هل تشعر بأن أنفك مسدود طوال الوقت منذ أكثر من شهرين، من دون أن تتعلّق المشكلة بإصابتك بالزكام؟ تنجم الحالة على الأرجح عن مشكلة مزمنة أو انسداد يُخفّض كمية الهواء التي تمرّ بالأنف، ما يؤدي إلى صعوبة في التنفّس. هذه الحالة قد تؤثر على النوم ونوعية الحياة أيضاً.
أسباب المشكلة
الاضطرابات التالية قد تسدّ الممرّات الهوائية في إحدى فتحتَي الأنف أو الفتحتَين معاً:
الحساسية أو مشاكل الجيوب الأنفية المزمنة: تكون الجهة الداخلية من الأنف مغلّفة بطبقة من نسيج حساس اسمه الغشاء المخاطي. قد تلتهب هذه المنطقة بطريقة مزمنة بسبب الحساسية، فتتراجع المساحة التي تسمح بتدفق الهواء.
تضخم تربينات الأنف: التربينات هي هياكل موجودة داخل الأنف وتتولى تدفئة الهواء وتصفيته أثناء مروره. قد يلتهب الغشاء المخاطي الذي يحدّ التربينات بسبب المهيّجات البيئية (مثل الدخان)، والتقلبات الهرمونية، وحالات الحساسية، والمشاكل المزمنة في الجيوب الأنفية. تضيق الممرّات الأنفية بعد تورم التربينات.
ضعف صمام الأنف: تشير هذه الحالة إلى تضيّق بنيويّ في بعض مناطق الممرّات الأنفية وقد تنجم عن إصابة، أو بنية الأنف منذ الولادة، أو جراحة في الأنف، أو التقدم في السن بكل بساطة.
تقول الدكتورة روبين ليندسي، جرّاحة تجميل وترميم للوجه في مركز ماساتشوستس للعين والأذن التابع لجامعة "هارفارد": "يترهل كل شيء مع التقدم في السن، بما في ذلك أنسجة الأنف، فتخسر مرونتها وقد تضيق الممرّات الأنفية من دونها، حتى لو كنت تتنفّس من أنفك بلا مشكلة طوال حياتك. قد تشعر فجأةً بأنك تتعامل مع خلل جديد".
انحراف الحاجز الأنفي: يفصل الحاجز الأنفي بين طرفَي الأنف الأيمن والأيسر. قد تولد مع حاجز معوج أو يتشوّه شكله بسبب حادث معيّن. نتيجةً لذلك، قد يصعب عليك أن تتنفس من فتحتَي الأنف عند القيام بأبسط النشاطات. حتى أن انحراف الحاجز الأنفي الذي لم يطرح أي مشكلة سابقاً قد يُسبب أعراضاً أخرى إذا تزامن مع ضعف صمّام الأنف أو خسارة الأنسجة الداعمة.
الأورام الحميدة الأنفية: تنمو أورام غير سرطانية على طول النسيج المخاطي أو الجيوب الأنفية وقد تعيق تدفّق الهواء.
لا يسهل تحديد سبب انسداد الأنف في جميع الحالات. يجب أن تقابل اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة لمعرفة المشكلة الحقيقية. يستفسر هذا الأخير عن تاريخك الطبي والأعراض التي تختبرها، ثم يفحص الجهة الداخلية من أنفك لتحديد ما يعيق تدفّق الهواء. حتى أنه قد يطلب إجراء اختبارات حساسية عبر دسّ كميات ضئيلة من مسببات الحساسية في البشرة من خلال وخز الذراع أو الظهر بوتيرة متلاحقة. تشير أي ردة فعل جلدية على عنصر معيّن إلى إصابتك بحساسية تجاهه.
علاجات محتملة
تتوقف المقاربات التي تسمح باسترجاع ممرّات أنفية طبيعية على سبب الانسداد. إذا كنت مصاباً بالحساسية أو بمشاكل في الجيوب الأنفية أو بتضخم التربينات، قد تحتاج إلى بخاخ ستيرويدي للأنف أو أدوية أخرى لكبح الالتهاب. وإذا لم تنكمش التربينات بفضل بخاخات الأنف، قد تحتاج إلى عملية أو جراحة لتقليص حجمها. يمكن نزع الأورام الحميدة أيضاً عبر أدوية لتقليصها أو عن طريق الجراحة.
يمكن معالجة الممرّات التي تضيق بسبب ضعف صمّام الأنف عبر الجراحة أو عمليات غير غازية في عيادة الطبيب لضخ زرعٍ داعم في الأنف أو إعادة تشكيل الأنف عبر استعمال طاقة التردّدات الراديوية. لكن لن تكون هذه التقنيات أول خط دفاعي. جرّب البخاخات الستيرويدية إذا كان التهاب الغشاء المخاطي يؤثر على الأعراض. كذلك، حاول أن تفتح الممرات الأنفية عبر استعمال موسّعات الأنف: إما أن تضع شريطاً لاصقاً على الأنف للفصل بين الممرّات بسلاسة، أو تضع أجهزة صغيرة ومخروطية الشكل داخل فتحتَي الأنف. إذا تحسّن أي من هذه الأعراض، فقد تستفيد على الأرجح من جراحة تصحيح صمام الأنف.
لتقويم حاجز الأنف المنحرف، تقضي الطريقة الوحيدة بالخضوع لجراحة رأب الحاجز الأنفي. يمكن إجراء العمليتَين معاً إذا كنت مصاباً بانحراف الحاجز الأنفي وضعف صمّام الأنف في آن. يستأنف معظم الناس نشاطاتهم الطبيعية خلال أسبوعَين تقريباً، لكن تتوقف النتيجة على الوضع الصحي العام ونطاق الجراحة.
أخيراً، لا تتردّد في تلقي العلاج المناسب لمجرّد أنك قد تحتاج إلى الجراحة. اكتشف أولاً أسباب المشكلة التي تتعامل معها. قد يكون الحل بسيطاً وقادراً على تجديد راحتك خلال وقت قصير.
