكّر بتناول جبنة التوفو الغنية بالبروتينات (مصنوعة من فول الصويا وخالية من الفودماب). وإذا كنت تشتاق إلى تركيبة الفاصوليا، جرّب الرز (الأسمر بدل الأبيض) والكينوا ودقيق الذرة والخبز أو المعكرونة الخالية من الغلوتين. هذه المنتجات كلها لا تحتوي على الفودماب.

ثمة بدائل محتملة لجميع الأغذية الغنية بعناصر فودماب. جرّب التوت الأزرق مثلاً بدل التوت الأسود، والشُمَر أو البصل الأخضر بدل البصل العادي، واللوز أو الفول السوداني بدل الفستق أو الكاجو، والبابايا بدل الدراق.

نصائح إضافية

هل تجد صعوبة في الابتعاد عن مأكولاتك المفضلة؟ اعلم أنك قد لا تواجه أي أعراض مزعجة إذا تناولت كميات أصغر منها. التزم بالخطوات التالية:

• يمكنك أن تُخفف حدة الأطباق الحارة عبر إضافة نوع من مشتقات الحليب (مثل الكريما الحامضة) أو زيادة كمية المقادير الأخرى، مثل الخضار.• خفف نكهة الفلفل الحار عبر غسله قبل طبخه ونزع البذور والضلوع وشَوْيه وإزالة قشوره.

• اغسل الفاصوليا المُعلّبة قبل طبخها لتخفيف كمية السكريات التي تنتج الغازات.

• استعمل مكملات من أنزيم اللاكتاز لتسهيل هضم مشتقات الحليب أو تمرير السكريات قليلة التعدد في الأمعاء الحساسة.

أخيراً، تذكّر أن العلاقات الصحية وطويلة الأمد تتطلب جهوداً متواصلة. ينطبق هذا المبدأ على علاقتك بالطعام أيضاً. بقليلٍ من الجهود، يمكنك أن تتلذذ بمأكولاتك المفضلة لسنوات إضافية من دون مواجهة أعراض مزعجة.


MISS 3